رسائل كثيرة حملتها مواقف وتحركات مصرية على صلة بالمعركة الضارية الدائرة بين الجيشين السوري والتركي وترابطها مع التموضع التركي في ليبيا ومخاوف مصر من تقدم موقع تركيا شمالا وغربا مما لا يزال يطلق عليه القادة الأمنيون في مصر بمفهوم الأمن القومي
مصر تقيم حسابا قبل تظهير مواقفها علنا لموقفي واشنطن والرياض فهي إضافة لشعورها بالضعف وعدم القدرة على مخالفة السياسات الأميركية تستشعر الحاجة للموقف الأميركي في مفاوضاتها الصعبة حول سد النهضة مع أثيوبيا ، وإضافة لحاجتها المالية الماسة للدعم السعودي تقيم حسابا لتوازنات عربية بوجه تنظيم الأخوان المسلمين وتعتبر السعودية داعما رئيسيا لها في هذه المواجهة
التحركات المصرية نحو سورية وما حملته من مواقف تخطت هذه المرة ما كانت عليه رمزيا في السابق وأشعرت القيادة السورية بجدية تقدير مصر للمعركة التي تخوضها سورية بالنيابة عن كل العرب بوجه الخطر التركي ، كما أن مصر التي تقف على مسافة بعيدة عن إيران إنسجاما مع موقفها الداعم لدول الخليج ، ليست لديها مشاكل مباشرة مع إيران ، وقد ترجمت بإبتعادها عن حرب اليمن هذا التوازن ، لكن مصر تتطلع لشراكة مصرية سورية لاحقة في فتح ملف التقارب الخليجي الإيراني
المعنيون بالأمن والعسكر في مصر يعكسون إهتماما نوعيا بالمعارك التي يخوضها الجيش السوري وينقلون عن مصر الرئاسة والدبلوماسية أن توقيت تظهير هذه المواقف لم يعد بعيدا وربما قبل نهاية العام الجاري سواء على مستوى علاقات سورية العربية أو مستقبل دروها في الجامعة العربية ، ويقولون أنهم على تنسيق كامل مع موسكو حول هذا الملف
ربما يحتاج بعض اللبنانيين للإنتباه لما يقوم به المصريون ، خصوصا الذين يقفون على رأي مصر وقراءتها كبوصلة عاقلة في التعبير عن معسكر لا يتطابق مع سورية وتربطه علاقات وازنة بالمعسكر المناوئ لسورية حيث يعبر موقف مصر الذي يقترب من سورية عن بعض ما سيتجه إليه الاخرون ، ولايسبقهم إلا بخطوة .