قدمت سورية بصمودها وإنتصاراتها ، ومواقف حلفائها الثابتة نموذجا نادرا لما تستطيعه الدولة الوطنية ، وتخطت دون أن تنتظر دعما من الذين يقعون في دائرة إستهداف الذين تخوض الحرب معهم بالنيابة عنهم ، خصوصا بين العرب ، وأخصهم مصر ، وبقيت مصر تحفظ ود وحرارة العلاقة مع سورية ، وهي تترقب اللحظة المناسبة لتظهير هذه العلاقة بمواقف ، كانت تحول دونها حسابات مصرية لتحالفات طرفها الأول في الرياض وطرفها الثاني في واشنطن .
جاءت التطورات التي لحقت بالعلاقة الإماراتيه بسورية والتي توجها إتصال ولي العهد الشيخ محمد بن زايد بالرئيس بشار الأسد مؤشرا على زوال الكثير من العقبات التي تنتظر مصر زوالها ، دون أن يعني ذلك إيعازا أميركيا أو سعوديا ، لا نعتقد أن الإمارات تلقت مثله أو أن مصر تنتظره ، بمقدار ما بدا أن حجم التحفظات وطريقتها يتغيران على إيقاع ما يجري سورية أولا وفي العالم ثانيا ، وما صارت عليه أولويات الدول بما فيها السعودية وأميركا ثالثا ، بصورة فتحت الطريق لتظهير ما كان منتظرا تظهيره .
الموقف المصري الذي عبر عنه وزير الخارجية المصرية سامح شكري حول العلاقة بسورية خلال إتصاله بالمبعوث الأممي الخاص بسورية والإعلان عن نص واضح عن " عودة سورية إلى دورها في الساحتين الإقليمية والدولية " يحمل الكثير من الأبعاد والمعاني التي تتخطى التعبير عن موقف مصر وحدها ، بقدر ما يشير إلى ما لدى مصر من معطيات تتيح تحقيق الهدف المعلن عنه .
نصر جديد لسورية ، بيد مصرية ، وسورية تكن لمصر الكثير وتتوقع منها الكثير أيضا .