كتب ناصر قنديل
- لا تزال حاضرة في ذاكرة الذين خاضوا غمار مقاومة الاحتلال ، أو تابعوها بشغاف قلوبهم ووجدانهم ، وبتقديم الدعم للمقاومين ونشر ثقافتهم ومنطقهم والأمل بإنجازاتهم ، أن خمسة روافد شكلت عناصر النهوض لمشروع المقاومة العظيم والمقدس الذي ندين له اليوم بالتحرير وبتحقيق العزة والكرامة الوطنيين
- الرافد الأول قدمته عمليات نوعية نفذتها المجموعات التي إتخذت إسم المقاومة الإسلامية ، سبقت بسنوات الإعلان عن تأسيس حزب الله ، وإفتتحت به عمليات المواجهة النوعية مع جيش الاحتلال وشكل تفجير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور فاتحتها مع الشهيد أحمد قصير ، وتكاملت معها عمليات تفجير مقر المارينز لتتشكل صورة القدرة التي يختزنها المقاومون على جعل جيوش الاحتلال الأميركي والإسرائيلي تنزف كثيرا ولا تطيق تحمل كلفة البقاء ، وقد ساندتها مواجهات شعبية قادها من ذات الموقع الشيخ الشهيد راغب حرب .
- الرافد الثاني الإنتفاضات الشعبية المدعومة بعمليات مقاومة بطولية كانت حركة أمل عنوانها ، وخصوصا إنتفاضة بلدة معركة وصولا للقرى والبلدات السبع التي تتوسطها معركة ، والتي شهدت معارك الزيت المغلي وساندتها عمليات نوعية من برج الشمالي والشهيد حسن قصير تلميذ الشهيد محمد سعد ورفيق دربه الشهيد خليل جرادي اللذين شكلا عنوانا للإنتفاضة الشعبية والمقاومة ، التي توجت بإنتفاضة السادس من شباط 1984 التي قادها الرئيس نبيه بري ، والتي فتحت طريق المقاومة الواسع بإسقاط إتفاق السابع عشر من أيار ورحيل قوات المارينز .
- الرافد الثالث تشكل من مناخ ثقافي وفني وإعلامي كانت رموزه الأبرز ما قدمته جريدة السفير منذ حصار بيروت ، وكان لناشرها طلال سلمان دور محوري في هذه النهضة بقيت آثاره في ندوب تركتها على وجهه محاولة الإغتيال التي إستهدفته ، وكان النائبان زاهر الخطيب ونجاح واكيم بوقفتهما البطولية في مجلس النواب لإعلان رفض إتفاق السابع عشر من أيار يتصدران مكانة رموز المقاومة من موقعهما في البرلمان ، وكان في السياسة لمواقف الرؤساء سليمان فرنجية ورشيد كرامي وسليم الحص دور الضمير الوطني الحاضر في وجدان المقاومين وفي حضانة خيار المقاومة ، وجاءت المساهمات الفنية الجليلة لكل من السيدة العظيمة فيروز والفنانة الراقية جوليا بطرس ولكتابات الشاعر الراحل جوزف حرب ورسوم الفنان الكاريكاتوري ناجي العلي أدوار لا تنسى .
2020-04-09 | عدد القراءات 16307