قانون قيصر : مقايضة القمح بالفدرالية كتب ناصر قنديل

كتب ناصر قنديل      

  • شيئا فشيئا تتكتشف حقيقة خلفيات وحسابات الاحتلال الأميركي في سورية من خلال الحملة المضخمة لمفاعيل قانون قيصر للعقوبات ، وهو لايضيف جديدا بالنسبة للدولة السورية الممنوعة بموجب قرارات عدوانية أميركية وأوروبية من تصدير نفطها ومن فتح الإعتمادات عبر مصارفها التجارية ومصرفها المركزي لزوم عمليات الإستيراد ، وكل ما يأتي بعد ذلك يصير عقوبات على أفراد  ومؤسسات لاتغير إلا القليل بالقياس لحجم الأذى اللاحق بالإقتصاد من العقوبات الأصلية .
  • العقوبات الجديدة الموجهة لمخاطبة أصدقاء سورية بلغة الضغط والتهديد ، تبدو غير موجهة إلى إيران التي ترزح تحت عقوبات أشد أصلا ، بمقدار ما هي موجهة نحو روسيا لدورها المحوري في العملية السياسية التي تأتي مفاعيلها بعدما حققت الإنتصارات العسكرية للجيش السوري أرضية فرضت الكثير من التحولات الميدانية الحاسمة نحو توفير أرضية البحث بإنهاء ما بقي من الوجود المسلح للميليشيات المدعومة من الإحتلالين التركي والأميركي دون الحاجة لخوض حروب جديدة عبر السير بالتلسيم الطوعي للجغرافيا السورية التي تحتلها هذه الميليشيات ، للتولى الدولة السورية بجيشها ضمان وحدة الأراضي السورية ، وتفتح الباب للمشاركة السياسية أمام جميع المكونات .
  • يربط الأميركيون بوضوح في نصوص قانون قيصر ، العقوبات بما يسمون آفاق العملية السياسية والإقتناع بفرص نجاحها ، بينما يضعون بالتوازي وبوضوح أيضا سعيهم للحصول على ميزات للميليشيات الكردية التي يدعمونها ، على نوع من أنواع الفدرالية ، وقد جاءت أولى إشارات تطبيق العقوبات الأميركية من ميليشا قسد بمصادرة محصول القمح في المناطق الشرقية التي تسيطر عليها بدعم الاحتلال الأميركي ، تحت شعار العقوبات .
  • سورية أجابت سلفا أنها ستواجه العقوبات ولن ترضخ ، وأن مخزونها من القمح يضمن الأمن الغذائي للسوريين ، وأن لا مساومة على وحدة سورية ، بينما يسوق عملاء واشنطن في لبنان لمفاعيل قانون قيصر بمعادلة شبيهة ، مقايضة الدولار بالفدرالية .

2020-06-15 | عدد القراءات 1536429