كتب المحرر السياسي
جاء اليوم الموعود الذي قال عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو ومستشار أمنه القومي جون بولتون أنه يوم الصفر في مبيعات إيران النفطية ، والحصيلة تقارب الصفر في النتائج ، فوفقا لمركز عالمي أميركي يقوم بمتابعة مبيعات أسواق المواد الخام ، هو آر بي سي كابيتال تراست ، لن تنجح العقوبات بوقف تصدير أكثر من 200 الف إلى 300 ألف برميل يوميا من أصل 3 ملايين برميل تبيعها إيران يوميا قبل العقوبات ، ووفق لوائح المستوردين الرئيسيين للنفط الإيراني ، شملت الإعفاءات الأميركية أبرز ثماني دول بينهم ، الصين والهند واليونان وإيطاليا وتايوان وتركيا وكوريا الجنوبية واليابان ، وهي الدول التي تستورد أكثر من 90% من النفط الإيراني وفقا للجدول الذي نشرته إذاعة البي بي سي البريطانية .
التعليقات الأميركية على نتائج العقوبات تحدثت عن قيمة نفسية لها متجنبة التقييم لحصيلتها بالأرقام ، حيث قال بولتون أن الإنكماش في الإقتصاد الإيراني سيكون نتيجة حتمية للعقوبات الأميركية ، رغم بقاء القدرة الإيرانية على تصدير نسبة مهمة من نفطها ، بينما في إيران جرى التعامل مع العقوبات بصفتها أقل تأثيرا من الحزمة التي طالت النفط الإيراني قبل التوقيع على التفاهم النووي عندما كانت العقوبات بقرار أممي ومشاركة روسية وصينية ، حيث بلغت مبيعات إيران أقل من 800 ألف برميل يوميا أي أقل من ثلث الكمية التي تبيعها إيران اليوم ، ولم تتاثر مواقف إيران ولا إقتصادها ولا دعمها لقوى المقاومة يومها ، فكيف لها ان تتأثر اليوم ، ويأتي التعامل الإيراني مع العقوبات بوصفتها تحديا قابل للتحول إلى فرصة تتخطى حدود الإفادة التقليدية من العقوبات بتمية مقدرات الإكتفاء الذاتي في الإقتصاد الإيراني ، فيقول الرئيس الإيراني حسن روحاني ، نجحنا بالإلتفاف على العقوبات بفخر ، واشار معلقون إيرانيون إلى ما قصده الرئيس روحاني بالقول أن إظهار محدودية نظام العقوبات الأميركي كان مطلبا عالميا تفتخر إيران بكونها من يحقق هذه الأمنية بعدما ضاق العالم ذرعا بالتهديدات الميركية والغطرسة والتفرد التي صارت سمات التعامل الأميركي مع الحلفاء وليس فقط مع الخضوم ، وقال وزير الخارجية الإيرانية جواد ظريف ، أن واشنطن في عزلة وليس طهران ، ويكفي النظر إلى من يقف في صف إيران ومن يقف في الصف الأميركي لمعرفة أن إيران تغير العالم .
في لبنان حيث نسجت الكثير من التحليلات عن صلة موقف حزب الله الداعم لتمثيل نواب اللقاء التشاوري في الحكومة ، بملف العقوبات الأميركية على إيران وتداعياتها ، سواء لجهة ما قاله بعض نواب تيار المستقبل عن تعطيل الحكومة كورقة ضغط بوجه العقوبات ، أو ما قاله آخرون عن إصرار حزب الله على التعطيل ليقول أن الكلمة النهائية في ولادة الحكومة تبقى له وحده ، كرد على العقوبات ، أو أن حزب الله يريد كما إيران مراقبة ما ستحمل العقوبات قبل منح الضوء الأخضر لولادة الحكومة ، ردت مصادر في قوى الثامن من آذار على هذه التحليلات بالقول ، أن نهاية العقدة الحكومية ستكشف تفاهة وسطحية هذه التحليلات ، حيث ببساطة القضية أن قانون الإنتخابات الذي شكل حزب الله قوة الدفع الرئيسية لولادته على أساس النسبية ، كان واضحا أن الهدف منه تصحيح التمثيل ، وقد حقق الهدف ، وهناك من يريد إسقاط نتائج الإنتخابات النيابية في طلب موافقة حزب الله على حكومة يتمثل فيها 45 نائبا هم نواب الثامن من آذار بنصف حصة قوى 14 آذار التي حازت على 44 نائبا بحصيلة الإنتخابات ، فينالون في التشكيلة المقترحة 12 وزيرا مقابل 7 وزراء لقوى 8 آذار ، وبالمقابل ينال التيار الوطني الحر الذي يتمثل ب29 نائبا عددا من الوزراء يوازي تمثيل قوى 8 آذار التي تتمثل بعدد من النواب يعادل مرة ونصف خصة التيار النيابية ، وتساءل المصدر هل قوى 8 آذار هي الطرف الوحيد المطلوب منه التنازل لتبصر الحكومة النور ، وهل المطلوب إرضاء الاخرين بأحجام تناسبهم على حساب تحجيم 8 آذار ليكون حزب الله عامل تسهيل وينال التصفيق ، على طريقة كوني جميلة وإصمتي ، اي بالنسبة للبعض كونوا مقاومة ولا تطالبوا بحقوق تمثيل منصف ، وربما عند البعض الآخر لا تكونوا شيئا كي لا نتهمكم بالتعطيل ؟
2018-11-06 | عدد القراءات 1791