أحيت الفرقة الفنية الشركسية حفلاً فلكورياً راقصاً على مسرح دار الأوبرا بدمشق شارك فيه 70 راقصاً وراقصة من فئتي الأطفال والكبار بحضور جماهيري كبير.أوضح مدرب ومصمم رقصات الفرقة نسيم خواظ في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" على هامش الحفل أن "هذا العرض أقيم برعاية وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوح، وهو يمثل التراث والفلكلور الشركسي المتوارث والذي يعود إلى آلاف السنين" مضيفاً: "نحن كجالية شركسية في سوريا نحافظ على تراثنا الشركسي من خلال الرقص الذي يعبر عن تراث الآباء والأجداد"
أضاف خواظ: "تضم الفرقة التي شاركت في الحفل 70 راقصا وراقصة من الأطفال والشباب وهم جزء من 200 راقص وراقصة وقد انتقينا خيرة هؤلاء لتقديم ثلاث عشرة لوحة فلكورية متنوعة لأن الرقص يحتل مكانة مميزة في الثقافة الشركسية، حيث تسمى حلقة الرقص "جوغ" وتُؤدي الرقصات بترتيب معين يمثّل تطور العلاقة العاطفية بين الشاب والفتاة" ويتابع خواظ حديثه عن أنواع الرقصات قائلاً: "يحتل الرقص الشعبي مساحة كبيرة في الثقافة الشركسية، ولكل رقصة حكاية فمثلاً رقصة "قافا" هي رقصة الأمراء والكبرياء والشموخ، وتعد أكثر انتشاراً بين شعوب شمال "القوقاز"، وتسمى برقصة اللقاء الأول بين الشاب والفتاة، حيث يحاول فيها الشاب إظهار رجولته ليلفت انتباه الفتاة، وتظهر الفتاة أنوثتها بكل عز وكبرياء، أما رقصة "الودج" فبعد اللقاء الأول تأتي المرحلة الثانية من مراحل التدرج العاطفي، حيث تلتهب المشاعر وتزداد وتيرة الرقص، ويتطور الحوار الراقص بين الشاب والفتاة ليصل إلى قمة الوفاق والتفاهم، فيبدأ الحوار بين الجسد والروح بالرقصة الوحيدة التي يسمح فيها للشاب بأن يلمس يد الفتاة والحديث معها بشكل راقٍ من خلال محاكاة لطيفة ضمن الأعراف والتقاليد الشركسية التي تدل على أعمق وأرقى أنواع الأدب".
وأكمل خواظ: "أما رقصة "كواشاغازا" فجاءت من رحم التاريخ، فعند زواج الحفيد في العائلة وحين تأتي العروس تكون في المنزل والدة العريس وجدته فتحزن الأم بإحساسها بأن هناك من أتت لتأخذ مكانتها على الأقل عند ابنها، فتحزم حاجاتها وتعتزم الرحيل، وهنا يأتي دور الجدة لتعيدها وإرضائها بهدية رمزية، ومن هذه القصة المعروفة في التقاليد الشركسية جاءت رقصة "كواشاغازا، أما رقصة "حكولاش" فتعود هذه الرقصة إلى حكاية قديمة عن شاب كان لديه قدَم أقصر من الأخرى، وفي إحدى الحفلات دخل حلبة الرقص أو ما يعرف بالجوك، وأخد يرقص أمام الحضور بفرح يدور تارة ويتقدم تارة إلى الأمام وتارة للخلف فسميت هذه الرقصة تخليداً وتشجيعا له، أما رقصة "إسلاميه"، فهي أيضاً من الحكايات والأساطير الشركسية، وتروي حكاية الشاب "إسلام" الذي كان يرعى أغنامه مستلقياً على الأرض، ينظر إلى السماء، ويفكر بحبيبته فإذ بنسرين يحومان في الأفق بحركات دائرية بانسجام وكأنها يغازلان بعضهما، ومنها استوحى هذا الشاب رقصة ليعبر فيها عن مشاعره تجاه حبيبته، وسميت هذه الرقصة باسمه، أما رقصة "تلبرف" وتسمى أيضاً رقصة "الشابسغ"، وهي عبارة عن حركات وقفزات أشبه بحركة الخيل أثناء المسير، بينما رقصة "زغلاد" فهي أسرع أنواع الرقص لدى شعوب الأديغي، وهي رقصات تعبر عن شعوب شمال القوقاز من خلال الرقصات واللباس الخاص بهم".
وأضاف خواظ: "لقد شاركت الفرقة بمختلف المهرجانات على مستوى سوريا وأهمها مهرجان جريح وطن في اللاذقية بالإضافة إلى المهرجانات التي أقيمت في سوريا عموماً وفي دمشق على وجه الخصوص".
وقد ترك الحفل انطباعاً جميلاً لدى الجمهور الحاضر في دار الأوبرا والذي عبر عن إعجابه بعروض الفرقة وبالثقافة الفلكورية الشركسية.
في هذا المنحى صرح وائل حسن (رجل أعمال) لـ"سبوتنيك" قائلاً: "الحفل يعكس ثقافة المجتمع الشركسي ونحن نفتخر بأنه يشكل أحد مكونات المجتمع السوري، ومن خلال هذا الفلكور الذي قدمته الفرقة نرى كيف يتم نقل الثقافة الشركسية إلى ثقافات أخرى وتندمج لتشكل خليطاً من الثقافات المتنوعة، ولتعطي منتجاً ثقافياً جديداً خاصاً بالشعب السوري، وأغلب الشباب السوري يتعلم من هذه الرقصات الفلكورية كيف نفهم بعضنا ونتعلم من ثقافات بعضنا، وبنفس الوقت كيف نستفيد منها ونعكسها على ثقافتنا وحياتنا اليومية ونتعرف كذلك على ثقافات الشعوب الأخرى ونتعلم طريقة التعامل مع الفلكور الخاص بها".
وقالت إيمان حسن (طبيبة مخبر) لـ"سبوتنيك": "الحفل رائع ومميز وسرننا كثيراً به وكان التنظيم رائعاً أيضاً، وقد أحضرت أطفالي لكي يتعرفوا على الثقافة الشركسية ولكي يشاهدوا هذا التمازج الرائع في بلدنا بين الثقافات".
بدورها صرحت ريما الزين (محررة في الموسوعة العربية) لـ"سبوتنيك" بالقول: "سوريا معروفة تاريخياً بالتمازج الثقافي، وتكمن عراقة سوريا باحتضانها هذا الخليط الرائع وهذا التمازج الرائع، ونحن نعتز ونفخر بهكذا فرق قوية ومتدربة تدريباً عالي المستوى وهذا فخر لسوريا، وقد سررنا كثيراً بهذا العرض".
وقالت الشابة نارس سطاس (عضو في الفرقة) لـ"سبوتنيك": "اليوم شاركت بأكثر من لوحة منها: القافة- الششن- غوشاغاز، وإن هذا التمازج بين الثقافات جميل جداً وخصوصاً مع تفاعل الجمهور مع الموسيقا والرقصات، وهذا يعطينا الحماس ويدفعنا لأن نقدم شيئاً جميلاً يعبر عن تراثنا وأصالتنا وثقافتنا".
وقال الشاب جاتا شورى (عضو في الفرقة) لـ"سبوتنيك": "أنا من أعضاء الفرقة القدامى منذ أن تأسست، وقد شاركت في ثلاث لوحات القافة والششن والخونكا، وكان تفاعل الجمهور كبيراً وأكد لنا الدعم المتواصل، واللباس الشركسي مأخوذ عن أجدادنا عندما كانوا يقطنون في بلاد القوقاز، نظرا لطبيعتها الباردة وهذا اللباس يمنح الدفء للمقاتل وللسكان بشكل عام".
ويتركز الشركس السوريون في عدد من المحافظات أهمها: القنيطرة (جنوبي سوريا) في بئر عجم وكما يتواجد القسم الأكبر منهم في العاصمة دمشق وريفها فلهم فيها حارات كاملة تدعى بحارات الشركس في كل من الكسوة وركن الدين و قدسيا ويتوزع الشركس أيضاً بكثافة في حمص وسط سوريا وحلب (شمالي سوريا) وتحديداً في منبج وخناصر وغيرها كما يتواجدون في الحسكة والرقة.
وينضوي الشراكس في سوريا تحت لواء الجمعية الخيرية الشركسية، التي أسّست عام 1948، التي يقع مقرها الرئيس في منطقة ركن الدين بدمشق، ولها فروع عدة في العاصمة نفسها، وفي محافظات مختلفة كحلب والقنيطرة وريف دمشق، ويضم كل فرع منها لجاناً ثقافية، اجتماعية، رياضية، وفنية، إضافةً إلى ما تقدّمه الجمعية من مساعداتٍ وأندية للأطفال وتكريم للمتفوقين، وسهرات شبابية ومعارض مختلفة، فإنها تعلّم اللغتين الروسية والشركسية، ويتبع لها فرق راقصة وموسيقية تقدّم الفولكلور الشركسي، وقد إندمج الشركس في المجتمع السوري إندماجاً كبيراً وبنفس الوقت حافظوا على هويتهم الثقافية الخاصة ولغتهم وعاداتهم القبائلية وزيهم التقليدي وتراثهم الأصيل.
" />أحيت الفرقة الفنية الشركسية حفلاً فلكورياً راقصاً على مسرح دار الأوبرا بدمشق شارك فيه 70 راقصاً وراقصة من فئتي الأطفال والكبار بحضور جماهيري كبير.أوضح مدرب ومصمم رقصات الفرقة نسيم خواظ في تصريح خاص لـ"سبوتنيك" على هامش الحفل أن "هذا العرض أقيم برعاية وزيرة الثقافة السورية لبانة مشوح، وهو يمثل التراث والفلكلور الشركسي المتوارث والذي يعود إلى آلاف السنين" مضيفاً: "نحن كجالية شركسية في سوريا نحافظ على تراثنا الشركسي من خلال الرقص الذي يعبر عن تراث الآباء والأجداد"
أضاف خواظ: "تضم الفرقة التي شاركت في الحفل 70 راقصا وراقصة من الأطفال والشباب وهم جزء من 200 راقص وراقصة وقد انتقينا خيرة هؤلاء لتقديم ثلاث عشرة لوحة فلكورية متنوعة لأن الرقص يحتل مكانة مميزة في الثقافة الشركسية، حيث تسمى حلقة الرقص "جوغ" وتُؤدي الرقصات بترتيب معين يمثّل تطور العلاقة العاطفية بين الشاب والفتاة" ويتابع خواظ حديثه عن أنواع الرقصات قائلاً: "يحتل الرقص الشعبي مساحة كبيرة في الثقافة الشركسية، ولكل رقصة حكاية فمثلاً رقصة "قافا" هي رقصة الأمراء والكبرياء والشموخ، وتعد أكثر انتشاراً بين شعوب شمال "القوقاز"، وتسمى برقصة اللقاء الأول بين الشاب والفتاة، حيث يحاول فيها الشاب إظهار رجولته ليلفت انتباه الفتاة، وتظهر الفتاة أنوثتها بكل عز وكبرياء، أما رقصة "الودج" فبعد اللقاء الأول تأتي المرحلة الثانية من مراحل التدرج العاطفي، حيث تلتهب المشاعر وتزداد وتيرة الرقص، ويتطور الحوار الراقص بين الشاب والفتاة ليصل إلى قمة الوفاق والتفاهم، فيبدأ الحوار بين الجسد والروح بالرقصة الوحيدة التي يسمح فيها للشاب بأن يلمس يد الفتاة والحديث معها بشكل راقٍ من خلال محاكاة لطيفة ضمن الأعراف والتقاليد الشركسية التي تدل على أعمق وأرقى أنواع الأدب".
وأكمل خواظ: "أما رقصة "كواشاغازا" فجاءت من رحم التاريخ، فعند زواج الحفيد في العائلة وحين تأتي العروس تكون في المنزل والدة العريس وجدته فتحزن الأم بإحساسها بأن هناك من أتت لتأخذ مكانتها على الأقل عند ابنها، فتحزم حاجاتها وتعتزم الرحيل، وهنا يأتي دور الجدة لتعيدها وإرضائها بهدية رمزية، ومن هذه القصة المعروفة في التقاليد الشركسية جاءت رقصة "كواشاغازا، أما رقصة "حكولاش" فتعود هذه الرقصة إلى حكاية قديمة عن شاب كان لديه قدَم أقصر من الأخرى، وفي إحدى الحفلات دخل حلبة الرقص أو ما يعرف بالجوك، وأخد يرقص أمام الحضور بفرح يدور تارة ويتقدم تارة إلى الأمام وتارة للخلف فسميت هذه الرقصة تخليداً وتشجيعا له، أما رقصة "إسلاميه"، فهي أيضاً من الحكايات والأساطير الشركسية، وتروي حكاية الشاب "إسلام" الذي كان يرعى أغنامه مستلقياً على الأرض، ينظر إلى السماء، ويفكر بحبيبته فإذ بنسرين يحومان في الأفق بحركات دائرية بانسجام وكأنها يغازلان بعضهما، ومنها استوحى هذا الشاب رقصة ليعبر فيها عن مشاعره تجاه حبيبته، وسميت هذه الرقصة باسمه، أما رقصة "تلبرف" وتسمى أيضاً رقصة "الشابسغ"، وهي عبارة عن حركات وقفزات أشبه بحركة الخيل أثناء المسير، بينما رقصة "زغلاد" فهي أسرع أنواع الرقص لدى شعوب الأديغي، وهي رقصات تعبر عن شعوب شمال القوقاز من خلال الرقصات واللباس الخاص بهم".
وأضاف خواظ: "لقد شاركت الفرقة بمختلف المهرجانات على مستوى سوريا وأهمها مهرجان جريح وطن في اللاذقية بالإضافة إلى المهرجانات التي أقيمت في سوريا عموماً وفي دمشق على وجه الخصوص".
وقد ترك الحفل انطباعاً جميلاً لدى الجمهور الحاضر في دار الأوبرا والذي عبر عن إعجابه بعروض الفرقة وبالثقافة الفلكورية الشركسية.
في هذا المنحى صرح وائل حسن (رجل أعمال) لـ"سبوتنيك" قائلاً: "الحفل يعكس ثقافة المجتمع الشركسي ونحن نفتخر بأنه يشكل أحد مكونات المجتمع السوري، ومن خلال هذا الفلكور الذي قدمته الفرقة نرى كيف يتم نقل الثقافة الشركسية إلى ثقافات أخرى وتندمج لتشكل خليطاً من الثقافات المتنوعة، ولتعطي منتجاً ثقافياً جديداً خاصاً بالشعب السوري، وأغلب الشباب السوري يتعلم من هذه الرقصات الفلكورية كيف نفهم بعضنا ونتعلم من ثقافات بعضنا، وبنفس الوقت كيف نستفيد منها ونعكسها على ثقافتنا وحياتنا اليومية ونتعرف كذلك على ثقافات الشعوب الأخرى ونتعلم طريقة التعامل مع الفلكور الخاص بها".
وقالت إيمان حسن (طبيبة مخبر) لـ"سبوتنيك": "الحفل رائع ومميز وسرننا كثيراً به وكان التنظيم رائعاً أيضاً، وقد أحضرت أطفالي لكي يتعرفوا على الثقافة الشركسية ولكي يشاهدوا هذا التمازج الرائع في بلدنا بين الثقافات".
بدورها صرحت ريما الزين (محررة في الموسوعة العربية) لـ"سبوتنيك" بالقول: "سوريا معروفة تاريخياً بالتمازج الثقافي، وتكمن عراقة سوريا باحتضانها هذا الخليط الرائع وهذا التمازج الرائع، ونحن نعتز ونفخر بهكذا فرق قوية ومتدربة تدريباً عالي المستوى وهذا فخر لسوريا، وقد سررنا كثيراً بهذا العرض".
وقالت الشابة نارس سطاس (عضو في الفرقة) لـ"سبوتنيك": "اليوم شاركت بأكثر من لوحة منها: القافة- الششن- غوشاغاز، وإن هذا التمازج بين الثقافات جميل جداً وخصوصاً مع تفاعل الجمهور مع الموسيقا والرقصات، وهذا يعطينا الحماس ويدفعنا لأن نقدم شيئاً جميلاً يعبر عن تراثنا وأصالتنا وثقافتنا".
وقال الشاب جاتا شورى (عضو في الفرقة) لـ"سبوتنيك": "أنا من أعضاء الفرقة القدامى منذ أن تأسست، وقد شاركت في ثلاث لوحات القافة والششن والخونكا، وكان تفاعل الجمهور كبيراً وأكد لنا الدعم المتواصل، واللباس الشركسي مأخوذ عن أجدادنا عندما كانوا يقطنون في بلاد القوقاز، نظرا لطبيعتها الباردة وهذا اللباس يمنح الدفء للمقاتل وللسكان بشكل عام".
ويتركز الشركس السوريون في عدد من المحافظات أهمها: القنيطرة (جنوبي سوريا) في بئر عجم وكما يتواجد القسم الأكبر منهم في العاصمة دمشق وريفها فلهم فيها حارات كاملة تدعى بحارات الشركس في كل من الكسوة وركن الدين و قدسيا ويتوزع الشركس أيضاً بكثافة في حمص وسط سوريا وحلب (شمالي سوريا) وتحديداً في منبج وخناصر وغيرها كما يتواجدون في الحسكة والرقة.
وينضوي الشراكس في سوريا تحت لواء الجمعية الخيرية الشركسية، التي أسّست عام 1948، التي يقع مقرها الرئيس في منطقة ركن الدين بدمشق، ولها فروع عدة في العاصمة نفسها، وفي محافظات مختلفة كحلب والقنيطرة وريف دمشق، ويضم كل فرع منها لجاناً ثقافية، اجتماعية، رياضية، وفنية، إضافةً إلى ما تقدّمه الجمعية من مساعداتٍ وأندية للأطفال وتكريم للمتفوقين، وسهرات شبابية ومعارض مختلفة، فإنها تعلّم اللغتين الروسية والشركسية، ويتبع لها فرق راقصة وموسيقية تقدّم الفولكلور الشركسي، وقد إندمج الشركس في المجتمع السوري إندماجاً كبيراً وبنفس الوقت حافظوا على هويتهم الثقافية الخاصة ولغتهم وعاداتهم القبائلية وزيهم التقليدي وتراثهم الأصيل.
2022-12-23 | عدد القراءات 1139