الحريري يفتتح عودته بالدفاع عن السياسات المالية وحاكم المصرف...و"أنا مش موظف عند حدا"
دياب اليوم في عين التينة ...والبحث حول حكومة 18 أم 24 وهواجس "التيار"
مواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين في بيروت ...وغياب أمني أمام قطاع الطرق بقاعا
كتب المحرر السياسي
مع عودة رئيس الحكومة المستقيلة سعد الحريري لم يسمع اللبنانيون ما يطمئنهم لسعي الرئيس المستقيل لتفعيل حكومة تصريف الأعمال في مواجهة التحديات المالية والإجتماعية الضاغطة ، سواء ببحث حال التعامل المصرفي مع المودعين وإتخاذ الإجراءات التي تخفف من معاناة المواطنين ، فسمع اللبنانيون على هذا الصعيد ما هو أكثر من تنديد بالتظاهرات التي إستهدفت المصارف ومصرف لبنان وما رافقها من شغب ، إلى حد الدفاع عن السياسات المالية وتبريرها ، وربط الأزمة بالإنفاق على الكهرباء ، وعدم تقديم أي إلتزام مطمئن في تخفيف وطأة تحكم المصارف بودائع اللبنانيين ، ومثلها في الشأن الأمني رفع الرئيس الحريري وتيرة الهجوم على متظاهري شارع الحمراء ، مقابل تغاضيه عما يفعله متظاهروه الذين يقطعون الطرق خصوصا ف يالباقاع وتم تداول مقاطع مسجلة لإعتداءاتهم التي ترافقها شتائم مذهبية تكفي لإشعال فتنة ، بحيث بدا الحريري وقد جاء ليخوض معركته السياسية بلا ضوابط ، بما فيها التغاضي عن العبث المذهبي وما يحمل من مخاطر ، ورد على مطالبيه بتفعيل حكومة تصريف الأعمال وفي طليعتهم رئيس مجلس النواب بقوله ، "أنا مش موظف عند حدا" ، متجاهلا أن كل عامل في الشأن الحكومي هو موظف عند الشعب اللبناني .
هذه السلبية العدائية وجدت صداها في مواقف الحريري من الرئيس المكلف والحكومة الجديدة ، وجاؤت تعليقاته المستفزة عن "شكلوا حكومتكم " لتعكس العدائية التي عبر عنها الحريري بمواقفه مع قوى الغالبية النيابية والرئيس الذي كلفته تشكيل الحكومة بعد إنسحاب الحريري ، الدكتور حسان دياب ، وهذا منح الجهود التي يتولاها رئيس مجلس النواب نبيه بري لتسهيل عملية تأليف الحكومة الجديدة مزيدا من الدفع ، لأن هناك من لا يبني قرار المواجهة على المواقف ولا على الوقائع ، بل نوايا مسبقة تفرض جعل مهمة تأليف الحكومة بأسرع ما يمكن ، لأن لبنان يواجه فوق الأزمة الإقتصادية مسعى سياسي تصعيدي يعبر عنه عزم الحريري على فتح جبهة مواجهة بمعزل عن سعي الغالبية حتى اللحظة الأخيرة لترك مقعد رئاسة الحكومة شاغرا بإنتظاره .
اليوم يفترض أن يستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري الرئيس المكلف حسان دياب ، وأن يبحث معه الملف الحكومي ووفقا لمصادر سياسية متابعة للملف الحكومي فإن الأولوية التي تتصدر البحث هي حجم الحكومة بين صيغة ال18 وزيرا وصيغة ال24 وزيرا ، خصوصا مع السعي لتمثيل درزي يغطي الثنائية الدرزية التي يمثلها النائب طلال إرسلان والنائب السابق وليد جنبلاط ، الذي كان قد طرح ترشيح رجل الأعمال وليد عساف للحكومة ، قبل أن يعتذر عساف ، أما الملف الثاني الذي لا يقل أهمية فيطال هواجس التيار الوطني الحر التي عرضها رئيس التيار وزير الخارجية جبران باسيل في لقائه مع بري ، سواء بالنسبة للحقائب وتناسبها مع ما كان قائما في الحكومة السابقة ، أو بالنسبة لبعض السماء التي تثير حساسية التيار ، بينما قالت المصادر أن الرئيس المكلف سيعرض أيضا هواجسه تجاه توسيع الحكومة وفتح الباب لوضع فيتوات على اسماء يطرحها الرئيس المكلف ورفض أن يمتلك الرئيس المكلف هذا الحق ، وهو ما لا يمكن أن يقبل به دياب ، وتوقعت المصادر أن تنتهي جلسة بري ودياب لرسم مخطط توجيهي للحكومة يستوعب التفاهمات السابقة ويدور زوايا الخلافات بخيارات وبدائل تتيح جولة تشاور يفترض أن تنتهي مع نهاية الأسبوع ليتبلور المشهد النهائي للحكومة الجديدة .
في الشارع كانت تظاهرات بيروت تتجدد بين واجهات المصارف وملاحقة موقوفي مواجهات أول أمس ، وتتحول إلى مواجهات إستمرت حتى الليل بين المتظاهرين والقوى الأمنية ، بينما كانت عمليات قطع الطرقات تتجدد خارج العاصمة بصورة أثارت حالة من الرعب مع المشاهد المسجلة لما جرى في البقاع من تصرفات وكلمات نابية مؤذية تحمل مشروع فتنة مذهبية ، في غياب تام للقوى الأمنية التي تركت المواطنين رهائن لمزاج قطاع الطرق .
2020-01-16 | عدد القراءات 3351