مجلس الإعلام في تونس كتب ناصر قنديل

كتب ناصر قنديل

  • في خطوة شجاعة تعبر عن المكانة المستقلة والفاعلة لمجلس الإشراف على الإعلام المرئي والسموع في تونس والمسمى بالهيئة العليا للإتصال السمعي البصري وجهت الهيئة إتهاما بخرق القانون لرئيس المجلس النيابي وزعيم حزب النهضة الذي يشكل أكبر حزب تونسي وهو المهيمن على الحياة السياسية منذ عشر سنوات ويمثل الفرع التونسي لتنظيم الأخوان المسلمين .
  • إتهام الهيئة لرئيس البرلمان راشد الغنوشي بتشجيع الفساد السياسي عبر إطلالته على قناة تحت المساءلة القانونية بتهم الفساد يملكها رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي والمرشح الرئاسي السابق بإعتبار إطلالته تشريعا واقعيا لقناة غير قانونية
  • تونس تمثل نموذجا سياسيا نادرا في العالم العربي بقدرتها على الجمع بين مستويات عالية من الحريات السياسية وقدرة مميزة على ممارسة الديمقراطية وتأتي أهمية موقف الهيئة العليا للإعلام كونها تخطت تحميل المؤسسة مسؤولية خرق القانون بتوجيه الإتهام إلى أحد كبار مسؤولي الدولة
  • لم تخضع الهيئة العليا التونسية لإبتزاز الإتهام بتضييق الحريات ولا لمساومة السلطة ولا تنازلت عن إستقلاليتها بالرغم من أن القرارات النهائية في الإتهامات التي وجهتها تعود للقضاء الذي يخوض بدوره معركة إثبات إستقلاليته وممارسة صلاحياته لتثبيت دولة القانون بصفتها الدولة التي لا تعرف الحصانات ولا تعترف بالإستثناءات .
  • هذا هو الطريق الذي يحتاجه  لبنان ولا يزال يدور حول نفسه بحثا عنه أو هروبا منه

2020-06-11 | عدد القراءات 16133