كان يوم أول أمس مناسبة لتعبير شعبي غاضب عن الإنهيار الكبير في سعر صرف الدولار ، وشكل خروج شباب الضاحية الجنوبية والخندق الغميق على دراجاتهم النارية بغزارة وكثافة الصورة الرئيسية في مشهد العاصمة ، مانحا الفرصة لتوصيف ما يجري بعودة الروح ليوم 17 تشرين .
خلال دقائق وساعات بدأت تتوالى التعليقات الغريبة العجيبة من رموز تصدرت مشهد سرقة إحتجاجات 17 تشرين وإدعاء أبوتها ، مستنكرين المطالبات العفوية بإقالة حكام مصرف لبنان ، ومنددين ب"مؤامرة" يقف وراءها حزب الله لإطاحة سلامة تمهيدا لوضع اليد على القطاع المصرفي ، وخلال الليل كانت كل القنوات الممولة خليجيا تعزف سيمفونية المؤامرة وتخترع لها السيناريوات .
في السياق ظهرت تعليقات تتناول الطابع الشعبي لحضور جمهور الضاحية والخندق الغميق ، بالتنمر على لباسهم ، وصل ببعضهم حد التحدث عن الثورة كانت كلاس بدون هذه المشاركة ، وهو امر يثير السخرية من هذا الجمع المتناقض بين مفردتي "ثورة " و "كلاس" ، فالثورات يصنعها الشعب وليست الطبقات الارستقراطية والبرجوازية المترفة .
إنجلى الليل عن صباح حكومي سحبت خلاله دعوات إقالة حاكم المصرف من التداول السياسي ، وظهر حزب الله في مقدمة الداعين للتريث والتركيز على إجراءات عملية للجم فلتان الأسواق ، وسقطت نظرية المؤامرة المفبركة ليظهر أن مشهد الليل كان غضبا شعبيا لا سياسة وراءه ، وحكما لا مؤامرة .
جماعة ال"ثورة الكلاس" لا يعتبرونها "ثورة كلاس" إلا إذا رفع الشعب شعار نزع سلاح المقاومة ، ولأن لا ثورة كلاس على طلبهم ، لن يروا يوم يرفع فيه هذا الشعار إلا في مناماتهم .