الجامعة الأميركية في لبنان
كتب ناصر قنديل
- دائما كانت الجامعة الامريكية في لبنان صرحا علميا راقيا ومصدرا للحديث من العلوم والرفيع منها ودائما شكلت مختبرا بين طلابها لفكار التعييرية والفلسفية ومصدرا لإستيلاد قيادات شعبية ووطنية وقومية وثورية لكنه كان مستحيلا أن تلتقي إدارة الجامعة وطلابها فالإدارة إمتداد لسياسات عامة وجامعية وعنوان إستحقاقات مالية تستجلب الصدام مع الطلاب
- حمل الحراك اللبناني مفاجأة تمثلت بظهور الجامعة كمؤسسة بإدارتها ورئيسها وأساتذتها وطلابها متكافلة متضامنة بدعم "إرادة الشعب اللبناني" وكان المشهد مريبا فإدارة الجامعة غير طلابها وغدارة الجامعة لها سياساتها وإدارة الجامعة الضنينة بطلابها وعائلاتهم ومواجهة الفقر الذي يعيشه اللبنانيون والمتمسكة بحقهم بالعلم والعيش الكريم هي نفسها التي ترفض أن تقبض اقساطها بالليرة اللبنانية وترفض اي تهاون في قيمة الأقساط للحفاظ على نخبة إرتسقراطية بين خريجيها أو طلاب يتعذبون وأهلهم لتأمين اقساطها طلبا للعلم
- لم يكن ممكنا لهذا التناقض أن يعيش وهذا ما حدث قبل يومين في إنتفاضة عدد من طلاب الجامعة الأميركية على الإدارة رفضا لدفع مستحقات الجامعة بالدولار الميركي وإصرارهم بهتاف جامع المندد لطلب الدفع بالدولار وافصرار على السداد بالليرة
- طلاب الجامعة الأميركية ردوا الإعتبار لتاريخ عريق من نضال أسلافهم ميز دائما بين كونهم طليعة طلابية مناضلة وبين إدارة تلعب لعبة حكومة بلادها ولعل هذه بداية فرز في كثير من مكوانت الحراك التي رمست صورة هجينة خلال أيام مضت ضاعت معها الهوية وإختلط فيها الحابل بالنابل حتى ظهر الرئيس فؤاد السنيورة كواحد من حكماء "الثورة" .
2019-11-22 | عدد القراءات 2250