شعب لبنان العظيم كتب ناصر قنديل

كتب ناصر قنديل

 

  • يعود إطلاق هذا الشعر أو النداء للعماد ميشال عون خلال فترة وجوده كرئيس للحكومة الإنتقالية في بعبدا نهاية الثمانينات لكنه هنا توصيف لما أظهره الشعب اللبناني خلال شهور قليلة من تدخله على المشهد السياسي بصورة فاعلة
  • خلال الظهور الأول كان مشهد الأيام الثلاثة الأولى لإنتفاضة الشعب اللبناني الذي خرج بصورة مدوية فاجأت وأذهلت كل الوسط السياسي والإعلامي والدبلوماسي كتعبير جامع يعلن فشل وإفلاس القيادات السياسية للنظام الحاكم خصوصا على الصعيدين المالي والإقتصادي ، لكن الأهم كان ما تضمنه هذا الخروج الشعبي الكبير إلى اشلارع من صفعة لقيادات أدمنت على الإستهتار بالشعب وإستخفافها بكل تحذير يقول أن السياسات المالية ستؤدي إلى الإنفجار الشعبي وترد بالقول أنها ترعف الشعب وأنه لاوجود في لبنان لحركة شعبية تنزل إلى الشارع فكانت الصفعة الكبرى .
  • بعد عشرة أيام كانت إستقالة رئيس الحكومة ضمن صفقة منسقة مع قادة جمعيات وهيئات تولوا السيطرة على غضب النسا وإنتفاضتهم ورفعوا شعار الإستقالة بدلا من تفعيل العمل الحكومي وربطه بتحقيق مطالب الناس فتلقفها الحريري وتناغم الطرفان في إدارة التناوب خلال ما قبل الدعوة للإستشارات النيابية وصولا لتكليف الرئيس الجديد وفرح الطرفان بإنجازهما في إستخفاف جديد بعقول الناس وردة فعل الشعب الذي عاملوه كقطيع مطيع يجرونه حيث يشاؤون بعدما أذلوه في الطرقات التي تناوبوا على قطعها ، وجاءتهم الصفعة الثانية وهذه المرة بالغياب بدل الحضور فجفت الساحات وغابت الحشود وتحولت المليوينيات المزعومة إلى إضراب شعبي عن المشاركة لا تفسره كل الذرائع التي يسوقها أصحاب الدعوات
  • إلى جانب هاتين الظاهرتين أنجبت حركة الشعب اللبناني ظاهرة ثالثة هي لشبان من الإنتفاضة عرفوا طريقهم في مواصلة الضغط على المصارف ومصرف لبنان كمسؤول رئيسي عن الوضع المالي والتوجه نحو عناوين تحوم عليها شبهات الفساد لإيصال صوتهم القوي فكانوا التعبير الأصدق عن وجع الناس رغم قلة عددهم
  • شعب ينجب هذه الظواهر هو فعلا شعب عظيم

2019-12-30 | عدد القراءات 3605