اعدمت جبهة النصرة العسكري اللبناني علي البزال غير ابهة باي مسعى تفاوضي بين هذا الموفد او ذاك.
لا يبدو ان جبهة النصرة مرتبطة باي اجندة تسلم و تسليم بل من الواضح انها ماضية بالتسلح بتنفيذ احكامها ضد العسكريين .
سيعمد البعض الى اعتبار ان جبهة النصرة كانت ماضية بايجابية نحو التفاوض لاخراج المخطوفين الاسلاميين من سجن روميه او غيرهم ممن قد تطالب بهم لولا ان الجيش اللبناني توسع في مداهماته و القى القبض على مجموعة كبيرة من الارهابيين مؤخرا المتوزعين بين داعش و نصرة و فيهم عناصر كبار من بين المجموعتين وصولا الى ما زاد الامور تعقيدا و هو القاء القبض على زوجات الارهابيين و من بينهم زوجة احد امراء داعش ابو علي الشيشاني .
لو كان هذا صحيحا او اذا كان الامر يتعلق بانجاح المفاوضات لاخراج العسكريين مقابل الاسلاميين فهذا يعني ان على جبهة النصرة الاحتفاظ بالعسكريين اللبنانيين من اجل انجاح التفاوض و ليس الضغط و التصعيد و الحقيقة انه لولا مداهمات الجيش اللبناني لكانت اقدمت النصرة على اعدام اكثر من واحد كل بضعة اشهر فورا .
التفاوض بالنسبة لجبهة النصرة وصل الى طريق مسدود و الواضح ان من في هذه الجبهة لا يريدون من خلاله التوصل الى اخراج مخطوفيهم فالقضية و المقايضة و التفاوض بالنسبة اليهم في مكان اخر تماما فالمقايضة ليست هدف النصرة و لم تكن هدفا يوما واحدا لا في سوريا و لا في لبنان لان كل من تخطفهم الجبهة من عسكريين و غيرهم ليسوا سوى مكاسب اعلامية و سياسية اضافية .
القضية ابعد من هذا النطاق فتفاوض النصرة اليوم يندرج تحت سلسلة مطالب بينها الاعتراف بالنصرة من قبل الحكومة اللبنانية و تشريع وجودها و منحها شرعية الوجود و التحرك بين النازحين خصوصا في مخيماتهم و عدم معاملتها كمنظمة ارهابية و هذا ما طلب به النائب وليد جنبلاط و صرح به بطريقة مباشرة الوزير اشرف ريفي عندما وصفهم بالثوار و الاهم تامين حرية التنقل من و الى التنقل الى القاعدة الخلفية التي تمثلها عرسال تحت عين الجيش اللبناني و دون اي اعتراض منه لتكون هي المأوى و الماجأ خلال فصل الثلوج و بصورة اوضح الحصول على الامتيازات التي حازتها منظمة التحيري الفلسطينية في لبنان في السبعينات من القرن الماضي كممثل لثورة الشعب الفلسطيني و اعتبار النصرة ممثلا لثورة الشعب السوري وفقا للنائب وليد جنبلاط.
مقولة ان الوقت يداهم المسلحين اصبح معلوم سببها و من اجل الوقت اليوم بات العمل على رمي الذعر بصفوف الجنود اللبنانيين بين قتلهم و زرع العبوات بشراكة اسرائيلية علنية في الارشاد لمراقبة الجيش اللبناني هذا ما يؤكده تحليق الطائرات الاسرائيلية فوق رياق امام عين الجيش اللبناني .
بالمحصلة قتل الجنود ليس سوى للاسراع بالمفاوضات من اجل الحصول على امتيازات منطقة امنة في عرسال لجبهة النصرة تبقى على هذا الحال الى ما لا نهاية و ربما الى ان تنتهي الازمة السورية او بما معناه التفاوض الحقيقي اليوم الذي تضغط لاجله النصرة لا يعني العسكريين و حياتهم و لا الموقوفين لدى الدولة اللبنانية و حياتهم و كله يصب في غض النظر عن عرسال و الممرات لتمكينهم من التزود بما يريدون و ترتيب امورهم كافة .
و امام كل هذا الكرة اليوم في ملعب الدولة اللبنانية بانتظار ماذا ستفعل و كيف ستواجه التحدي .
2014-12-06 | عدد القراءات 2264