شركات الإحتيال المالي كتب ناصر قنديل

كتب ناصر قنديل

  • خلال سنوات تكررت  في لبنان وفي غيره ايضا ظاهرة شركات تعلن عن هوية إستثمارية وتعرض فوائد مغرية لجذب المستثمرين ، وخلال سنوات قليلة من عملها وبعد دفع فوائد منتظمة لمن إتسثمروا أموالهم فيها فجذبت الآلاف وجمعت ملايين الدولارات ، تتبخر الشركة ونسمع عن قصة إحتيال مالي وغالبا يهرب أصحابها بعدما يكونوا قد حولوا أموالهم وأرباحهم وهربوها إلى الخارج
  • تقوم فكرة هذه الشركات على دفع الفوائد العالية من ودائع المستثمرين الجدد "يعني من دهنو سقيلو" ، وعندما ينتهي الدهن ويصل للعظم يكون الجسم الطفيلي قد سحب كل مادة غذائية من الجسم فيتركه عليلا وينسحب هاربا بالغنائم التي حققها
  • الذي جرى مع المصارف اللبنانية ومصرف لبنان بالنسبة للمودعين ليس مختلفا ، فقد أغرت الفوائد المرتفعة الناس للتكاسل عن إستثمار أموالها وكانت الفوائد عمليا "من دهنو سقيلو" ، فمصرف لبنان فعل ذات الشيئ مع المصارف التي جذبت له اموال املودعين ووظفتها عنده بفوائد أعلى وتكاسلت هي عن الإستمثار المجدي والمفيد ، ووفقا لنظرية "من دهنو سقيلو" كان مصرف لبنان يسدد الفوائد والمصارف تجذب المستثمرين الجدد .
  • وصل السحب إلى العظم حيث لا دهن فتوقفت العملية ، لكن المصارف حولت أرباحها وأموالها للخارج ، والمودعون ضربوا يدهم فوجدوا العظم حيث لا دهن ، وقد ضاع جنى العمر ، هل تذكرون كيف كنا نرى مستمثمرين في شركات الإحتيال المالي يصابون بجلطات قلبية ويصاب بعضهم بالشلل أو يموت بعض آخر أو يتحول بعض ثالث للتسول ؟
  • هذا ما فعله مصرف لبنان وفعلته المصارف باللبنانيين فهل يجوز التعامل مع الأمر وكأنه فعل مشروع ؟ وإذا كان كذلك فليفسر لنا القانونيون الفارق بين فعلة مصرف لبنان والمصارف بالمودعين عن فعلة شركات الإحتيال المالي ؟
  • أليس مصرف لبنان هو الضامن القانوني لمنع وقوع الإحتيال والضامن لحسن إستثمار المصارف لأموال المودعين ، وهو نفسه شريكها ف يتضييعها بجعلها ديونا للدولة التي كانت تغرق أمامهم وهم يوغلون في إسثمار أموال الناس في سندات سيصبح دفعها مستحيلا ذات يوم ؟

2020-02-20 | عدد القراءات 67423