فيما يكمل السوريون العدة لالتماس هلال شهر رمضان محاولين قدر الإمكان التمسك بأجوائه الاجتماعية وطقوسه الدينية المميزة , يأبى هواة القتل والإجرام إلا أن يتركوا بصمات حقدهم على المشهد العام منغصين معيشة أبناء الحياة في حلب ودمشق بأكثر من 100 قذيفة وصاروخ أطلقتها الجماعات المسلحة على أحياء حلب الغربية أوقعت 31 شهيدا بينهم 12 طفلاً والحصيلة مرشحة للارتفاع بالنظر لحراجة الوضع الصحي للكثير من الإصابات فيما بدأت حصيلة دمشق بشهيد وسبعة جرحى ستة منهم أطفال.
ليس بغريب على من خطط ونفذ هكذا جرائم أن يستهدف المدنيين والأطفال في أي زمان ومكان طالما أن القتل شعاره ودم الأبرياء ترياق وجوده الوحيد للتنفيس عن هزائمه وانكسارات مشروعه الإجرامي.
كيف يمكن لفصائل تدعي الإسلام وتتخذ من الاعتدال واجهة تخفي وراءها مشاريعها , أن تبرر استهداف الأطفال أثناء خروجهم من مسجد الرحمن بالقذائف الصاروخية !! وأية رسائل أوصلتها لهؤلاء الأطفال حفظة القرآن وهم الذين تعلموا قول الرسول (ص) "من دخل دار أبي سفيان فهو آمن" !! فإذ يصطادهم الموت على أبواب المساجد بيوت الله عشية الشهر الفضيل الذي نزل فيه القرآن "هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان" فإذ يهدي من يسمون أنفسهم بكتائب البدر قذائف الكاتيشوا بعد أن تعايش الحلبيين لسنوات مع مدافع جهنم التي يبدو أن لرمضان طقوسه وصواريخه أيضاً.
جنون صواريخ الإرهاب من حلب إلى دمشق يعكس حال الإرهابيين على أكثر من محور فالقلمون باتت بعهدة الجيش العربي السوري والمقاومة اللبنانية على كامل جرود القلمون الغربي المحاذية للحدود اللبنانية بالسيطرة على التلال الحاكمة والمعابر التي شكلت نقاط إمداد لتنظيم جبهة النصرة بين طرفي الحدود المشتركة السورية اللبنانية فيما أفشل الجيش واللجان الشعبية في السويداء في أيام ما استغرق من التحضير والتنفيذ سنوات من الحشد والتجييش والنفخ في النار الطائفية لتتحول المعركة من الدفاع إلى الهجوم وبدلاً من كسر النسيج الاجتماعي وإيجاد شرخ في بنية المحافظة تحولت المواجهة لطبخة سم أكلتها النصرة وساهم بطبخها كل أبناء المحافظة وحتى النساء أدلين بدلوهم فكانت نيران مواقدهم بلسماً لجرح نازف ونفيراً يستنهض الهمم للدفاع عن مطار المحافظة العزيزة.
في الشمال السوري لا تقل ورطة التنظيمات الإرهابية عن ورطة أقرانها في القلمون والسويداء بعد استعادة وحدات الحماية الكردية مدينة تل أبيض في ريف الرقة بما يزيد من غرق مشروع آردوغان في الشمال السوري وتقهقر تنظيم داعش وخسارته المعبر الحدودي مع تركيا بما يضيق الخناق على التنظيم أكثر فأكثر في مدينة الرقة.
غريق على الأرض السورية وغريق تركي يحاولان التمسك بقشة سعودية تتلمس الأخرى الطريق إلى الغرق في بحر تسويات عاجزة عن التأثير فيها وتغير مسارها فبلح اليمن التي منت النفس فيه بات بعيد المنال ولا يعدو أكثر من سراب صحراء أما عنب الشام فبات علقماً بحلق آل سعود يصعب ابتلاعه.
في زمن التسويات وحين تزف الآزفة وتأتي ساعة الحسم لا ترمى للغرقى قوارب النجاة قبل أن يعلو صريخهم ويستنجدون من معين ... صرخات الثكالى والمفجوعين في حلب ودمشق سترتد على داعمي الإرهاب في أنقرة والريان طوفان من نار وكبريت فهل من منقذ يرمي خشبة الخلاص.
2015-06-16 | عدد القراءات 2163