تنقيط الحروف العربية وضبطها بالحركات
تنقيط الحروف العربية وضبطها بالحركات

نشأة الأبجدية العربية الأولى (أبجد هوز)

إن اختلاف الشعوب وتعدد اللغات شيء، والاتفاق على حروف اللغة شيء آخر، ومن الطبيعي أن يتساءل المرء عن نشأة الحروف التي ينطق بها ويكتب ويتحدث ويتواصل بوساطتها ويعبر بها عن أغراضه ومراميه، فكيف نشأت؟ وكيف اتفق النّاس على أشكال الحروف وأصواتها؟ وكيف سلمت من عاديات الزمان فصارت أيقونة لغة حية تُعاند بقوّة حضورها وتضاهي بجمالها وجلالها لغات الكون أجمع؟

 

تُعرف اللغة العربية بأنها من اللغات الساميّة، وكانت نشأتها في منطقة شمال شبه الجزيرة العربية، وقد كانت الأبجدية العربية على تماس مباشر بالأبجدية الآرامية، فتأثّرت بها وأثّرت فيها، وجاء التّرتيب الأول لحروف العربية متناغما مع ترتيب الحروف الآرامية، فالحروف في الأبجدية الآرامية تُكتب وتنطق كالآتي:

 

ألف، بيث، جامل، دالث، هيه، واو، زين

 

وحروف اللغة العربية بترتيبها الأول (أبجد هوز) تنطق وتكتب كالآتي:

 

ألف، باء، جيم، دال، هاء، واو، زين.

 

ومنها تشكّل الاسم الذي عُرفت به: (أبجد هوز).

 

وفي مجال الخط وشكل الحروف يُذكر أن الحروف العربية كانت قد تأثرت بخط المسند اليماني، ويقال إنها تأثرت بالدرجة الأولى بطريقة كتابة الأنباط المحاكية في أساسها للأبجدية الآرامية، وعُرف خط الجزم بأنه أول خط عربي موثق.

 

كيف انتقلنا من أبجدية (أبجد هوز) إلى الأبجدية الألفبائية الحالية؟

كانت الحروف العربية في بداية نشأتها بدون تنقيط أو تشكيل، وتُجمع الروايات على أن التابعي أبا الأسود الدؤلي ابتدع التنقيط بعد مشاورته لعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، خشية اللّحن في قراءة القرآن وفهم معانيه بعد أن كثر المسلمون من غير العرب، فقد كان العرب بالفطرة والسليقة السليمة قادرين على قراءة الحروف المتشابهة بدون تنقيط أو تشكيل، لكن الأمر أشكل على غير العرب فصار التنقيط والتشكيل ضرورة مُلحّة.

 

كانت البدايات بتنقيط الحروف المتشابهة، ثم ابتكار النقطة الحمراء التي توضع فوق الحرف المكتوب باللون الأسود للدلالة على فتحه، وتوضع في يساره للدلالة على الضمة، وتوضع تحته لتدل على كسره.

2024-02-08 | عدد القراءات 92