كورونا يتمدد عالميا وفق تحذيرات منظمة الصحة ...ولبنان إصابة رابعة وتعطيل المدارس
أردوغان يحصد الخيبة الأطلسية ويهدد أوروبا باللاجئين ...والجيش السوري يتقدم
الحكومة : النصف الأول من آذار للخطة الاقتصادية والمالية والثاني للجولة العربية لرئيسها
كتب المحرر السياسي
رغم تحذيرات منظمة الصحة العالمية من المزيد من توسع إنتشار فيروس "كورونا" ، لا يزال لبنان من الدول القليلة التي تشهد نموا بطيئا وتحت السيطرة على الفيروس المستجد ، رغم التهويل الإعلامي والتشكيك بالإجراءات المتبعة من وزارة الصحة ، ورغم ما يبدو من تمنيات البعض بإنتشار كارثي للفيروس ليشمت بالحكومة ويعلن فشلها وعدم أهليتها ، وتشفيا للبعض بحزب الله للقول أنه لولا علاقته بإيران لما وقع لبنان بالكارثة ، ومع الإعلان عن إصابة رابعة بالفيروس بقي لبنان في آخر لائحة الدول التي تواجه الفيروس وتشهد نموه المتسارع قياسا بدول أوروبية كفرنسا وإيطاليا ، وكان جديد الإجراءات الحكومية بعد عزل الطلاب اللبنانيين الوافدين من إيران عبر سورية ، إعلان وزير التربية بعد التشاور مع وزير الصحة تعطيل المدارس لمدة أسبوع .
الاهتمام الدولي والإقليمي بإنتشار فيروس "كورونا" لم يحجب المكانة الأولى للأحداث في إدلب بعد التورط التركي المكشوف في الحرب بالوكالة عن جبهة النصرة وسائر التشكيلات الإرهابية ، تعويضا لفشل الجماعات الإرهابية في التصدي لهجوم الجيش السوري الذي حقق إنجازات متسارعة ، بلغت مرحلة تتيح إسترداد الجغرافيا التي تقع تحت سيطرة التشكيلات الإرهابية خلال أيام ، وكانت تركيا تتذرع بألف سبب لتبرير التلكؤ في الحسم معها ، وبعدما سقط عشرات الجنود الأتراك في ساحات المعارك بقصف الجيش السوري ، وفيما أعلن الرئيس التركي رجب أردوغان عزمه على رد نوعي مهددا بترجمة وعيده بعملية شاملة لرد الجيش السوري إلى النقاط التي كان فيها قبل بدء عمليته العسكرية ، وقام الجيش التركي بقصف مواقع عسكرية سورية في أرياف إدلب وحلب واللاذقية ، فيما واصل الجيش السوري تقدمه في ريف إدلب الجنوبي وصولا إلى قرى وبلدات منطقة جسر الشغور ، ظهرت الخيارات التركية صعبة ومحدودة ، بين دخول معركة بلا حسابات تشكل قفزة في المجهول وتشكل مواجهة مباشرة مع روسيا وإيران وقوى المقاومة ، وتعلن ضياع المكاسب السياسية والإقتصادية التي تحققت عبر العلاقة التركية بروسيا وإيران ، إضافة لمواجهة الجيش السوري الذي أظهر مقدرات ومعنويات وجهوزية وتخطيط حملتها الإنتصارات المتدحرجة التي حققها خلال السنوات الماضية ، أما البديل فهو التموضع خلف خطوط رسمتها إتفاقات سوتشي وفشلت تركيا في تنفيذها ، وعليها تقبل فرضها بالقوة من الجيش السوري ، بعدما سقطت محاولات تعويم جبهة النصرة ، وتقديمها كفريق سياسي ضمن الحل السياسي ، وهذا ما بدا الكلام التركي والأميركي ونسبيا الأوروبي متطابقا معه ، رغم التصنيف الواضح لجبهة النصرة في لوائح الإرهاب ، وقد إستعمل الرئيس التركي كل الأوراق لإستكشاف فرص خلق مناخ يتيح له وضع أوراق قوة في جيبه ، فلجأ إلى حلف الناتو فكانت النتيجة مخيبة لآماله ، فلم يحصد سوى الكلام ، وتحادث مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذ إكتفى بوعده بدراسة ما يمكن فعله للمساعدة عمليا ، وأطلق التهديدات وبدأ بتنفيذها بفتح الحدود أمام اللاجئين للذهاب نحو أوروبا ، لفرض تغيير مواقفها ، لكنه لا يزال أمام السؤال الصعب هل يذهب إلى المواجهة العسكرية ، التي ستكون روسيا فيها وراء الجيش السوري حكما ، مهما قال الرئيس التركي أنه لا يريد حربا مع روسيا ، وانه لا يحملها مسؤولية مقتل جنوده ، وأنه يحصر حربه بالجيش السوري ، ويطلب فتح المجال الجوي لطائراته ، بينما ذهب يطلب من الناتو فرض حظر جوي في شمال سورية ، ما يعني بالتأكيد دعوة الناتو للمواجهة مع روسيا ، أم ينزل عن شجرة التصعيد ويرتضي التموضع تحت السقف الذي يحفظ علاقته بروسيا ويجنبه قفزة في المجهول قالت له موسكو أن نتائجها ستكون سيئة .
بين مواجهة الكورونا ، وقراءة المستجدات الإقليمية والسعي لكسر الحواجز أمام العلاقة بالخارج ، عقدت الحكومة إجتماعها أمس ، وعقد وزير الخارجية ناصيف حتي أول الإجتماعات الدولية مع وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان ، بينما قالت مصادر متابعة للنشاط الحكومي أن الحكومة تعمل عبر لجان متعددة من الخبراء وذوي الإختصاص لإنجاز خطتين واحدة مالية لمواجهة تحديات إستحقاق سندات اليوروبوند ومن خلالها مأزق الدين العام الموروث والمتراكم ، وثانية للنهوض الاقتصادي يستدعي إعدادها بالتوازي ، لعرضها على الجهات الدولية المعنية بالشأن المالي ، كما تشكل حاجة ملحة داخليا في ظل المخاطر المحدقة بالوضعين الاقتصادي والإجتماعي في ظل الركود والتراجع وظهور علامات الخطر على المؤشرات المتصلة بالنشاط الإقتصادي ، وقالت المصادر أن النصف الأول من آذار سيكون مكرسا لتبلور هاتين الخطتين ، لتنصرف بعدها وزارة المالية ومعها الشركات التيتم التعاقد معها لإدارة التفاوض حول الدين العام إلى عملها ، بينما يبدأ رئيس الحكومة جولته العربية حاملا معه خلاصة الخطتين في محاولته نيل التأييد من العواصم التي سيزورها ، ولم يتضح بعد ما إذا كانت الرياض وأبوظبي من ضمنها في ظل عدم تلقي الحكومة أي إشارة منها ، وتوقعت المصادر أن يكون شهر نيسان المقبل شهر بداية تظهير نتائج أولية للتفاوض ولجولة رئيس الحكومة ، لمعرفة الوقائع التي ستواجه من خلالها الحكومة التحديات المالية والإقتصادية .
2020-02-29 | عدد القراءات 145065