للمرة الثالثة يحاول قادة الكيان الذهاب للإنتخابات أملا بإنقاذ اليكان من الضياع السياسي الذي دخل فيه منذ عجزه عن الفوز بحروبه الأخيرة على غزة رغم تشدق قادته بقدرتهم على خوض حروب مضمونة النتائج على حزب الله وسورية وإيران وفيما يؤدي اليأس بالمستوطنين وغياب الثقة بالقدرة على الخروج من المأزق الوجودي للكيان يسعى قادة الكيان لرفع نسبة المشاركة بالإستناد على التلاعب بالصوت العربي داخل الأراضي المحتلة عام 1948
كل الذرائع التي تطرح لتبرير المشاركة باتت ساقطة فبعد صفقة القرن لا تسوية تنشئ دولة فلسطينية كانت ذريعة البعض للقول أن لا مكان لفلسطينيي ال48 في التسوية وقدرهم هو تحسين شروط مشاركتهم في كيان الاحتلال بينما اليوم لا مكان لكل الفلسطينيين في التسوية وإعلان الكيان دولة يهودية يعيد الصراع في فلطسين إلى صراع وجود لا حدود
ليس بين الكتل المتنافسة في الانتخابات أي كتلة وازنة ترفض نظام الفصل العنصري المطبق بحق الفلسطينيين كي يمكن تفهم بعض المشاركة التي يشكل الإعتراف بيهودية الكيان ومنحه صك إدعاء الديمقراطية بتوقيع فلسطيني أثمانا باهظة يدفعها الفلسطينيون عبر المشاركة ويتسابق المتنافسون في انتخابات الكيان على التبرؤ من الفلسطينيين ويطلبونهم مجرد زينة للمشاركة وشهادة لديمقراطية التمييز العنصري
الناشطون والجماعات الذين ينهضون بالدعوة لمقاطعة الانتخابات اليوم يشكلون بوصلة مستقبلية لشعب فلسطين في أرض ال48 وخارجها وقد صارت قضية النضال واحدة وعنوانها إسقاط شرعية كيان الاحتلال وتفكيكه
ثمة مكان للنضال السياسي في فلسطين وللنصال السلمي أيضا ومثال جنوب أفريقيا مليئ بالكيفيات والأدوات والوسائل ومن يختار أشدها بؤسا يختار ما يناسبه وليس ما تفرضه القضية كما وصف نلسون مادنيلا المشاركون في مؤسسات نظام الفصل العنصري من السود في جنوب أفريقيا