الخروج التدريجي من الإغلاق : ثلث العاملين بالتناوب وأولوية الفحص والضبط لبعض المهن
دياب : توقيع مراسيم متباري مجلس الخدمة والتشكيلات القضائية ...ولن استدرج لسجال
الخطة مسودة للنقاش...ولن يمس 98% من المودعين ...و1200 مليار ليرة للإنعاش
كتب المحرر السياسي
كتب المحرر السياسي
ثلاثة عناوين تركزت عليها كلمة رئيس الحكومة الدكتور حسان دياب الموجهة للبنانيين مساء أمس ، الأول توصيف سياسي للهجمات التي تعرضت وتتعرض لها الحكومة ، بصفتها قنابل دخانية فاسدة محكومة بحسابات شخصية أو مذهبية أو مصرفية ، وإعلان واضح برفض الإستدراج للدخول في سجالات مع أصحاب هذه الهجمات ، والثاني شرح خلفية تعامله مع ما عرف بالخطة المالية وتوصيفها بمسودة نقاش ، مهمتها كشف المشكلات وحجم وعمق الأزمة الموروثة من السياسات المالية والهندسات المالية ، وصولا لفتح الباب لمناقشة الحلول ، التي ورد منها في الخطة عناوين مالية ، تستحق النقاش ، ويبقى الجانب الاقتصادي ، والأولوية ستكون دائما لملاحقة المال المنهوب وإستعادته ، مطمئنا أن حسابات 98% من المودعين لن تمس ، أما العنوان الثالث فكان حول إلتزامات وقرارات إتخذها وسيتخذها رئيس الحكومة ، لترجمة الأقوال إلى أفعال ، وعبرها أراد التأكيد على إنتمائه لمدرسة بناء الدولة ، مقدما مثالا بتوقيعه مراسيم التشكيلات القضائية ومراسيم تعيين الفائزين في مباريات مجلس الخدمة المدنية ، كما أراد أن يمنح اللبنانيين الأمل بما ستفعله الدولة معلنا عن تخصيص موازنة من 1200 مليار ليرة اموجهة نتائج المواجهة مع كورونا ، وخصوصا أحوال المياومين والصناعات الصغيرة ودعم الزراعة ، بالإضافة لفتح الباب لمناقشة كيفية التأقلم مع مواجهة كورونا دون المغامرة باشروط الصحية والإجراءات الوقائية .
في العنوان الأول ، يشكل كلام الرئيس دياب جوابا سجاليا قاسيا على خصومه وقد جاء تقييمه لخلفياتهم مختلفا عن تجاهله السابق ، ما يعني أن السجال فتح عمليا ، وينتظر أن تشهد عطلة الأعياد والأيام التي ستليها مزيدا من الهجمات السياسية على الحكومة ورئيسها على الأقل من الذين إتهمهم بحسابات شخصية ومذهبية ومصرفية ، وستكون عدة هؤلاء هي التشكيك بقيمة ما أعلنه من قرارات وإجراءات ، خصوصا في العنوانين الثاني والثالث .
ففي العنوان الثاني سيقال رئيس الحكومة ، ماذا عن موقف رئيس الجمهورية ، وهل سيوقع المراسيم أم ستنام في بعبدا وتوقع إستنسابا ، فيوقع منها ما تناسب نتائجه حسابات دوائر القصر كمراسيم كتاب العدل ، ويترك سواها للإنتظار كمراسيم حراس الأحراج وما يماثلها الذي لاقى إعتراض رئيس الجمهورية بداعي عدم التوزان الطائفي وصولا لتوجيه رسالة إلى مجلس النواب طلبا لتفسير المادة 95 ، وكاد يتوقف توقيع قانون الموازنة بسبب حفظه لحقوق هؤلاء ، ووفقا لمصادر متابعة سيكون كلام الرئيس دياب محدود الأثر ما لم يواكبه توقيع رئيس الجمهورية وساء للتشكيلات القضائية أو لمراسيم متباري مجلس الخدمة ، وإذا وقع رئيس الجمهورية سيظهر أن المشكلة كانت في ما وصفه الرئيس دياب بالحسابات الطائفية للآخرين الذين إضطر رئيس الجمهورية لمعاملتهم بالمثل ، وعندما وجد في رئاسة الحكومة من يترفع عن هذه الحسابات جاراه بالمثل ، أما إذا لم يوقع رئيس الجمهورية فستفقد كلمات رئيس الحكومة الكثير من بريقها وتظهر كنوعمن تقاسم أدوار ، يمنح رئيس الحكومة صورة رجل الدولة ، لكنه يطعن فيها بقبوله التعايش مع تجميد المراسيم في القصر الجمهوري ، وبقاء توقيعه صوريا .
في ملف الحسابات التي لن يمس بها ، سيكون هناك الكثير من الكلام والإعتراضات ، فال2% التي أشار إليها دياب ستكشف عمليا أصحاب الملايين ، وهي تضم المنتمين لفئة من تفوق قيمة ودائهم نصف مليون دولار ومجموعهم قرابة خسمين ألف حساب قيمتها كمجموع 73 مليار دولار ، يجب أن تخضع للتدقيق وفقا لمصادر حكومية ، ليظهر من بينها المستفيدون من الفوائد المرتفعة والهندسات المالية وموارد الهدر والفساد ، ويتم تحرير الباقي ، ولذلك قال دياب أنه يؤكد عدم المساس ب98% لكنه لم يقل أن الباقي سيمس ، كما تقول المصادر الحكومية ، التي تعتبر أن هذا هو جوهر المعركة التي تخاض بوجه رئيس الحكومة .
أما عن العنوان الثالث المتعلق بخطة الإنعاش الاقتصادي والمالي ، فسيكون موضوع سد بسري في الواجهة ، خصوصا بعد إعلان البنك الدولي عن إستعداده لتحويل كل القروض المخصصة للبنى التحتية مع الدولة اللبنانية ومنها مشروع سد بسري ، إلى المساهمة في سماعدة العائلات الشد فقرا وتنمية المشاريع الصغيرة والتصدي لنتائج المواجهة مع كورونا ، وسيكون رئيس الحكومة مطالبا بالمبادرة لقبول عرض البنك الدولي ، ويوضع موقفه تحت المجهر .
خطة النهوض من محنة كورونا بالتدريج ، والتي خصص لها جزء من موازنة ال1200 مليار ليرة ، قالت مصادر متابعة أن الإنتقال من الإغلاق إلى الدورة الاقتصادية سيتم بالتدريج ، وأن الخطوات الأولى التي تدرس تقوم على عودة العمل للمرافق الحكومية والخاصة بثلث الموظفين بالتناوب ، مع تطبيق صارم لشروط الوقاية بالتباعد والكمامات والقفازات ، وأضافت أن تطبيق الفحص المخبري للخلو من الفيروس يرد بالأولوية لتبطبيقه على المهن الأكثر إحتكاكا بالغير ، كالباعة المتجولين وموظفي المحال التجارية الإستهلاكية ، والعاملين في المطاعم وأستاذة المدارس ،وسائقي وسائل النقل العمومية ، وقالت مصادر متابعة أن الجاليات الإعترابية تدعو لإستبدال خطة عودة المغتربين بفتح المطار أمام الطائرات الوافدة شرط إصطحاب كل مسافر فحصا يثبت خلوه من الفيروس قبل يومين من السفر ، بما يوفر الأكلاف المرتفعة لتذاكر الطيران ويترك للجاليات تنظيم امورها بطريقة تكافلية لتحمل مسؤولية عودة الراغبين ضمن شروط صحية افضل من اللجوء للفحوصات في بيروت بعدما صار الفحص متوفرا في كل العالم .
وفقا للمصادر المتابعة يتوقف نجاح رئيس الحكومة بعد كلامه امس على درجة الدعم الذي سيلقاه من رئيس الجمهورية ، فإن تحقق هذا الدعم وأشار إلى كلام دياب منسق مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون سيصاب بنك أهداف الخصوم بالفشل ، وستظهر الدولة وقد تحررت من اثقال المحاصصة قادرة على الإنطلاق بقوة ، خصوصا أن تجربة التعيينات لم تعطي صورة مطمئنة عن قدرة الحكومة على تخطي عقلية المحاصصة ، رغم موقف دياب بسحب بند التعيينات عن جدول الأعمال ، حيث سيكون مضطرا لإعادتها بمعايير بعيدة عن المحاصصة كي يربح الجولة كاملة .
2020-04-17 | عدد القراءات 3209