كتب المحرر السياسي
في مناخات تشابك فيها المحلي بالدولي والإقليمي إستؤنفت المفاوضات الداخلية بين رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري وأطراف الغالبية النيابية التي يمثلها تحالف التيار الوطني الحر وحركة أمل وحزب الله ، حيث تواصلت الرسائل الغربية التي تؤكد على ضورورة الإسراع بتشكيل الحكومة وتخفيض الشروط المطروحة لذلك ، وفي الطريق بدا واضحا سقوط التحفظ على مشاركة حزب الله وسقوط الحديث عن حكومة تكنوقراط بلا تمثيل سياسي ، وصار الموقف الغربي الذي إنضم إليه الموقف العربي ممثلا بجامعة الدول العربية ، بوضوح يتحدث عن حكومة تحظى بالإجماع السياسي وتتمثل فيها جميع المكونات السياسية ويتولى الحقائب الوزارية فيها إختصاصيون ، وهذا ما جعل تمسك الرئيس الحريري بإشتراط رئاسته للحكومة مربوطا بعدم مشاركة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل ، يؤدي لتقدم تسمية المهندس سمير الخطيب كمشروع توافقي بقي في التدوال خلافا للكلام عن سحبه ، ووصوله للتفاهم مع الحريري على تصوره للحكومة وعناوين مشاركته فيها ، وإنتقاله للتفاهم مع رئيس مجلس النواب نبيه بري كخطوة متممة لتفاهمه مع الحريري .
مصادر متابعة للمفاوضات رجحت نجاحها بالوصول إلى تفاهمات نهائية اليوم ، وأبقت هامشا للحذر من المفاجآت ، وقالت أنه إذا سار كل شيئ كما هو مقرر فإن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيدعو للإستشارات النيابية لتسمية رئيس حكومة جديد يوم الإثنين المقبل على الأرجح .
على الصعيد المالي والإقتصادي وفي ظل دعوة نقابة الصرافين للإضراب إحتجاجا على وضع الدولار وتسعيره في الأسواق ، شهدت اسواق الصرف بصورة مفاجئة هبوطا في سعر الدولار الذي لامس صباحا سعر ال2300 ليرة ، إلى سعر 1750 ليرة مساء أمس ، وتباينت تفسيرات الأوساط المصرفية وأوساط الصرافين لهذا الهبوط ، بين كون الإضراب سببا لتفسيره ، وتدفق أموال نقدية بالدولار مع نهاية الشهر في الأسواق تراوحت تفسيراتها بين أموال سياسية خارجية ، ومحاولات ترسمل بعض المضاربين بعدما بلغ سعر الدولار سقفا عاليا فيقومون بالضغط لخفضه لشراء وجبة لاحقة وموجة جديدة من بيعه بالسعر المنخفض وبيعه بالتالي بسعر مرتفع .
الوضع افقتصادي والمالي سيكون على طاولة إجتماع بعبدا المالي وافقتصادي الذي دعا إليه رئيس الجمهورية ، والذي يضم وزيري المال والإقتصاد وحاكم مصرف لبنان ورئيس لجنة الرقابة على المصارف ، ويشارك الرئيس الحريري فيه عبر مستشاره نديم الملا بعدما تم التداول بفرضية حضوره شخصيا .
2019-11-29 | عدد القراءات 3292