لافروف يأمل تفاهما مع تركيا قبل القمم المقترحة ...وتراجع إسرائيلي عن التصعيد بعد الرد متابعة حكومية للموقفين السعودي والفرنسي ...وإستعداد لثنائية لبنانية فرنسية السفير السوري في السراي : الحصار يواجه

لافروف يأمل تفاهما مع تركيا قبل القمم المقترحة ...وتراجع إسرائيلي عن التصعيد بعد الرد

متابعة حكومية للموقفين السعودي والفرنسي ...وإستعداد لثنائية لبنانية فرنسية

السفير السوري في السراي : الحصار يواجه بالتكامل مع لبنان والأردن والعراق

كتب المحرر السياسي

قال مرجع دبلوماسي عربي أن جولات التصعيد التركية والإسرائيلية المتزامنة كانت محاولة أميركية لإستكشاف حدود القرار والقدرة لدى كل من روسيا وسورية وفصائل المقاومة على الذهاب إلى النهاية في خيارات المواجهة ، فقد كانت هناك أوهام حول تراجع روسيا عن تقديم الدعم للجيش السوري بمجرد ظهور الجيش التركي في ساحات الإشتباك ، بسبب قراءة خاطئة للحسابات الروسية تفترض أن موسكو تولي إهتماما أكبر لمصالحها مع تركيا من موقع سورية الإستراتيجي وطبيعة الصراع حوله من جهة ، ومكانة روسيا كدولة عظمى تقدم منهجا جديدا في العلاقات الدولية يقوم على تكريس مفهوم الدولة الوطنية المستقلة والسيدة ويتخذ الدولة السورية ودعمه لها نموذجا لعلاقات دولية يتطلع نحوها من جهة أخرى ، ووفقا للمرجع فإن القراءة الخاطئة كانت تطال أيضا درجة القرار والعزيمة والإستعداد والجهوزية والقدرة لدى الجيش السوري على مواصلة التقدم الميداني رغم المشاركة التركية في المعارك مباشرة ، فالجيوش الكبرى تصاب بفوبيا الجيوش الكبرى ، وتستخف بقدرات الشعوب المكافحة لإستقلالها وتحرير أرضها وبجيوش دول تعتبرها صغيرة لكنها تستند إلى إرادة شعبها ، وقد جاء الإختبار صادما لكل الأوهام والحسابات الخاطئة ، وصار محرضو تركيا على مواصلة التورط أمام ترجمة وعودهم بالدعم بصورة عملية لا يتحملون كلفتها ولا يريدونها ، وصار النظام التركي أمام خيار المواجهة المكلفة أو البحث عن مخارج جانبية ، وعلى المسار الإسرائيلي قال المرجع الدبلوماسي العربي ، أن إختيار حركة الجهاد الإسلامي هدفا للتصعيد يكشف بوضوح تشخيص كيان الاحتلال معركته مع محور المقاومة ، وأن هذه هي المرة الثانية التي تفشل فيها حكومة الاحتلال وجيشها بتحمل تبعات التحرش بحركة الجهاد منفردة ، وتضطر للتراجع وتصدر بيانا يشبه الإعتذار بقولها ، ان الجولة الأخيرة كانت نتاج خطأ عملياتي ، وإضافتها أنها تريد العودة بالأمور إلى الوضع الطبيعي ، ذلك لأن رد الجهاد على الإعتداءات الإسرائيلية كان قاسيا ورادعا ووضع جيش الاحتلال بين خياري المواجهة الشاملة أو التراجع ، ورأى المرجع في عودة التهدئة إلى جبهات غزة ، وفي كلام وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف عن توقعات بالوصول لتفاهمات مع تركيا قبل القمم المقترحة ، رسالة واضحة لأنقرة بضرورة التفاهم مع موسكو أولا قبل الحصول على موافقة موسكو على أي قمة متعددة ، تدعو إليها أنقرة ، والشروط الروسية واضحة ومقروءة لدى تركيا وغيرها ، ومضمونها أن المواجهة مع جبهة النصرة وأخواتها لا تطالها أي إتفاقات لوقف النار ، وأن عجز تركيا عن مواجهة الإرهاب لا تعني منح الإرهاب فرص الإفادة من وقف النار ، أو إلتزام الآخرين وخصوصا الجيش السوري وحلفائه بشرعنة وجود الإرهاب ، او بقبول العروض الأميركية بنزع صفة الإرهاب عن جبهة النصرة والحديث عن دمجها بالعملية السياسية .

لبنان الذي يعيش أحداث المنطقة ، كان متابعا ومهتما بإستكشاف حدود وأبعاد الموقفين الفرنسي والسعودي ، المعلنين من اجتماع وزراء مالية دول قمة العشرين ، والمتصلين بالإستعداد لدعم لبنان ، حيث الموقف السعودي قابل للتأويل في ظل عموميتهوإمتناع السفير السعودي عن زيارة السراي الحكومي ولقاء رئيس الحكومة ، بينما الموقف الفرنسي جاء مشفوعا بوضوح الدعوة للفصل بين دعم تعافي لبنان وملف المواجهة الأميركية مع إيران ، وتأمل حكومة الرئيس حسان دياب ترجمة الموقف الفرنسي بشراكة لبنانية فرنسية لتفعيل مقررات مؤتمرسيدر ، ومن ضمنه الإستعداد لترجمة الإلتزامات اللبنانية المطلوبة ، والتي تشكل عناوين خطة النهوض والإصلاح التي تقوم فرق حكومية بإعدادها ، بالتوازي مع برمجة الموقف الحكومي الداعي لهيكلة الدين العام ، وتقول مصادر متابعة لملف خطة النهوض أن الأولوية التي تتقدم الخطة هي محاولة الإجابة عن كيفية سد الثقب الأسود الذي يرتبه نزيف الكهرباء على الخزينة وموجودات مصرف لبنان ، وأن الجواب واضح وهو بتأمين التغذية 24 ساعة ورفع التعرفة بالتوازي ، بصورة تلاقي الكلفة وتحقق ربحية تتيح فتح الباب لشكل ما من أشكال الخصخصة المتعددة أو الشراكة مع القطاع الخاص ، وفتح الباب للإستثمار الخاص في القطاع ، لكن السؤال حول كيفية تحقيق ذلك وموعده لا تزال تناقش بين عدة خيارات ، تبقى أساسها الخطة التي تم إقرارها في الحكومة السابقة ، بينما قالت مصادر مالية دولية متابعة لملف الديون اللبنانية ، أن الثقل في آليات معالجة الدين لا تزال داخلية ، بين الحكومة اللبنانية ومصرف لبنان المركزي والمصارف اللبنانية ، حيث الحسابات الخارجية والتحفظات التي يسمعها المسؤولون الحكوميون من الجهات الخارجية هي إعادة لما يسمعه هؤلاء من مصرف لبنان والمصارف اللبنانية ، الذين يحملون المسؤولية في التدهور المالي لإغفال المسؤولين الحكوميين لمسؤولياتهم في سلوك إجراءات لا يمكن أن يرفضها الخارج لأنها تناسبه ويجد لها مؤيدين فاعلين في الداخل ، كسداد سندات اليوروبوند ، وزيادة الضرائب ، وتحرير سعر الصرف ، هذا إضافة لكون النسبة الكبيرة من سندات الدين اللبناني موزعة بين مصرف لبنان والمصارف اللبنانية ، ومنطقي أن يتبع الخارج الذي يحمل هذه السندات سلوكا منسقا مع الجانب اللبناني من حملة السندات ، بينما لو كان الموقف اللبناني موحدا بين الحكومة ومصرف لبنان والمصارف اللبنانية ، إنطلاقا من حسابات وطنية تضع مصالح لبنان العليا أولا ، لتغير الموقف الدولي حكما .

على الصعيد السياسي والدبلوماسي شكلت زيارة السفير السوري علي عبد الكريم علي إلى السراي الحكومي ولقائه برئيس الحكومة ، حدثا لافتا بتأخره عن نيل الحكومة الثقة لأسابيع ، يبدو ان السفير السوري تقصد عبره عدم إحراج الحكومة ورئيسها بجعله مبكرا مفسحا المجال لقيام السفراء العرب الآخرين بزيارة السراي قبله ، كما أن كلامه بعد اللقاء جاء مراعيا لحساسية العلاقات العربية  بالحكومة ورئيسها ، فإبتعدعن إثارة أي قضايا خلافية يمكن  ان تثير الإنقسامات وتفتح باب التاويل ، مركزا على التعاون وفقا للمصالح المشتركة متحدثا عن إنتصارات سورية على الإرهاب كمصدر لإطمئنان لبنان المتداخل في أمنه مع سورية وأمنها ، مؤكدا أن رؤية سورية لمواجهة الحصار المؤذي للجميع تقوم على التكامل مع الأردن ولبنان والعراق ، بما يعنيه ذلك من مد ليد التعاون في كل ما يمثل مصالح مشتركة لبنانية سورية والإستعداد للنظر بإيجابية سورية لكل ما يهم الحكومة اللبنانية ، وهو ما قرأته مصادر إقتصادية فرصة للبحث بتفعيل تجارة الترانزيت عبر سورية نحو العراق ، وإعتبرته المصادر المعنية بملف النازحين وعودتهم مدخلا لفتح باب البحث بالملف بين الحكومتين .

 

2020-02-25 | عدد القراءات 17252