
خطورة لعبة الوقت مع صندوق النقد
كتب ناصر قنديل
خطورة لعبة الوقت مع صندوق النقد
كتب ناصر قنديل
- وجه السيد حسن نصرالله في خلال عرضه للوضع الاقتصادي والمالي ، تحذيرا واضحا من خطورة وقوع الحكومة بالشلل عن القيام بأي مبادرات لعلاج الأزمات المتفاقمة إنتظار نتائج المفاوضات مع صندوق النقد الدولي .
- الحديث عن أن لا خيار لدى لبنان إلا صندوق النقد الدولي هدفه إحداث هذا الشلل ، فيمضي الوقت لشهور وربما أكثر ، وينزف لبنان ، ويستنزف ما لديه من إحتياطات ، ويصير جاهزا لقبول أي شروط تفرض عليه مهما كانت قاسية بإعتبار أنه مهدد بالسقوط ولا خيارات امامه ، ويضطر لقبول ما يعرض لمساعدته مهما كان هزيلا بإعتبار أنه يحتاج لأي شيئ يساعده على مواصلة الحياة بالحد الأدنى .
- ما عرضه السيد نصرالله مضمونه ، حسنا فاوضوا صندوق النقد ، لم ولن نعترض ، لكن سيروا بما يقنعكم أنه مصلحة لبنانية ، فهو يطيل أمد الصمود ، ويحسن وضعكم التفاوضي لأنه يمنع بلوغ الحضيض الذي ينتظره المفاوض الدولي ومن ورائه دائما الأميركي ، لإملاء الشروط وتقديم الفتات ، والمصلحة اللبنانية هي عدم الوقوع في لعبة الإنتظار .
- فليأخذ صندوق النقد ما يشاء من الوقت ، وفي هذا الوقت تعالوا نناقش بجدية العروض الصينية لتمويل مشاريع هامة وحيوية ، وتعالوا نقيم التبادلات العينية بالسلع مع من يرضى بذلك وهم كثر وفي طليعتهم جارتنا الأقرب سورية ، وتاعلوا نسأل من يبدي الإتسعداد لبيعنا المشتقات النفطية بعملتنا الوطنية ، أو بصيغ أخرى لا تحتاج الدلاورات مقابلها ، وفاتورة إستيراد المشتقات هي أهم سبب للطلب على الدولار ، وحذفها من سوق الطلب على الدولار سيخفض سعره حكما ويحسن وضع الليرة ، ويطيل أمد الصمود ويعزز مصادر القوة ، ويفتح الباب لنهوض الاقتصاد .
- من لا يأخذ بهذه التوجهات ، متآمر مع ترك لبنان ينزف ويستنزف موارده ، حتى يخضع للشروط المذلة والمهينة ، ويقبل بالفتات على حساب السيادة ، تحت شعار ما باليد حيلة ، وكل الأسباب تقول أن باليد الف حيلة وحيلة .
- خطوة إضافية يمكن أن تبلور المقترحات التي قدمها السيد نصرالله ، هي قرار حكومي ومصرفي بتسعير ثنائي مباشر يومي لليرة اللبنانية مع عملات الدول التي تستعد للتعاون الاقتصادي دون المرور بالدولار ، يشكل أساس التبادل التجاري معها .
2020-06-17 | عدد القراءات 145611