محور المقاومة وروسيا :لإستثمار الموسم الرئاسي الأميركي والموسم الحكومي "إسرائيليا"
قمة بوتين أردوغان اليوم ...والمعارضة التركية تصعد...والأسد يخاطب الشعب التركي
بري يرسم إطار الإجماع الرئاسي ماليا : لا سداد بل هيكلة...ولتتحمل المصارف مسؤوليتها
كتب المحرر السياسي
كتب المحرر السياسي
قال مصدر واسع الإطلاع على نظرة قيادة محور المقاومة للمشهد الإقليمي ، أن الحديث عن الإنشغال الإيراني بمواجهة فيروس كورونا يذكر بالحديث عن إنشغال حزب الله في مراحل سابقة من الحرب في سورية بمجريات هذه الحرب ، وعجزه عن مواكبة أي عمل إسرائيلي على الجبهة اللبنانية ، حتى جاء الرد في مزارع شبعا قبل أعوام وما تلاه من كلام للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ، عن أن القيادة والمقاتلين والأسلحة والمقدرات ، المعنيين بجبهة القتال مع الاحتلال ، لم يتبدل شيئ ببرامجهم ولن يتبدل بتداعيات ما يجري في سورية ، وهكذا ففي إيران من هم معنيون بمتابعة فيروس كورونا ، لا علاقة لهم بالملف النووي ، ولا بملفات المواجهة في المنطقة ، فكل شيئ يسير كما هو مرسوم له ، والمقدرات والخطط المرصودة لهذه المواجهة لا تتأثر بما تشهده ملفات أخرى ، وأضاف المصدر ، قد يصح الحديث عن الإنشغال في معسكر أميركا و"إسرائيل" ، حيث دخلت المعركة الرئاسية الأميركية لحظة الذروة ، وصار كل شيئ مرهونا بها ، وحيث تخوض "إسرائيل" ماراتونا حكوميا لن يكون الخروج منه سهلا ، وهذا ما تقرأه قيادة محور المقاومة وما تقرأه روسيا ، وتدركان جيدا أنه فرصة جديرة بالإستثمار لفرض تغييرات نوعية في موازين القوى ، اشارت معركة سراقب لواحدة من نماذجها .
معركة سراقب التي قرأها الإسرائيليون ومنحوها بعضا من حقها بالإهتمام ، كمثال على إختلال كاسر في موازين القوى لصالح محور المقاومة في المنطقة ، بعد الخسارة الكبرى التي مني بها الجيش التركي ، وأجبر على تجرع مرارتها ، ستفرض حضورها على القمة التي ستجمع اليوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالرئيس التركي رجب أردوغان ، وعلى جدول الأعمال ما وصفه أردوغان بمسعى لوقف النار ، ووصفته مصادر روسية بوضع خطة زمنية جغرافية لإستكمال تطبيق إتفاقات سوتشي من النقاط التي حققها الجيش السوري في الميدان ، والمقصود حسم ملف جبهة النصرة بعد إفشال محاولات غربية تركية لتعويمها ودمجها بالعملية السياسية ، وسيواجه الرئيس التركي موقفا روسيا ساعيا لمنح الفرصة لحفظ ماء الوجه ، لكن ليس على حساب الإنجازات السورية المحققة ، ولا على حساب الإلتزامات التركية الفائتة ، حيث تتوقع المصادر الروسية والتركية مفاوضات شاقة للتوفيق بين هذه التناقضات القاسية على الرئيس أردوغان ، الذي يواجه وضعا داخليا لم يكن في حسابه ، بعدما إنفجر البرلمان التركي منقسما حول الحرب ، ويشهد الشارع يوميا تحركات إحتجاجيةللخروج من الحرب في سورية ، لاقاها الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد بالفصل بين المعارك التي يخوضها الجيش السوري دفاعا عن سيادته ، وفوق أرضه ، وليس في وجه الدولة التركية والشعب التركي ، وبين الحرب التي يخوضها اردوغان على سورية متحالفا مع الجماعات الإرهابية ، حيث تساءل الأسد عن سبب العداء بين سورية وتركيا ، بينما لم تقم سورية بأي عمل عدائي واحد بحق تركيا ، مشيرا إلى أن الخطوة الثانية بعد إدلب ستكون التوجه نحو شرق سورية ، في إشارة لمناطق سيطرة الجماعات الكردية والإنتشارالتركي على شريط سوري حدودي ، ومناطق التواجد الأميركي .
في لبنان تقترب اللحظة الفاصلة لإعلان موقف الدولة اللبنانية من الملف المالي المتشابك والمتداخل ، بين سندات اليوروبوند ، ومصير ودائع اللبنانيين وعلاقتهم بالقطاع المصرفي التي فقدت الثقة ، التي قامت عليها هذه العلاقة سابقا ، ومسؤولية المصرف المركزي عن تأمين حاجات لبنان من الغذاء والدواء والكهرباء ، وما يشوبها من أسئلة ، وقد إختار رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن يطلق مواقف حاسمة من هذه العناوين ، من الأربعاء النيابي ، وصفتها مصادر متابعة بالسقوف التي تمثل تعبيرا عن الإجماع الرئاسي ، الذي يشكل بري أحد اركانه المقررين والفاعلين ، وهو عندما يقول لا سداد بل هيكلة ، وعندما يقول أن ودائع اللبنانيين مقدسة ، وعندما يقول أن أمن لبنان الغذائي والدوائي خط أحمر ، وعندما يقول أن على المصارف التي باعت سندات اليوروبوند أن تعود فتشتريها ، يعرف الجميع أن هذا الكلام لم يقل تمنيا ولا هو تمهيد لتفاوض ، بل هو كلام قبل الربع الأخير من الساعة يرسم الخطوط الحمراء التي لارجعة عنها ، ولو إستعار البعض عناوين الحراك الشعبي ليقطع طريقا هنا أو هناك ، لم يعد خافيا انها رسائل سياسية تتصل بالمواقف التي يتمترس عندها البعض دفاعا عن مصالح مالية وسياسية لا مكان لها في الحساب الوطني ، ويكفيها ما تسببت به من خراب على لبنان واللبنانيين ، ولن تغير شيئا فيما كتب ، لأن ما كتب قد كتب ، ومن يريد أن يضع نفسه في موقع التعدي على ودائع اللبنانيين والدفاع عن حاملي السندات فليقل ذلك علنا .
2020-03-05 | عدد القراءات 16170