قالت صحيفة واشنطن بوست إن الأمريكيين أصبحوا أكثر انقساما بشأن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، أكثر مما كانوا عليه خلال عقود سابقة، وذلك منذ عملية السابع من أكتوبر وما تلاها من حرب إسرائيلية على قطاع غزة، وفقا لاستطلاع جديد.
وكان الانقسام بين الديمقراطيين أكثر وضوحا، حيث زاد الدعم لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين على حساب هؤلاء الذين لا يدعمون أيا من الطرفين.
وأشارت البيانات التى نشرها مجلس الشئون العالمية بشيكاغو، أظهرت كيف أن الآراء غير الحزبية تحولت إلى انقسامات على أساس حزبى، وهو التغيير الذى تسارع منذ السابع من أكتوبر، وفى حين أجرى الديمقراطيون تحولا بسيطا لصالح الفلسطينيين، فإن أغلبية متزايدة من الجمهوريين واصلوا دعمهم لإسرائيل.
كما سادت الانقسامات المتزايدة أيضا الناخبين المستقلين، الذين تطمح إليهم الأحزاب السياسية فى سنوات الانتخابات.
وأظهرت بيانات الإستطلاع تحولا ملحوظا فى الاتجاهات بين عام 2023، عندما أجرى الاستطلاع فى سبتمبر الماضى، وبيانات 2024 حيث أجرى الاستطلاع بين 16 و18 فبراير.
ويطرح مجلس شيكاغو الأسئلة فى استطلاعات الرأي منذ أكثر من عقدين، ومن الممكن أن يكون هناك تغيير أكثر تدريجيا فى الآراء الأمريكية حول الصراع الفلسطينى الإسرائيلى. ففى عام 2002، قال نحو ثلاثة أربع الأمريكيين، حوالى 71% إن الولايات المتحدة لا ينبغى ان تؤيد طرف على حساب آخر. وتراجع هذا الرقم إلى 56% الشهر الماضى، وفقا للبيانات الجديدة.
وتشعر إدارة بايدن بهذا الأمر بشدة. حيث واجه الرئيس الأمريكى رد فعل قوى خلال السباق التمهيدى الديمقراطى فى ولاية ميتشيجان، التى يوجد بها عدد كبير من العرب الأمريكيين، وكانت هناك حملة تدعو الناخبين إلى التصويت بـ "غير ملتزم" احتجاجا على دعم بايدن لإسرائيل ورفضه الدعوة إلى وقف إطلاق النار.
وعلى الرغم من أن بايدن قد فاز فى السباق التمهيدى بفارق كبير، إلا أن حوالى 13.2% من الناخبين صوتوا بـ غير ملتزم، بعدد يتجاوز 100 ألف إجمالا، وهو أعلى من السباقات التمهيدية السابقة وأعلى حتى من هدف الحملة المعلن بـ 10 آلاف صوت. وتعتبر ميتشيجات ولاية متأرجحة، ومن المرجح أن تكون ساحة معركة لحملة بايدن الرئاسية ضد الرئيس السابق ترامب فى نوفمبر.
وفى بريطانيا، ألقت حرب غزة بظلالها أيضا على السياسة فى البلاد. فداخل البرلمان، وبحسب ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز، كان هناك غضب بين النواب فى مجلس العموم للاحتجاج على الطريقة التى تعامل بها رئيس المجلس مع تصويت يدعو إلى وقف إطلاق النار فى غزة. وخارج البرلمان هتف داعمو فلسطين بشعار "من النهر إلى البحر"، مما أثار انتقادات من مؤيدى إسرائيل.
وذكرت الصحيفة أن المشاهد الفوضوية فى لندن سلطت الضوء على الكيفية التى تردد بها صدى حرب إسرائيل فى غزة خارج الشرق الأوسط. فمن الولايات المتحدة إلى أوروبا، أشعلت عملية طوفان الأقصى وما تلاها من حرب إسرائيلية على غزة التعاطف وقلبت السياسات وزادت من التوترات بين المسلمين واليهود (فى الغرب).
ولا تتعلق المعارك بالحرب والسلام والعدالة الأخلاقية فقط. ففى بريطانيان لا يسود الانقسام بين الأحزاب السياسية والرأى العام حول كيفية الرد على حرب غزة، فالأغلبية الكبيرة تدعم وقف إطلاق النار. لكن الأزمة الإنسانية فى القطاع أصبحت بمثابة عصا يلوح بها المعارضون ضد بعضهم البعض.
فاستغل حزب المحافظين الحاكم تصريحات مناهضة لإسرائيل أدلى بها مرشح برلمانى عن حزب العمال، ليتهم الحزب المعارض بالفشل فى القضاء على إرث معاداة السامية فى صفوفه. بينما أشار حزب العمال إلى التعليقات المهينة التى أدلى بها نائب رئيس المحافظين السابق بشأن عمدة لندن المسلمي صادق خان كدليل على تزايد كراهيو الإسلام بين المحافظين.
2024-03-01 | عدد القراءات 117