واشنطن المنشغلة بشارعها المتفجر لا تنسى موعد تطبيق عقوبات جديدة على سورية اليوم / مراوحة سياسية وإقتصادية ...وتجاذبات في التعيينات ...وحول الآلية الجديدة / مجموعات الحراك تحاول تعويض ضعفها الشعبي بتكث

واشنطن المنشغلة بشارعها المتفجر لا تنسى موعد تطبيق عقوبات جديدة على سورية اليوم /

مراوحة سياسية وإقتصادية ...وتجاذبات في التعيينات ...وحول الآلية الجديدة /

مجموعات الحراك تحاول تعويض ضعفها الشعبي بتكثيف التحرك وتصعيد الشعارات /

كتب المحرر السياسي

كتب المحرر السياسي

يدخل اليوم قانون العقوبات الأميركية الجديد "قيصر" ، الذي يستهدف سورية ، حيز التنفيذ ، في ظل تلويح أميركي بإحتمال أن يطال تطبيقه بعض اللبنانيين ، وترقب صيني روسي لحدود التمادي الأميركي في إستهداف الشركات العاملة في سورية ، وعلقت على القانون مصادر متابعة بالقول ، بكل وقاحة تضع واشنطن لعقوباتها عنوان حماية المدنيين ، بالرغم من تصدر صور الجرائم التي ترتكبها الشرطة الأميركية بحق مدنيين عزل في شوارع الولايات الأميركية ، التي تشهد حركة إحتجاجية واسعة آخذة في التعاظم يوميا ، مع تهديدات علنية يطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بمزيد من الوحشية في التعامل مع المدنيين الغاضبين بسبب عنصرية الرئيس والشرطة ، في ظل أوضاع إقتصادية وإجتماعية ترفع منسوب الغضب وتوسع دوائر المشاركين فيه .

في اللعب السياسي يبدو الإنسجام قائما بين كلام كل من معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد شنكر والسفيرة الأميركية دوروثي شيا ، من جهة ، وبين التظاهرة الهزيلة التي حملت شعار تطبيق القرار 1559 ونزع سلاح المقاومة ، كرسائل تستثمر مناخ العقوبات لتوسيع هامش الحركة السياسية ضد المقاومة ، من جهة مقابلة ، بينما يتسثمر آخرون موعد التجديد لليونيفيل لإستغلال إثارة قضية التهريب على الحدود كمدخل لطرح حركة المقاومة وسلاحها عبر الحدود من زاوية ، ومن زاوية ثانية السعي لتوفير غطاء إعلامي لدعوات أميركية لتوسيع صلاحيات اليونيفيل جنوبا ، من خلال إثارة بعض الأحداث المفتعلة بين وحدات اليونيفيل والأهالي في عدد من بلدات وقرى الجنوب .

على المستوى الداخلي ، تستمر المراوحة سياسيا وإقتصاديا ، في ظل تجاذبات باردة دخلت على خط العلاقات بين مكونات الحكومة ، منذ إعادة فتح ملف الكهرباء من بوابة معمل سلعاتا ، والمناخات التي تسربت عن هذه الأجواء للأوساط الدولية المعنية بمفاوضات صندوق النقد الدولي مع وفد الحكومة ومصرف لبنان ، مثلها مثل المعنيين بمؤتمر سيدر ، حيث تساؤلات ترتسم حول مقدرة الحكومة على الإقلاع بخطة الكهرباء دون ألغام ، تحول دون تطبيقها ، وتجهض مناخا إيجابيا تشكل حول الخطة الحكومية رغم أن قضية الأرقام المتناقضة بين وزارة المال ومصرف لبنان تكفلت وحدها بإستهلاك نصف هذا الرصيد ، وسيكون تعثر الكهرباء كافيا لتبديد ما تبقى ، ويشكل إمتحان التعيينات الإدارية ،وخصوصا في الكهرباء الإمتحان الذي ينتظره الداخل والخارج لمعرفة قدرة الحكومة على السير بخطتها ، بينما تبدو أزمة التعيينات التي تم ترحيلها من جلسة الأسبوع الماضي إلى الخميس المقبل تراوح مكانها وقد أضيفت إليها أزمة تعيين قائد جديد للشرطة القضائية ، مع تصريحات قيادات درزية تقدمها النائب طلال إرسلان والوزير رمزي مشرفية تحذر من عدم السير بمعيار الأقدمية في التعيين ، بينما قانون آلية التعيينات الذي أقره المجلس النيابي ، معلق بإنتظار الطعن أمام المجلس الدستوري مع ظهور تساؤلات عن أسباب حصر المؤهلات اللازمة للتعيين بالكفاءة دون شرط النزاهة ، الذي يستوجب التحقق من أوضاع المرشحين للمراكز العامة خصوصا من كان منهم في الوظيفة ، لجهة مداخيلهم وممتلكاتهم ، وخلو سجلهم من أي شائنة تتصل بالفساد ، ما يستدعي إضافة تتصل بهذا الشأن غابت عن القانون .

في الشارع أظهرت الأيام القليلة الماضية عودة مجموعات الحراك المنظمة ، لمحاولة إستعادة وهجها ، بتعويض غياب المشاركة الشعبية بتكثيف التحركات ، ورفع سقف الشعارات وتصعيدها ، وقالت مصادر أمنية أن المعلومات تتحدث عن توسيع نطاق التحرك في أكثر من منطقة والتوجه نحو أكثر من مقر ومؤسسة حكومية ، وأن عشرات المجموعات الصغيرة المكونة من عشرات الناشطين تقيم فيما بينها تنسيقا للقيام بتحركات مفاجئة غير معلن عنها ، بالتوجه نحو المقرات الرئاسية والحكومية ، ونحو مؤسسات ذات رمزية خاصة كمصرف لبنان وشركات الاتصالات و إعتبرت المصادر أن التعامل مع هذا الوضع لا يشكل أزمة للقوى الأمنية ولا للحركة الاقتصادية ، التي تستعيد نشاطها بالتدريج ، ما لم تدخل على الخط أعمال الشغب والتخريب أو أعمال مثل قطع الطرقات على حركة الناس والبضائع .

2020-06-01 | عدد القراءات 15061