شنت حملة شعواء على الوزير جبران باسيل طيلة ايام الحراك الشعبي لا تتناسب مع حجم مشاركته في الحكم وحجم المسؤولية التي يمكن تحميلها له وللتيار الوطني الحر عن السياسات الإقتصادية والمالية التي حكمت البلد خلال ثلاثين عاما ويجمع كل المتابعون على كونها أساس الإنهيار الإقتصادي والمالي
تحدث جيفري فيلتمان بصفته الدبلوماسي الخبير بالشأن اللبناني والذي لا يزال يحرك الكثير من خيوط اللعبة الأميركية فيه وإعتبر أن أهم إنجازات الحراك من وجهة نظر واشنطن هو الإصابات التي لحقت بصورة باسيل داعيا حلفاءه إلى هضم هذا الإنجاز لتسييله سياسيا في الإنتخابات القادمة رابطا بين كل هذا الجانب من الصورة ومواقف باسيل المناهضة للسياسات الأميركية خصوصا تجاه المقاومة وسلاحها
مع تقدم المباحثات الحكومية نحو النهايات أعلن باسيل إستعداده وتياره البقاء خارج الحكومة إذا كان ذلك يساعد في إنجاحها محددا عناوين النجاح بملفات الفساد والكهرباء والسياسات المالية
يرمي باسيل الكرة من ملعبه إلى ملاعب الآخرين ومعلوم أن لا حكومة بدون التيار الوطني الحر ، لكن بقاء باسيل شخصيا خارج الحكومة سيمنحه القوة لفرض تطبيق السياسات التي تمت مهاجمته بسببها فالحكومة الجديدة ستترجم دعوته بالذهاب إلى سورية وتترجم تمسكه بالحدود البحرية للبنان وستكون معنية برفض الضغوط الأميركية التي تستهدف سلاح المقاومة
ما أسس له باسيل في المواقف الخارجية شكل سبب إستهدافه لكنه سيرسم طريق نجاحه بجعل هذه المواقف ثوابت السياسات الحكومية في لبنان