من الضروري لفت الإنتباه لمعارك إدلب لمن تشغله الأحداث الجارية في ساحات أخرى في المنطقة كلبنان والعراق خصوصا ، حيث يطغى القلق على المسارات تحسبا لما يمكن أن تكون عليه الخطة الأميركية ، وذلك للتذكير بأن الخطة الأميركية تتقرر بحسابات ما يجري في سورية ، حيث أمن إسرائيل على المحك وهو أصل الهموم والإهتمامات الأميركية في ضوء ما آلت إليه التطورات في سورية خلال السنوات الماضية .
في إدلب الجغرافيا الوحيدة التي تتغير عسكريا بين كل ساحات الإشتباك في المنطقة ، وفي إدلب الصراع على الجغرافيا يعني الأميركيين مباشرة فحيث يستأخر الجيش السوري عن تحقيق تقدم مصلحة أميركية إسرائيلية ، وحيث تبقى سورية ممزقة يبقى للتقسيم افق ، وحيث يرتبك المسار المشترك لروسيا وتركيا وإيران تزيد الرهانات الأميركية والإسرائيلية ، فكيف وجبهة النصرة منذ زمن طويل بطول الحرب على سورية هي علنا مشروع أميركي إسرائيلي ، مرة تحت عنوان النسخة المعتدلة للقاعدة ، ومرة تحت عنوان مواجهة داعش بقوة من ذات الصنف وقابلة للإحتواء .
في إدلب يهزم الجيش السوري المشروع الأميركي الإسرائيلي وجها لوجه ، وفي إدلب يحسم الجيش السوري الحلقة ما قبل الأخيرة من المواجهة المباشرة التي تطرح مستقبل الوجود الأميركي في حقول النفط ، وفي ما بعد إدلب نحو الشرق تمهيد لما بعد ما بعد ادلب نحو الجنوب وفتح ملف الجولان .
لو كان الرهان الأميركي الإسرائيلي على ما يجري في لبنان والعراق أمل كبير بتغيير التوازنات لما دخل الإسرائيلي مبشارة برسائله العسكرية على الخط .
القصف الإسرائيلي ليل أمس علامة على إفلاس الرهانات الأميركية والإسرائيلية على ساحات المنطقة ، وعلى الشعور بالضيق مما يجري في إدلب ، لكن الجواب كما كان كل مرة أن الجيش السوري يمضي في التقدم ، وأن الحساب المفتوح مع الإعتداءات افسرائيلية لم ولن يقفل .