كر وفر بين الجيش وقطع الطرق...ووالد داني أبي حيدر يحمل دمه للحراك والسلطة
الإستشارات الإثنين : سمير الخطيب ب90 نائيا أو الحريري ب 118
الكتل النيابية تشارك على مضض في التكليف والتأليف ...والخارج مستعجل
كتب المحرر السياسي
كتب المحرر السياسي
الحدثان اللذان شغلا اللبنانيين أمس كانا إعلان رئاسة الجمهورية عن إجراء الإستشارات النيابية لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة الإثنين القادم ، وإنتحار الشاب داني ابي حيدر في سن الفيل بسبب ظروف إقتصادية ضاغطة تراوحت بين الحديث عن تلقي نصف راتب أو صرف من الخدمة ، نفتهما الشركة التي يعمل فيها ، وكانت صرخة والد داني مدوية بتحميله مسؤولية دمه للحراك والسلطة سائلا كم تريدون من الدماء بعد ؟
بتأثير الحدثين كان الحراك ينزل إلى الشارع ، كاسرا قراره السابق بالإمتناع عن قطع الطرقات ، من دون قرار معاكس واضح ، ما طرح تساؤلات عن الجهة التي تقف وراء قطع الطرقات ، خصوصا أن ساحتي طرابلس وصيدا ترجمتا دعوة علنية للنزول إلى الساحات كانت وجهت أول أمس ، دون أن تظهر ساحات بيروت في المشهد ، بينما توسع قطع الطرقات من منطقة الرينغ في بيروت ، ومناطق المدينة الرياضية وجسر الكولا ، وقصقص والبربير ، وطال قطع الطرقات طريق الجنوب في عدة نقاط من خلدة إلى الدامور والناعمة ، وطريق الساحل شمالا في جل الدين والزلقا ، وصولا إلى البالما ، وفي البقاع قطعت طرقات برالياس والمصنع وزحلة بإتجاه بعلبك .
الجيش اللبناني ومعه القوى الأمنية أمضوا الليل في حالة كر وفر مع محاولات قطع الطرق ، التي نجح بمنعها من إقفال تام للطرقات أمام اللبنانين الراغبين بالتنقل ، بعدما تم تأمين الكثير من هذه الكرق خلال اليل وبقيت طريق الرينغ وطريق جل الديب ، اللتين توقعت مصادر أمنية تأمين فتحها قبل صباح اليوم .
على الصعيد السياسي قالت مصادر متابعة أن شكوكا رافقت التساؤلات المحيطة بموقف الرئيس سعد الحريري الفعلي من تسمية المهندس سمير الخطيب ، بعد بيان رؤساء الحكومات السابقين الذي إستنكر طريقة التشاور التي تمت تسميته من خلالها ووصفها باللادستورية ، وأن هذه الشكوك بدلا من أن تدفع برئيس الجمهورية العماد ميشال عون للتريث مجددا في تحديد موعد الإستشارات النيابية ، دفعته لتحديد الموعد على قاعدة الأمر الواقع لتظهير المواقف ، بينما أكدت مصادر مقربة من الرئيس سعد الحريري جديته في تسمية الخطيب مستغربة الحملة المثارة حول موقفه ، وقالت مصادر كانت على صلة مباشرة بكل مفاوضات المرحلة التمهيدية لتسمية الخطيب ، أنه بمعزل عن التقدير لشخص الخطيب ، فإن الكتل النيابية تشارك على مضض في التكليف والتاليف ، فثنائي حركة امل وحزب الله كان يرغب بأن يتلقف الرئيس الحريري العروض التي قدمت له والصمود الذي غير في الموقف الدولي وأزال التحفظات والشروط التي كانت تقلق الحريري ، بينما التيار الوطني الحر كان يفضل تجديد التسوية الرئاسية بثنائي الرئيس الحريري والوزير جبران باسيل ، أو السير بمرشح للغالبية يشكل حكومة مواجهة ، واللقاء الديمقراطي و التكتل الذي يقوده تيار المردة اللذان سيشاركان بتسمية الخطيب وبحكومته ، كانا يرغبان بحكومة برئاسة الحريري ، ومثلهما القوات اللبنانية وكتلة الرئيس نجيب ميقاتي اللتان لن تشاركا بتسمية الخطيب وبحكومته على الأرجح ، بينما كتلة المستقبل نفسها لا تختلف عن سائر الكتل التي ستسمي الخطيب على مضض لتفضيلها تسمية الحريري نفسه .
كما في التكليف في التأليف تشعر الكتل أن تسمية مرشحين فاعلين وبارزين من صفوفها في حكومة برئاسة الحريري ، يمنح الحكومة ثقلا وحضورا ، وبالمقابل فإن مشاركته ستراعي تمثيلا من غير الصف الأول في حكومة المهندس سمير الخطيب ، وقالت المصادر أن الأيام المتبقية قبل موعد الإستشارات النيابية تتيح للرئيس سعد الحريري مراجعة موقفه والإقدام على قبول تسميته لرئاسة الحكومة ، وتوقعت أن تنتهي الإستشارات النيابية بتسمية رئيس للحكومة ، ينال بنتيجتها الخطيب تصويت قرابة ال90 نائبا ، بينما سينال الحريري لو قرر العودة عن قراراه تصويت 118 نائبا .
2019-12-05 | عدد القراءات 3238