النفط يباغت كورونا ويخطف الأضواء:لأول مرة في التاريخ البائع يدفع للمشتري ...ولا مبيع
إرتباك إسرائيلي في قراءة رسالة "السياج"...والقومي ل"حملة رفع العقوبات عن سورية"
جلسة تشريعية اليوم ...نصاب متوقع وسجال سياسي مرتقب ...و"الفساد" نجم الجلسة
كتب المحرر السياسي
في توقيت مفاجئ ، فيما العالم يتجه للترقب في متابعة فيروس كورونا مع بدء إستقرار مؤشرات النمو في البلدان التقليدية الستة الأولى ، أميركا وأسبانيا وإيطاليا وفرنسا ولبريطانيا وألمانيا ، وبالتوازي مراقبة صعود دول جديدة إلى لائحة تسارع نمو الفيروس تتقدمها تركيا ب90 ألف إصابة بعدما تجاوزت الصين وإيران ، وتليها روسيا القلقة من المؤشرات التصاعدية ، وكل من البرازيل والهند بأرقام لا تزال مقبولة ، بينما القلق الذي تحدثت عنه منظمة الصحة العالمية يدور حول فرضية تفشي الفيروس في أفريقيا التي لا تزال خارج دائرة الإنتشار المقلق ، في هذا التوقيت سرق الضوء الإنهيار الدراماتيكي لأسعار النفط الأميركي الخام الآجل لشهر أيار المقبل ، حيث بلغ سعر مبيع البرميل سلبا سعره الإيجابي قبل أيام ، أي أن البائعين عرضوا ثلاثين دولارا على من يشتري البرميل ويقوم بتخزينه ، والسعر يعادل نفقات التخزين لشهر ، وبينما ربط الخبراء هذا الإنهيار بإمتلاء خزانات النفط الحكومية والخاصة ، بسبب كميات الإنتاج المبالغ بها طول الفصل الأول من العام ، والتي تسببت بتراجع كبير في الأسعار اليومية ، توقع الكثير من الخبراء عدم تغير الوضع فيما يخص مبيعات شهر حزيران التي تبدأ اليوم ، للأسباب نفسها ، بل وصل البعض إلى الحديث عن إنهيار لا يشبهه إنهيار العام 1929 والكساد الكبير ، فشركات إنتاج النفط الأميركية لا تستطيع التوقف عن الإنتاج بسبب الأكلاف الباهظة لإستئنافه لاحقا ، لأن المطلوب لوقف الإنتاج إقفال الابار ومنع تسرب النفط منها ، وتسببه بالتلوث ، والبيع السلبي للخارج سيؤدي إلى كارثة إقتصادية ، أي البدء بالبيع المجاني فقط لقاء أجور النقل والتخزين ، بينما توقع خبراء آخرون أن ينعكس هذا الوضع سريعا بتراجع الإنتاج بأرقام كبيرة في دول أوبك وروسيا تداركا لإنتقال آثار الكارثة ، والإكتفاء بإنتاج محدود يحفظ إستمرارية عمل المنصات ، ويتفادى البيع بخسائر ، بحيث قالت بعض التوقعات أن إنتاج النفط اليومي سينخفض من 100 مليون برميل يوميا إلى أقل من النصف بدلا من تخفيض 10 ملايين يوميا كما كان قرار أوبك وشركائها في الإنتاج وفي طليعتهم روسيا ، والإنهيار سيطال وفق المحللين شركات النفط والغاز الصخري ، كما سيطال شركات النفط التي لن يكون إعلان الإفلاسات في بعضها مستبعدا مع إنهيارات بدأت تطال أسعار أسهمها في البورصة .
الحدث الكبير المفاجئ صعد إلى مرتبة الحدث الأول ، وسيبقى عنوان التطورات العالمية بالتوازي مع تطورات فيروس كورونا ، حيث لا يفصل الخبراء بين الحدثين ، وبعضهم يتحدث عن الاقتصاد السياسي لكورونا .
محاولات المكابرة والإنكار ، التي مثلتها سياسات الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمقتضيات زمن كورونا ، هي من يتحمل برأي الكثير من المحللين مسؤولية الإنهيار القادم ، في ظل محاولة معاندة لقوانين الطبيعة بالحفاظ على الإنتاج بوتيرة عادية كأن لا شيئ يحدث ، ومثله حاول "الإسرائيليون" الإنكار والمكابرة ، فتخيلوا أن غارتهم الحدودية يمكن أن تشكل إعلانا عن قدرتهم على تخطي زمن كورونا في الحفاظ على جهوزية حربية ، توصل رسائل موجعة للمقاومة ، فجاءهم المشهد المرعب في السياج الإلكتروني ، كما وصفته القنوات العبرية ليقول أن من قص السياج كان قادرا على العبور لو أراد ، وأن زمن الجدران إنتهى كوسيلة حماية ، وأن التعب في إكتشاف الأنفاق للبحث عن الأمان بلا قيمة ، لأن العبور القادم قادم فوق الأرض لا تحتها ، ووفقا لمعلق الشؤون العسكرية في القناة 13 ألون بن دافيد، فإن "حزب الله أثبت قدرة عملياتية مثيرة للإعجاب، سواء بالوصول إلى الحدود في نقاط مخفيّة، لا تراها مراكز المراقبة التابعة لنا، وفقط في حالة واحدة لاحظت نقطة المراقبة الشخص الذي يقصّ السياج، وفي باقي الحالات لم يروهم يقتربون أصلاً" ، ورأى بن دافيد أن طريقة قصّ السياج، وهو قطع بين عامودين، يعني أن رسالتهم هي: "إذا استطعت الوصول إلى هنا فقد كان يمكنني أن أكون في مستوطنة يفتاح، في المطلة وفي أفيفيم، لكني اخترت ألا أكون هناك. وهذا يعني، أنتم الجيش الإسرائيلي توجهون لي رسالة، تهاجمون لي سيارة تتحرك على طريق دمشق بيروت، اذاً استلموا هذه الإشارة في المقابل، وأنه على كل عملية تنفذونها سيحصل رد من قبلي".
لبنانيا تنعقد أول جلسة تشريعية لمجلس النواب اليوم منذ بدء أزمة كورونا ، بعدما تم تأمين شروط البتاعد اللازمة في قصر الأونيسكو ، ووفقا للمعلومات التي تحدثت عنها مصادر متابعة لن تكون مشكلة تأمين نصاب للجلسة ، التي سيحضرها نواب من كل الكتل النيابية تقريبا ، وسينال كلام النواب الإفتتاحي نصيبه من الجلسة ، متوقعة سجالات سياسية بين كتل الموالاة والمعارضة ، ستطال كل شيئ لكن نجم الجلسة سيكون ملف الفساد ، وإتهامات المعارضة التي يتصدرها ثلاثي تيار المستقبل والحزب التقدمي الإشتراكي والقوات اللبنانية ، للعهد والحكومة بمحاولة السيطرة على الدولة من بوابة ما يسمى إسترداد الأموال المنهوبة ، كما قال النائب السابق وليد جنبلاط رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي ، مضيفا إليها " الأموال الموهوبة والمورثة " ، بينما بدا من كلمة رئيس التيار الوطني الحر وتكتل لبنان القوي الوزير السابق جبران باسيل بعد اجتماع أمس للتكتل ، حيث خصص نصيبا منها للحديث عن إعادة الأموال المنهوبة والمهربة ، مشيرا إلى تهريب قرابة 10 مليارات دولار عبر المصارف منذ إنتفاضة 17 تشرين الأول فقط ، منتقدا تقديم قانون العفو على قوانين مكافحة الفساد .
الحزب السوري القومي الاجتماعي شارك سورية في إحتفالها بعيد الجلاء ، وتوقف أمام إستمرار العقوبات الظالمة والإجرامية التي تستهدفها داعيا لحملة تستهدف الدعوة لرفع هذه العقوبات عنها وفضح السياسات الأميركية الإرهابية ، التي لا تقيم حسابا لأي معايير إنسانية حتى في زمن الوباء الذي يجتاح العالم ، ويفترض أن يكون فوق السياسة ومصدرا لتضامن دولي في مواجهته .
2020-04-21 | عدد القراءات 13360