كتب المحرر السياسي
ساعات قليلة مرت بين كلام الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله متحدثا بلشان محور المقاومة ، وبين عملية القصف الصاروخي التي نفذتها المقاومة العراقية على قاعدة بلد التي تستخدمها القوات الجوية الأميركية ، والتي خرج وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو يعلن سقوط جرحى خلالها ، بطريقة غفير مباشرة بقوله أن يصلي للجرحى داعيا الحكومة العراقية لتوفير الحماية لقواته قي العراق ، رغم علمه أن الحكومة العراقية سبق وطالبته بوضع آلية للإنسحاب من العراق ، والمأزق الأميركي هو الذي تحدث عنه السيد نصرالله ، داعيا الأميركيين إلى أخذ التهديديات على محمل الجد ، فالقرار إتخذ بإخراجهم من المنطقة ، ومن لم تقنعه الكلمات ستقنعه الدماء ، ومن يمانع بالخروج عاموديا سيخرج أفقيا ، وكان تركيز السيد نصرالله على الزخم الشعبي الذي وفرته عملية الإغتيال لمشروعية الرد والبدء بمسار إخراج القوات الأميركية ، كما كان التأكيد على المعاني والأبعاد التي حملتها الصفعة الإيرانية القاسية بقصف قاعدة عين الأسد سواء لجهة القرار الشجاع أو لجهة تثبيت التفوق والمقدرات التقنية لإيران وقوى المقاومة ، وكان ملفتا ما قاله السيد نصرالله عن تلقيه طلبات من إستشهاديين في المقاومة للقيام بعمليات ، ضمن هذا المسار للإنتقام لدماء القائدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس ، معيدا للذاكرة في غشارة اخرى رحيل المارينز من بيروت إثر عملية إستشهادية ، وهو ما وصفته مصادر متابعة بالرسالة الرمزية التحذيرية والإيحائية ، وهونمط جديد للسيد نصرالله في الحرب النفسية ، بعد مبتكرة الرمزي للوغو المعركة بإشارة اليدين الأفقية والعامودية ومصطلح الأفقي والعامودي ، كتعبير عن السير على الأقدام أي الخروج على قيد الحياة ، أو الجثث الممدة في التوابيت علامة على الموت وسقوط القتلى ، وتكفي الإشارة للخروج الأفقي حتى تستحضر في الذاكرة الأميركية مشهد عشرات التوابيت العائدة من بيروت قبل قرابة الأربعين عاما ، خصوصا بعدما تحدث السيد نصرالله عن الإستشهاديين .
في المشهد السياسي الداخلي ، ومع تجدد التحركات الإحتجاجية ، وقطع الطرقات ، رغم إفتقاد زخم الإنتفاضة في البدايات ، وإستحضار مستوى يشبه حال الحراك المدني عام 2015 ، فإن حال التململ الشعبي من المراوحة السياسية في تشكيل الحكومة الجديدة ، والتفاقم المتنامي في الأزمات المالية والمعيشية ، تتزايد بقوة ما يفتح الباب لتجدد الحشود الشعبية رغم الإحباط الذي اصاب الناس جراء أداء الذين تولوا قيادة الإنتفاضة خلال الشهور الثلاثة الماضية ، وأخذهم لها نحو متاهات سياسية أبرزها كانت المتاهة الحكومية برفع شعار إستقالة الحكومة السابقة .
في المتاهة الحكومية لا جديد ، حيث تقف الحكومة في عنق الزجاجة ، حيث لا تقدم ولا قدرة على التراجع ، فأصحاب التكليف الذين تمثلهم قوى الغالبية النيابية برؤى متعددة ، مختلفون فيما بينهم لكنهم متفقون على الإختلال مع الرئيس المكلف ، أو على الأقل فإن قوتين رئيسيتين ورئاسيتين من الغالبية يمثلهما رئيسا الجمهورية ومجلس النواب في موقف يتمسك بحكومة تكنوسياسية كما يؤكد الرئيس نبيه بري أو سياسية مطعمة بإختصاصيين كما قالت مقدمة نشرة قناة الأو تي في التي تعبر عن موقف العهد والتيار الوطني الحر ، بينما الرئيس المكلف متمسك بصلاحياته ، وبتصوره للحكومة الجديد ، وليس بوارد الإعتذار ولا الرضوخ كما تقول مصادر متابعة ، فيما بقي حزب الله على إتصال بالحليفين الرئيسيين في حركة أمل والتيار الوطني الحر وبالرئيس المكلف في محاولة للوصول إلى تفاهم على مخرج ، ويفترض أن تظهر نتائج هذا المسعى خلال الساعات المقبلة .
2020-01-13 | عدد القراءات 2088