تساءل الصباح عن سبب تقاتل الناس على الخير فيولد منهم الشر والأصل خير فكيف ذلك ؟ فقال يبدو أن السبب هو خوف الناس من أن ينقص الخير كلما نال منه أحد نصيبا فيا ليت الخير يكون كفاية لكل الناس أو الأحسن أن لا ينقص مهما نال منه الناس .
ولما جال الصباح في كروم الدنيا وجمالها قال هل ينقص الوطن إن نال الناس من حبه لكل نصيب مهما عظم ، وهل ينقص عطر الياسيمن أم الضوء أم الإبتسامة ؟
فقال الصباح لا تنقص كمية العطر على كل عابر في كرم الياسمين عن حدود الاحساس بالطيب أكان وحيدا ام واحدا من ألوف كما حال الضوء في الصباح
وقال الصباح الماء تجري في الأنهار دفقا لكنها تنقص كلما شرب من فيضها عابر سبيل أو كرم دوالي فلماذا لا ينقص العطر ولا الضوء وكلها من عطاءات الخير والجمال فهل الحب و الوطن ماء أم ضوء صباح وعطر ياسمين ؟
ثم قال الصباح بسمة الطفل أو الحبيب كإنتصار الوطن وفوح العطر و إنبلاج الفجر و إنتشار الضوء لا تنقص كلما أشعت
و قال الصباح لماذا الضوء الخافت يكفي ليكسر كل الظلمة فتكون الرؤية ، بينما تلزم كل العتمة لتكسر بعضا من الضوء لتنعدم الرؤية
وتساءل الصباح كيف يكون بعض الخير ماء وبعضه عطر وبسمات وضوء وقال إذا عرف الناس كيف يتعلمون كيف يعاملون الوطن والحب كأنها خير الضوء وفوح العطر من الزهر لا كخير الماء فيقتصدون فيه تنتهي شرور كثيرة في هذه الدنيا .
2014-12-02 | عدد القراءات 1885