فضيحة بايدن الجديدة.. عملية إنزال جوي للمساعدات على غزة!!
فضيحة بايدن الجديدة.. عملية إنزال جوي للمساعدات على غزة!!

من الصعب تصور ان تنحدر دولة، تزعم انها "الاقوى" في العالم، الى هذه الهوة السحيقة من النفاق الفاضح، عندما تلجأ الى مثل هذه الممارسات المخزية، على أمل اسكات غضب شعوب العالم ازاء الابادة الجماعية والمجاعة التي تتعرض لها غزة، وكأنها تعيش وسط عالم من الاغبياء.

 

-من المعروف انه عندما ترسل امريكا طائرات عسكرية لإسقاط الغذاء والماء والدواء وغيرها من المساعدات للأشخاص المحتاجين، فإنها تفعل ذلك عادة في المناطق التي تحتلها "اعداء" لامريكا، وليس "حلفاء"، كما هو الحال في غزة.

 

-شعوب العالم دون استثناء، ومن بينها الشعب الامريكي، تعرف جيدا، ان امريكا هي الجهة التي تمنع نتنياهو من وقف الابادة الجماعية والتجويع، الذي يمارسه منذ اكثر من اربعة اشهر ضد الشعب الفلسطيني في غزة، ففي نفس اليوم الذي اعلن بايدن انه سيسقط مساعدات انسانية فوق غزة، اعلن منسق السياسات الإستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، ان امريكا تجري محادثات مع "إسرائيل" بشأن تسليمها أسلحة جديدة، وانها ستواصل دعم "حق إسرائيل" في الدفاع عن النفس.

 

-هذا الاجراء الامريكي المقزز لم يتخذه بايدن الا بعد يوم واحد من "مجزرة الطحين" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي شمالي قطاع غزة وأسفرت عن استشهاد اكثر من 120 فلسطينيا واصابة المئات، كانوا ضمن حشد يحاول الحصول على مساعدات انسانية، وذلك في محاولة للتغطية على دور امريكا ازاء ما يجري في غزة، واظهار ادارته وكأنها عاجزة على فرض ارادتها على نتنياهو.

 

-عملية انزال المساعدات الامريكية، تهدف الى تحقيق عدة اهداف، الاول هو فرض الحالة المأساوية التي يعيشها اهالي غزة ، وكأنها حقيقة باتت ثابتة لا يمكن تغييرها، فالتجويع عبارة عن اجراء ثابت في استراتيجية الثنائي الامريكي الاسرائيلي، لكسر ارادة المقاومة. والهدف الثاني، هو اذلال الغزيين وتدفيعهم ثمن احتضانهم للمقاومة. وثالثا، تسويق نتنياهو على انه "زعيم صلب وقوي" يقف حتى في وجه امريكا، وليس هناك من قوة يمكن ان توقفه عند حده.

 

-بات واضحا ان امحاولات امريكا من خلال عمليات الانزال، الظهور بمظهر العاجز عن التعامل مع نتنياهو، وعندما ترجو القوى الكبرى نتنياهو ان يسمح بادخال المساعدات، وعندما تكتفي الانظمة العربية باتخاذ موقف المتفرج والعاجز عن ادخال قطرة ماء واحدة لغزة، كل ذلك يؤكد ان خيار كسر ارادة غزة واهلها ومقاومتها بالقوة العسكرية قد فشل، وهذا الفشل هو الذي دفع هذا التحالف الى استخدام خيار التجويع، بهدف دفع غزة الى رفع الراية البيضاء والاستسلام لنتنياهو، وهو امر لم ولن يحدث، فغزة التي كانت عصية على المحتل رغم استخدامه قوة نارية فاقت قوتها عدة قنابل نووية، ستبقى عصية على الاستسلام ، مهما حاول المحتل الاسرائيلي ومن يقف وراءه من صهاينة ومتصهينين.

2024-03-02 | عدد القراءات 40