"البرهان" يقدم البرهان على دور واشنطن في الثورات العربية ...وبوريل يستطلع إيران السعودية وواشنطن على خطي إعادة تنظيم الحلفاء ...والإنفتاح على الحكومة إرتباك نيابي وحكومي في التعامل مع تمسك سلامة بعدم

"البرهان" يقدم البرهان على دور واشنطن في الثورات العربية ...وبوريل يستطلع إيران

السعودية وواشنطن على خطي إعادة تنظيم الحلفاء ...والإنفتاح على الحكومة

إرتباك نيابي وحكومي في التعامل مع تمسك سلامة بعدم تقديم معلومات موثقة

 

كتب المحرر السياسي

إنشغل الشارعين العربي والسوداني بلقاء رئيس مجلس الرئاسة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان برئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو في أوغندا ، ووسط التنديد العربي والفلسطيني تسارعت مواقف الإعتراض والتبرؤ والإحتجاج في مستويات الحكومة والأحزاب والنقابات في السودان ، وكان الإستنتاج الأبرز هو ما قالته مصادر متابعة عن كلمة السر الأميركية تجاه التعامل مع "الثورات" التي تحظى بدعم ضمني أو علني ، وتتجسد بتقديم تسهيلات مالية وقانونية للحكومات التي تفرزها ، بعدما ظهر أن الرعاية الأميركية المباشرة وعبر الحليفين السعودي والأثيوبي كانت مربوطة مباشرة بإلتزام من تمت تمسيته قائدا للمجلس العسكري فجأة ، وبات واضحا اليوم ، أن الأمر يرتبط مباشرة بالتطبيع مع كيان الإحتلال .

في المنطقة يسيطر الحدث السوري على المشهد حيث الجيش السوري يسجل المزيد من عمليات التحرير للبلدات والقرى في محافظتي حلب وإدلب ، محققا المزيد من التقرب من مدينتي إدلب وسراقب ، بعد أيام من المواجهة المباشرة بين الجيش السوري مدعوما من الطيران الروسي والوحدات التركية ، توج بإتصال بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب أردوغان أعلن بعده الكرملين عن تفاهم على التنسيق في منطقة إدلب ، وتلاه إعلان تركي بلغة تهديدية لسورية تضمن الإصرار التركي على نية المواجهة ، وردت سورية على التهديد التركي بتجديد عزمها على مواصلة تحرير كامل التراب السوري وستتصدى لكل من يحاول إعاقة مهامها .

على ضفة موازية حيث المنطقة في ذروة حال التوتر منذ إغتيال الأميركيين للقائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس ، حراك أوروبي  في طهران عشية أعياد الثورة الإسلامية  الواحدة والأربعين ، ودراسة تقييمة يجريها الأميركيون وتلتزمها السعودية حول الوضع في لبنان .

في طهران وزير خارجية الإتحاد الأوروبي جوزف بوريل أجرى محادثات مطولة مع المسؤولين الإيرانيين ، وصفته مصادر إيرانية بمحاولة الإستطلاع إنطلاقا من التسليم بالجمود الذي يعيشه الإتفاق النووي بفعل الإنسحاب الأميركي الأحادي منه ، وفرض العقوبات على من يقوم بتنفيذه ، وعجز أوروبا عن التملص من الضغوط الأميركية والقيام بتنفيذ إلتزاماتها بموجب الإتفاق ، وتركيز بوريل على محاولة إستكشاف ما تستيطعه أوروبا من جهة ، وما إذا كان يشكل جوابا مقبولا من إيران لوقف خطوات إنسحابها من الإتفاق ، وقالت المصادر الإيرانية أنه وفقا للمعطيات المتوافرة لا تبدو أوروبا قادرة على تحدي الموقف الأميركي بمثل ما يجري على جبهة الإعلان الأميركي لصفقة القرن التي ترفضها أوروبا لكنها تعجز عن فعل شيئ مخالف ، ورأت المصادر أنه إذا أفضت مهمة بوريل لنتائج إيجابية فهذا يعني ان الأميركيين قد أعطوه الضوء الأخضر لتفادي المواحهة .

على الضفة المقابلة ، حيث التقييم الأميركي لخارطة طريق جديدة للتعامل مع الوضع في لبنان ، بعدما أفضت شهور المواجهة  التي قادتها واشنطن على قوى المقاومة وحلفائها ، متخفية وراء بعض جماعات الحراك الشعبي وملاقاتها بمشروع الفراغ والفوضى عبر إستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري ، وجاءت النتائج مخيبة للأمال الأميركية ، وخرج حلف المقاومة بحكومة جديدة تربك بكيفية التعامل معها ، وقالت مصادر على إطلاع بما يتم تداوله بهذا الخصوص ، أن الأميركيين أبلغوا حليفهم الرئيسي رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري أن السعوديين سيعيدون فتح القنوات معه لكن بشرطين ، الأول تسلم الأمير خالد بن سلمان لملف لبنان ، والثاني إعادة ترتيب فريق الحريري تحت إشراف سعودي وتمويل مباشر للفريق ومستلزماته ، وأضافت المصادر أن الحريري سافر إلى الرياض بعد إبلاغ موافقته وبدء العمل بالتفاهم الجديد ، وقالت المصادر أن واشنطن والرياض قررتا الإنفتاح على حكومة الرئيس حسان دياب لكن دون تقديم المال لها ، ولذلك سيقوم حلفاؤهما بحضور جلسة الثقة كي لا يتحملوا ولا تتحمل معهم واشنطن والرياض مسؤولية إفشال الحكومة في إنطلاقتها بنوايا كيدية .

على الصعيد النيابي والحكومي تتواصل الإستعدادات لجلسة الثقة التي صارت مضمونة النصاب  والنتيجة ، لكن الإرباك الذي شغل النواب والحكومة ناتج عن تعقيد الوضع المالي للدولة وتضارب المعلومات حول هذا الوضع ، من تحديد موحد لحقيقة ما يوجد لدى المصرف المركزي من عملات صعبة ، في ظل تمسك حاكم المصرف المركزي تقديم معلومات موثقة ، والإكتفاء بما يقدمه وفقا لبيانات المصرف المركزي ، ومثلها فشلت محاولات الحصول على تفاصيل الأموال المحولة إلى الخارج خلال الشهور الماضية وخلال إجراءات تقييد عمليات الحسب والتحويل ، وتبقى حالة الإرتباك قائمة بسبب العجز عن الإجابة على سؤال حول كيفية إلزام المصرف المركزي بإيدي السلطات الدستورية وثائق أصلية تطال الملفين الغامضين حول الموجودات والتحويلات .

2020-02-05 | عدد القراءات 14086