حزب الله : لن نمنح أعداءنا تحت الضغط الإقتصادي ما عجزوا عن نيله بالحرب
الحريري يطلب عدم ضم اي من الوزراء السابقين إلى الحكومة الجديدة
الغالبية تشترط تعهد رئيس الحكومة بحل للنازحين وبرفض ورقة ساترفيلد
كتب المحرر السياسي
وسط سؤال محير يتداوله الناس عن الفائدة التي جناها الشعب من إستقالة الحكومة التي يعدها الكثيرون من قادة الحراك أهم الإنتصارات ، وماذا إستفاد الناس من قطع الطرقات ، وماذا إستفاد الناس من تعطيل التشريع ، والواضح هو أن الفراغ وضياع فرص الضغط والمساؤلة هي النتائج التي حصدها الناس بفعل القيادة السيئة للحراك ، التي أراحت حكومة حملتها مسؤولية الخراب من اي ملاحقة أو مساءلة فكل شيئ يحتاج لقرار حكومي متعذر بعد الإستقالة ، ووفرت المخرج للهاربين من الملاحقة بتهم الفساد لتعطيل التشريع النيابي فما عاد ممكنا طلب قانون يرفع الحصانة ولا قانون يكشف السرية المصرفية ولا قانون يشكل هيئة قضائية مختصة بجرائم المال العام ، وصار الناس اسرى ملاحقة النفق الطويل لحكومة جديدة ، دون أن تتورع قيادة الحراك عن توظيف الناس للضغط لحساب فريق من أطراف السلطة لتعزيز شروطه التفاوضية ، بعدما كان هذا الفريق في ظل وجود الحكومة المسؤول الأول عن السياسات المالية التي أوصلت لبنان إلى الإنهيار .
الضغط لإستيلاد الحكومة الجديدة تحت شعار تسريع الإستشارات النيابية على حساب الوقت اللازم لتحقيق التفاهمات بين الكتل ، ما يجعل إسم رئيس الحكومة المستقيلة الأوفر حظوظا ليأت بلا تفاهمات مراهنا على التحرر من شروط تشكيل الحكومة السابقة ، وصل إلى طريق مسدود ورئيس الجمهورية ابلغ الكتل الكبرى أنه ينتظر إنجاز تفاهماتها حتى تكون التسمية مقدمة لتشكيل حكومة ، وليس لتسمية ملك متوج مطلق الصلاحيات لتكشيل حكومة لون واحد تمسى بحكومة تكنوقراط ، أو وضع شروط تعجيزية غلى الكتل النيابية للقبول بالشراكة ، خصوصا ما يتصل بمشاركة حزب الله في الحكومة ، هو ما علق عليه رئيس المجلس السياسي في الحزب السيد غبرايهم أمين السيد ، بالقول أن الإتصالات الدولية لم تنقل أي شروط سلبية تتصل بتمثيل حزب الله ، بينما شرح رئيس كتلة الوفاء للمقاومة المشهد السياسي بإعتبار التعويم المالي الموعود من الغرب والخليج مسكن مؤقت للأزمة سيتم تأمينه لقاء شروط سياسية تبدأ بعناوين التمثيل في الحكومة ولكنها تصل في النهاية إلى محاولة المساس بثوابت المقاومة ، محددا موقف حزب الله من هذه الشروط ، بالقول أن حزب الله لن يمنح أعداءه فرصة تحقيق أهدافهم عبر الإقتصاد بعدما فشل ببلوغها عبر الحروب .
المسار التفاوضي الذي إستمر حول إسم المهندس سمير الخطيب كمرشح أوحد لتشكيل الحكومة الجديدة ، شهد تبادل المطالب والشروط التي وصفتها مصادر متابعة بالأخيرة ، متوقعة حسمها خلال هذا الأسبوع ، وقالت المصادر أن رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري حمل الخطيب طلب عدم مشاركة اي من الوزراء السابقين المشاركين في الحكومة المستقيلة ، في تشكيلة الحكومة الجديدة ، بينما صاغت الغالبية النيابية بمكوناتها الأبرز اليتار الوطني الحر وحركة امل وحزب الله ، شروطها على الخطيب لمنحه اصواتها في إستشارات تكليف رئيس جديد للحكومة ، التعهد بحل قضية النازحين السوريين عبر التواصل المباشر مع الحكومة السورية ، والتفاوض معها على خطة مشتركة تضمن العودة ، وضمان التنسيق مع الحكومة السورية في كل ما هو مصلحة مشتركة وفي المقدمة تسهيل عبور المنتجات اللبنانية وتجارة الترانزيت إلى العراق ، وبالتوازي إلتزام الحكومة الجديدة بموقف لبنان الثابت تجاه ترسيم الحدود البحرية اولتمسك بحقوقه في النفط والغاز ، وبالتالي رفض ورقة ساترفيلد التي يتعرض لبنان لضغوط كبيرة لقبولها ، ويتلقى العروض لمقايضتها بالمساهمات المالية التي يطلبها لمواجهة تداعيات الأزمة الراهنة .
2019-12-02 | عدد القراءات 3609