خرج وزير الخارجية السعودي عادل الجبير الأحد ليستنكر تصريحات السفير السعودي لدى بغداد ثامر السبهان عن مواقف اطلقها لا تعبر عن الموقف الرسمي للمملكة حسب الجبير و ذلك خلال لقاء جمعه بوزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري في العاصمة البحرينية المنامة على هامش الاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي- الهندي.
الخارجية العراقية ابدت امتعاضها من تصريحات السبهان والتي مثـلت تدخلا واضحا في الشأن الداخلي العراقي، وخروجا عن لياقات التمثيل الدبلوماسي، إضافة إلى حديثه بمعلومات غير صحيحة فرفض الطرفان هذا الموقف ..
يامل العراق ان لا تتكرر هذه التصريحات مجددا بالمستقبل باعتبار انها تدخل بشؤون دولة لا تنسجم مع مهمة "سفير " فالسبهان دخل المحظور بحديثه عن الميدان العراقي و ما له من دقة و حساسية بالمشهد الذي تحاول الحكومة العراقية على ضبطه فيقول ان على "قوات الحشد الشعبي و المعروف انها تحالف من جماعات شيعية مسلحة مدعومة من طهران يجب أن تترك قتال المتشددين للجيش العراقي وقوات الأمن الرسمية لتجنب تصعيد التوترات الطائفية. كلام السبهان لفت الانظار الى اعتبار بلاده طرفا بمواجهة الفريق الشيعي في العراق الذي يعيش تداخلا مفهوما و لكن هذا الامر لا يصب فقط في خانة الموقف المتسرع من السبهان الذي يدرك كديبلوماسي اهمية ان يحتسب كلامه و ان يكون متابعا لموقف بلاده و ان يكون مصغيا لتعليمات وزير خارجيته باقل تقدير
هكذا حوادث و ان وقعت تعتبر تدخلا صارخا من الديبلوماسي بشؤون الدولة المضيفة هكذا احتسبت في لبنان مرار و تكرارا خصوصا من سفراء غربيين تدخلو بشؤونه و لا زالو يتدخلون لكن بانسجام مطلق مع حكوماتهم فقل نظير هذا الخرق و التباين و لبنان هنا فقط للمثال و الايضاح اما بحالة السبهان فيبدو ان فريق عمل الجبير يخرج عن سيطرته تماما و يبدو انه ليس في اجواء المواقف المحيطة و اذا كانت مواقف الجبير غير مسموعة فهذا يعني ان مواقف من وراء الجبير ايضا بالمملكة التي تشهد انقساما هاما بين فريقي اولياء العهد المفترضين محمد بن نايف و محمد بن سلمان قد تكون واحدة من مؤشرات الضياع و الارباك الذي انعكس على مجمل الطاقم الديبلوماسي او الامني او حتى السياسي في البلاد فلكثرة الملفات الشائكة و لكثرة ما تورطتت فيه السعودية مثل اليمن و سوريا و العراق و مصر ضاعت السفراء و طارت المواقف و اختلطتت الافكار لكن الاهم هو اعتذار الجبير الذي يشي بان المملكة لا تريد خلق ازمة جديدة مع طهران التي ستعتبر معنية بكلام السبهان ما ادى الى الاعتذار و التصحيح على وجه السرعة علما ان السعودية لم تهتز للاعتذار بشان ضحايا بالمئات في كارثة منى و لم تعتذر ايضا لمشاعر من اهتزت قلوبهم على فراق الشيخ النمر و لم تهتم لمهابة رجل دين اعزل .
الاهم ان لا يفقد الجبير السيطرة على المشهد المقبل في جنيف و ان يحتسب كلامه و كلام فريقه بالايام المقبلة التي ستشهد اكبر اختبار لنوايا الحلول في سوريا و ما سيتبعها من حلول للازمة العراقية على حد سواء .. السعودية تسارع بالتوضيح فاللعب مع ايران بات مكلفا !
2016-01-25 | عدد القراءات 9496