الجيش السوري يحسم شمال حلب وغربها...وإنهيار جبهات الإرهاب...ولاريجاني في بيروت
نصرالله للمواجهة إقليميا والتهدئة داخليا ...ودياب لهيكلة الدين ...وجولة عربية
القوميون : تحية للشهداء...وضد صفقة القرن...وإستقبال شعبي حزبي لسعادة يتقدمه سعد
كتب المحرر السياسي
في تدحرج للإنتصارات اصاب الجماعات الإرهابية ومشغلها التركي بالذهول ، حسم الجيش السوري سيطرته على عشرات البلدات والقرى والمدن في شمال وغرب حلب منهيا سنوات من المعاناة التي عاشتها أحياء حلب جراء القصف والمفخخات ، من مواقع السيطرة التركية والجماعات التابعة لها ، ونجح الجيش السوري بإتسعادة السيطرة على مدن مهمة كعندان وحريتان كانت تعتبر معاقل وحصون منيعة للجماعات الإرهابية ، بينما باتت جبهة الأتارب وإدلب وجبل الأربعين وجسر الشغور مرشحة للإشتعال في أي وقت ، وسط حالة إنهيار شاملة تعيشها الجماعات الإرهابية ، تمثلت بهرب مئات المسلحين من مواقعهم وترك معداتهم فيها ، ما يفسر الحشود التركية الهادفة لخوض حرب نفسية لردع الجيش السوري عن التقدم تفاوديا للمواجهة ، وهو ما لم يفلح في تغيير روزنامة عمل الجيش السوري ، وعزيمته على المضي قدما في إسترداد كل الأراضي السورية الواقعة بيد الجماعات الإرهابية ، بينما تتموضع إيران وروسيا عند ثابتة سياسية تفاوضية مع الأتراك عنوانها التسليم بالسيادة السورية الكاملة فوق الراضي السورية وإعتبار إتفاق أضنة الإطار الصالح لضمان الجمع بين هذا المفهوم ومقتضيات الأمن التركي ن كشرط لي مساعي وساطة بين تركيا وسورية .
في الإطار الإقليمي أيضا بدأ رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني زيارة لبيروت قادما من دمشق ، حيث إلتقى الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد وناقشا معا خرائط املواجهات الدائرة في المنطقة بين محور المقاومة والمشروع الأميركي ، ومكانة سورية ف يهذه المواجهة في ضوء الإنتصارات التي يحقهها الجيش السوري وحلفاؤه في ميادين المواجهة ، وفي بيروت يلقتي لاريجاني على مدى يومين الرؤساء الثلاثة والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وقادة الفصائل الفلسطينية على مستوى الأمناء العامين ، وعددا من النخب وقادة الرأي ، في جولة إستطلاعية حول الوضع اللبناني بعد تشكيل الحكومة ، الذي إعتبره لاريجاني مؤشرا إيجابيا على قدرة لبنان على النهوض .
الحدث الأبرز محليا كان أمس خطاب السيد حسن نصرالله في ذكرى القادة الشهداء وأربعين القائدين قاسم سليماني وأبي مهدي المهندس ، حيث اكد السيد نصرالله على ان المواجهة الشاملة في المنطقة صارت خيارا أحاديا بعد جريمتي الإغتيال وصفقة القرن ، حيث لم يترك الأميركيون مجالا إلا لحمل البندقية ، وتوقف نصرالله أمام حال الإستنهاض التي مثلتها الجريمتان لخيار المواجهة ، سواء بحجم الحشود التي خرجت في تشييع الشهداء طلبا للرد ، أو حجم الإجماع بوجه صفقة القرن الذي فرضه المناخ الشعبي ، داعيا لرفع مستوى الرد والجهوزية لمنع تبدد هذا المناخ وتراجعه ، وركز نصرالله في خطابه على ساحتي العراق وفلسطين ، حيث الأولى معنية أكثر من وساها بعنوان إخراج الأميركيين من المنطقة ، والثانية هي ضمانة بقاء روح المواجهة في مواجهة مشروع تصفية القضية الفلسطينية ، وبالتوازي مع الدعوة للمواجهة إقليميا دعا نصرالله للتهدئة داخليا ، مقدما عناوين فصل الخلافات السياسية عن الملفات الإقتصادية ، ومنح الحكومة فرصة منع الإنهيار ، لأنه إذا وقع الإنهيار فلن يبق شيئ لتتنافس عليه ، وكان ملفتا تجاهل السيد نصرالله لكلام رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ، في ذكرى إغتيال والده الرئيس الراحل رفيق الحريري ، الذي تفادى خوض مواجهة مع حزب الله أو توصيف الحكومة بحكومة حزب الله ، كما تفادى التركيز على الحزب كسبب لإمتناعه عن تولي رئاسة الحكومة ، حاصرا معركته مع التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل .
لبنانيا ايضا تتصدر الإهتمام من اليوم حتى نهاية الأسبوع المساعي التي يبذلها رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب ، على المسارين السياسي والإقتصادي ، حيث يتبلور سياسيا مسار العلاقات العربية للحكومة في ضوء ترقب حركة السفراء الخليجيين نحو السراي ، وخصوصا سفيرا السعودية والإمارات اللذان لم يطلبا موعدا بعد لتهنئة رئيس الحكومة بالثقة ، ولا زارا السراي قبلا للتهنئة بتشكيل الحكومة ن فيما قالت مصادر متابعة ل"البناء" أن الرئيس دياب سينتظر هذا الأسبوع قبل أن يبرمج خطته لجولة عربية يزمع القيام بها بدءا من القاهرة ، وفي ضوء ما يبدر على المسار السعودي والإماراتي سيقرر محطات الجولة وتسلسلها ، أما إقتصاديا فقالت المصادر أن الرئيس دياب حسم خياره بصدد مصير سندات اليوروبوند لجهة إعتماد هيكلة الدين العام برمته من خلال الإستفادة من دور إستشاري لصندوق النقد الدولي وإعتماد شركتين قانونية ومالية لمفاوضة الدائنين على الهيكلة ، وقالت المصادر أن هذا السبوع سيكون حاسما في بلورة صورة الموقف في ضوء اللقاءات التي ينتظر أن تشهدها السراي الحكومي مع الوفود الدولية المعنية ، وليلا نجح رئيس الحكومة بإلزام شركة طيران الشرق الأوسط التراجع عن قرارها بتسعير بطاقات السفر بالدولار الأميركي وإعتماد الليرة اللبنانية كاساس للتسعير والدفع .
القوميون كعادتهم كانوا موجودين في الساحات حيث تحضر القضايا الكبرى ، فخصصوا وقفة إحتجاجية على صفقة القرن في ساحة الشهيد خالد علوان في شارع الحمراء ، وقدموا تحية نسور الزوبعة في روضة الشهداء للقادة الشهداء في ذكراهم ، ونطموا إتسقبالا شعبيا وحزبيا للنائب سليم سعادة في الكورة ردا على ما تعرض له على أيدي المندسين فيص صفوف الحراك الشعبي ، وتحية لمواقفه في مجلس النواب ، وكان في طليعة الحضور رئيس الحزب فارس سعد الذي أعلن فتح الباب لإستيعاب كل القوميين الموجودين خارج هيكل المؤسسة الحزبية النظامية ، بينما قال سعادة انه طلب العفو عن الذين كانوا وراء الإعتداء الذي تعرض له .
2020-02-17 | عدد القراءات 156427