هزم أردوغان أمام الأسد ...وروسيا وإيران للإحتواء
كتب ناصر قنديل
- في البعد الميداني لا يمكن الفصل بين إنجازات الجيش السوري وإنتصاراته من جهة ودعم الحلفاء الصادق والموثوق والمستدام من جهة مقابلة ، خصوصا حجم البسالة والشجاعة والتضحية التي تظهرها تجربة حزب الله وفصائل المقاومة وأهمها في معركة سراقب التي كانت الضربة القاضية لطموحات وأطماع وعنجهية الرئيس التركي رجب أردوغان ، بالتوازي مع حجم العزيمة التي يظهرها الحليفين الروسي والإيراني بكل أشكال الدعم والمؤازرة المادية والمعنوية وصولا للإحاطة التفاوضية الصلبة لتظهير الإنتصارات العسكرية في السياسة
- المسألة في السياسة تقع في مكان آخر حيث لا مشروع جذري للمقاومة عنوانه المواجهة مع مشروع تركي ، وسقف مطلب المقاومة هو حماية مشروع الدولة السورية كقلعة للمقاومة ، ومنع أحلام التقسيم التي عبث عبرها الأميركيون بالعقول التركية والكردية للعبث بسورية وتغطية وجودهم وبالتوازي لا مشروع لدى روسيا وإيران بكسر تركيا بل إن جوهر مشروعهم وفقا للحسابات الدولية والإقليمية هو إحتواء تركيا وإعتماد سياسة المطرقة والسندان معها ، بتظهير إستحالة تحقيق أحلام وأطماع أدروغان وتدفيعه ثمن العناد على تحقيقها غاليا وبالمقابل فتح الباب لتراجعه عندما يستوعب الدرس للعودة إلى الصف ، لأن الرؤية الروسية الإيرانية للمدى الجيوإستراتيجي لغرب آسيا يشتغل منذ سنوات على إحتواء تركيا وإبعادها أكثر فأكثر عن المحور الأميركي وزرع الشكوك بينها وبينه على طرفي العلاقة .
- الجهة الوحيدة التي تخوض صراعا على جوهر المشروع مع تركيا هي الدولة السورية ، وهي الجهة الوحيدة التي يتوقف على تموضع الرئيس التركي على أرضية مشروعها ضمان إستقامة وإستقرار الأوضاع بين تركيا والمحور الروسي الإيراني ، وإذا كان ممكنا القول أن هزيمة مدوية لحقت بالرئيس التركي ، فإن ذلك قد حدث لحساب الدولة السورية ، وامام جيشها ، وخرج الرئيس السوري بشار الأسد منتصرا ، حيث يتحول دور الحلفاء إلى عنصر مساندة لا يبحث عن نصره الخاص وليس لديه مشروعه الخاص .
- لذلك بالمعنى السياسي والإستراتيجي هناك منتصر ومهزوم في حرب إدلب والمنتتصر هو الدولة السورية ومشروعها والمهزوم هو مشروع العثمانية الوهمي الذي يسعى إليه أردوغان وباقي الحلفاء هنا وهناك هم حلفاء .
- هزم أردوغان أمام الأسد في جولة حاسمة مؤجلة منذ عشر سنوات .
2020-03-10 | عدد القراءات 189860