اليوم يعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحضور رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو مشروعه المسمى بصفقة القرن لحل الصراع التاريخي في المنطقة حول مصير فلسطين ومستقبل الكيان الغاصب لفلسطين ويكثر الحديث عن معنى هذا الإعلان والآفاق التي سيفتحها
السؤال عن مغزى الصفقة كان له معنى قبل عامين مع إنطلاق مشروع ترامب الذي شكلت صفقة القرن ضلع مثلث فيه ، بينما الضلع الثاني كان إلغاء الإتفاق النووي مع إيران والضلع الثالث تمثل بالرهان على ديناميكية عربية إسرائيلية تمهد لمواجهة إيران وإخضاعها تنطلق من تحالف سعودي إسرائيلي
خلال سنتين تراجع ترامب مرارا عن إعلان صفقته لأن المشروع كان يترنح وكان يتهاوى حيث لاأمل من إخضاع إيران وحيث العلاقة السعودية الإسرائيلية رغم كل الأشواط التطبيعية التي قطعتها ظهرت عاجزة وقبل أيام وقفت أمام إمتحان المواجهة مع إيران يوم إغتال ترامب القائد قاسم سليماني وهرب الحليفان السعودي والإسرائيلي من الساحة واعلنا التبرؤ من العملية والخشية من تداعياتها عليهما
الصفقة بين ترامب ونتنياهو بلا شريك فلسطيني وبلا ميزان قوى ينجح بكسر محور المقاومة وفي ظل ضياع سياسي في كيان الإحتلال ليست مشروعا لتسوية القضية الفلسطينية على قاعدة الشروط الإسرائيلية بل هي لزوم ما لا يلزم لإعلان الإنحياز الأميركي لإسرائيل
الإعلان اليوم ليس إلا عملا دعائيا لترامب بين الناخبين اليهود بالتباهي بهذا الإنحياز وعملا إنتخابيا لنتنياهو داخل الكيان وناخبية بقوة العلاقة بواشنطن كرصيد إنتخابي
في ذروة المواجهة التي يخوضها محور المقاومة لإخراج الأميركي من المنطقة لا أحد يقيم حسابا لشعوذات ترامب عن صفقة بين من لا يملك ومن لا يستحق بينما من يملك ويستحق يقاوم ويملك قدرة صناعة الوقائع وليس مجرد ضعيف ذليل تملى عليه الأفعال