كتب المحرر السياسي
فجرا حسمت القوات اللبنانية موقفها المفاجئ للرئيس سعد الحريري بعدم تسميته ، رغم الوعد الذي تلقاه بأرجحية التسمية ، والموقف المرجئ للفجر ينتج عن إحدى حالتين ، إما فرق التوقيت مع خارج تكون الساعة الواحدة فجرا عنده السادسة مساء ، أو تباينات غير معهودة وفقا لبنية القوات وطريقة أخذ القرار فيها ، أو قرار بجعل الإعلان عن الموقف غير قابل للتفاوض مع الحريري ، لكن الكلام الذي قاله رئيس حزب القوات لاحقا في تفسير الموقف والحديث عن الكلفة العالية كشف المأزق الذي حاول جعجع إنكاره والذي نجح رئيس التيار الوطني الحر الوزير جبران باسيل بوضع القوات فيه ، عبر ظهوره كزاهد بالحكم ، وترك القوات إذا قامت بالتسمية ساعية للسلطة خلافا للصورة التي إستثمرت ستينا يوميا بمواقفها مع الحراك لتثبيتها ، والأهم أن موقف جعجع عن الثمن المرتفع أظهر ربما نقاشا مفصلا وطويلا في صفوف القوات لتجميع المعلومات والمعطيات وتقدير الموقف ، لكن بقية كلام جعجع تكشف الإتصال بالخارج لإتخاذ القرار ، بقوله انه لم يمسع من احد في الخارج ربطا لدعم الحكومة المقبلة بتسمية الحريري على رأسها ، مضيفا أنه لا يمانع بتسمية السفير السابق نواف سلام ، الذي صار فجأة قاسما مشتركا بين القوات والكتائب والنائب ميشال معوض ، وربما يظهر آخرون لتسميته حتى الخميس ، بعدما كان طرحه في التداول قد بدأ من عند الرئيس الحريري بما بدا رفع عتب تجاه صاحب التسمية الصلي ، وتمهيدا لعودة طرح إسم الحريري نفسه كما ظهر من مناورات التسميات المتعددة ، ووفقا لمصادر متابعة فالتسمية بدأت من عند السفير السابق جوني عبده بترشيحه للأميركيين ، الذين يوفدون معاون وزير الخارجية ديفيد هيل إلى بيروت يوم الجمعة ، ما جعل تحديد يوم الخميس موعدا للإستشارات النيابية من قبل قصر بعبدا ، تعبيرا عن موقف سيادي يرفض فتح الباب للبازازر الذي سيسعى لفتحه هيل مع زيارته .
في بعبدا كان القرار بتحديد يوم الخميس كموعد أخير لتسمية رئيس مكلف بتشكيل الحكومة ، ووضعت الكتل النيابية تحت ضغط اليومين الفاصلين عن الإستشارات لحسم خياراتها ، والخيارات تضيق حيث لم يعد واردا توقع طرح إسم الرئيس الحريري مرة أخرى مع حسم القوات لموقفها ، إلا غذا تراجع الحريري عن شروطه المرفوضة من التيار الوطني الحر ، ونجاحه بإحداث إختراق في العلاقة بالتيار ، وهذا الأمر بات صعبا على التيار نفسه بعد موقفه الخير برفض اي حكومة برئاسة الحريري ودعوته لحكومة تمثل الكتل النيابية بإختصاصيين وبرئاسة غير الحريري ، ما يفتح الباب لتسوية وحيدة ليس أكيدا موافقة الحريري على السير بها ، وقوامها طرح إسم من المشهود لهم بالنزاهة لترؤس الحكومة ، بينما بدا أن لا نية لدى فريق الغالبية بإعادة النظر بموقفه الرافض لتسمية مرشح دون التوافق مع الحريري ، بينما أعادت بعض الأوساط الحديث عن فرضية إعتكاف الحريري وإنسحابه من عملية الترشح والتسمية معا .
الساؤل الذي يواجه الغالبية سيكوزن اليوم وغدا في حال عدم تقديم الحريري أي صيغة واقعية للسير بها ، وتوسع نطاق تسمية نواف سلام ، هو كيفية التصرف لعدم ترك ملعب التسمية فارغا ، خصوصا أن التصعيد بالضغوط بدأت معالمه مع حملة مبرمجة إستهدفت رئيس مجلس النواب قبيل حلول موعد زيارة المبعوث الأميركي ديفيد هيل ، الذي كانت رغبته بإرجاء الإستشارات إلى الإثنين لمحاولة ضمان فرص أفضل لتسمية نواف سلام ، والذي يحمل ملفات بحجم طلب التنازلات اللبنانية في ملف النفط والغاز وترسيم الحدود البحرية ، والسعي لتسوية وضع العميل عامر فاخوري المعروف بجزار الخيام تنتهي بترحيله غلى أميركا التي يحمل جنسيتها ، وترفقت الحملة التي إستهدفت بري مع الشتائم والإستفزازات ، وإنتهت بحال من الفوضى لليوم الثالث في منطقة وسط العاصمة ، وكانت بيانات ومواقف تضامينة مع بري ، ومنددة بالفوضى ، وكان للحزب السور يالقومي الإجتماعي بيان يدعو الأجهزة الأمنية والعسكرية لمنع جر البلاد للفوضى ، وإتصال أجراه رئيس المجلس الأعلى في الحزب أسعد حردان برئيس المجلس النيابي ناقلا تضامن الحزب معه وتنديده بالحملة التي تستهدفه ، وبالسعي المحموم المشبوه لإدخال البلد في الفوضى .
2019-12-17 | عدد القراءات 169430