واشنطن نحو الإنكفاء...وربط النزاعات مع روسيا والصين وإيران...وعودة إلى أميركا أولا /
ملفات الصرافين والفيول تتفاعل ...وفضل الله : 31 مليار $ أمام القضاء في ملفاتالفساد /
الإنقسام الحريري عنوان الفوضى السياسية ...شمالا در...جنبلاط مع سعد وجعجع مع بهاء
كتب المحرر السياسي
كتب المحرر السياسي
لم يعد المشهد العراقي يتيما في التأشير على حجم التحول في السياسات الأميركية تحت تأثير جائحة كورونا ، لرسم إستدارات يراد لها أن تتم بصمت أو في ظل صخب إعلامي يوحي بالعكس عبر التصريحات العنترية للرئيس دونالد ترامب ، فما نشرته جريدة وول ستريت جورنال تباعا خلال أسبوع عن خطط وزارة الدفاع الأميركية لسحب القوات من سيناء والخليج ، وسحب بطاريات صواريخ الباتريوت من السعودية تحت شعار أن إيران لم تعد تهديدا راهنا ، والإستعداد للخروج من سورية تحت شعار تبرير البقاء الروسي بإعتباره أمرا تقليديا ، تأتي في سياق واحد مع الاتفاق الذي وقعته إدارة ترامب مع حركة طالبان ، بينما الملفت كان إعلان الرئيس ترامب عن عزمه فتح التفاوض مع روسيا والصين لخفض سلاح عالمي شامل ، بينما في الداخل الأميركي مقالات وتحليلات يشترك فيها كبار كتاب أعمدة الصحف الأميركية عن الحاجة لرد الإعتبار لشعار أميركا أولا الذي إنتخب ترامب على أساسه رئيسا ، وسرعان ما قام بخيانة الشعار تحت إغراءات التدخلات العسكرية ، وتسعير المواجهات ، فيما كشفت جائحة كورونا هزال البنى التحتية الأميركية ، وستخلف أضرارا على الاقتصاد وقطاعاته ، ما لا يمكن الجمع بين مواجهته ، والبقاء فيحال التورط في حروب الإستنزاف عبر العالم .
الإنكفاء الأميركي عن التورط في المزيد من النزاعات ، لا يعني تحول واشنطن إلى فاعل خير ، بل إلى توقف واشنطن عن ممارسة الضغوط لمنع خطط حماية الإستقرار في بلد كلبنان ، كما تأمل حكومة الرئيس حسان دياب ، وتنتظر أن يظهر ذلك في مشارواتها مع صندوق النقد الدولي والشروط التي سترسو عندها سفينة التفاوض ، وفي إنتظار نتائج مشوار التفاوض الطويل ، تزداد الضغوط اليومية لتطورات السياسة والإقتصاد في لبنان ، وكان أبرزها أمس ما حملته التطورات في ملفات الفساد من وقائع على جبهتي الملاحقات القضائية للتلاعب بسعر الصرف وما يتصل بتوقيف نقيب الصيارفة وعدد من الصرافين من جهة ، وفضائح صفقات الفيول المغشوش المتمادية منذ سنوات ، وعمليات التوقيف التي طالت متهمين من رتبة مدير عام ، وما يجري تداولة عن ما تحمله الملاحقات من مفاجآت ، بينما كان الكلام الذي أدلى به النائب حسن فضل الله حول كشف حساب سنتين من ملاحقة حزب الله لملفات الفساد ، جولة في ملفات الأنترنت غير الشرعي والهاتف الخليوي ، ومزاريب الهدر والفساد فيهما ، وملفات المحاسبة المالية ومصير قيود الهبات الضائعة ، وملف الأملاك البحرية ، واضعا القيمة الإجمالية للملفات المفتوحة أمام القضاء والتي كان لملاحقة حزب الله دور رئيسي في تحريكها ب31 مليار دولار ، وتوجه فضل الله للقضاء لملاقاة تطلعات اللبنانيين بالشجاعة اللازمة لمواجهة الفساد ، مؤكدا أن حزب الله سيكون داعما لكل ملاحقة قانونية تطال كل متورط سواء كان خصما أم حليفا .
على المستوى السياسي سرق الأضواء البيان الصادر عن بهاء الحريري شقيق الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري الذي تضمن ما يكفي للإستنتاج بأنه البيان رقم واحد الذي كان منتظرا منذ حملة الريتز التي إحتجز ضمنها شقيقه سعد بأوامر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ، بالتزامن مع دعوات في بيروت لمبايعة بهاء كوريث لوالده الرئيس رفيق الحريري ، والبيان الذي كان أبرز ما فيه الحديث عن معادلة مقايضة الصمت عن السلاح بالصمت عن الفساد ، تقاطع مع ما سبق وقاله الفريق المعترض على التسوية الرئاسية التي أبرمها الرئيس الحريري عام 2016 مع التيار الوطني الحر وإنتهت بوصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية ، وتبناه لاحقا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع خلال مرحلة إحتجاز الحريري ، وبقي هذا الموقف حائلا دون عودة العلاقات الإيجابية بين الحريري وجعجع ، وفيما توقعت مصادر متابعة أن تكون ساحة التنافس في البيت الحريري شمالا ، من خلال متابعة ما ورد في بيان بهاء الحريري حول دعم الناشط نبيل الحلبي القيادي الشمالي السابق في تيار المستقبل والذي سبق وقام بتوقيفه وزير الداخلية السابق نهاد المشنوق ، وبالمقابل تقصد الرئيس سعد الحريري إطلاق ردود صادرة عن قيادات نواب المستقبل الشماليين للتنديد بشقيقه بهاء ، وإتهامه بالتنكر لدم والده ، وفي طليعتهم النائب السابق مصطفى علوش والنائبين سامي فتفت ووليد البعريني ، وفيما دعت المصادر لرؤية ما إذا كان مستجد حضور بهاء الحريري سيفرض تموضعا جديدا للرئيس سعد الحريري ، منعا لمد بهاء جسور مع حلفائه وخصومه ، قالت المصادر أن النائب السابق وليد جنبلاط يقف مع الرئيس سعد الحريري بينما يراهن رئيس حزب القوات على تحالف بهاء الحريري والوزير السابق أشرف ريفي شمالا .
2020-05-09 | عدد القراءات 15958