في مبادرة أطلقها مطلع العام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا لقمة تضم رؤساء الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ، تعقد في شهر حزيران لمناقشة الأوضاع العالمية المتصلة بمواجهة موحدة لوباء كورونا ، والأزمات الناشئة في الاقتصاد العالمي ، والنزاعات الإقليمية .
كان واضحا أن مصير القمة سيتحدد في ضوء درجة التجاوب الأميركي مع الدعوة ، وهو تجاوب بدا ضعيفا في البدايات ، لأن القمة إعلان ضمني يالعجز الأميركي عن قيادة العالم في وجه هذه التحديات ، وتسليم بعالم متعدد الأقطاب قائمة على التشاركية ، وراهنت أميركا على الخروج منفردة من أزماتها في مواجهة كورونا والركود الاقتصادي والحروب المفتوحة ، لتفاوض عندها من موقع القوة كقائد للعالم يحمل نموذج التفوق والنجاح ومستعد لمساعدة الاخرين على تخطي أزماتهم .
خلال الشهور التي ضت سلمت واشنطن بعجزها عن الفوز منفردة في المعركة بوجه كورونا ، والخروج منفردة من عنق الزجاجة الإقتصادي ، وتحقيق تقدم جدي في ملفات النزاعات التي تشكل طرفا رئيسيا فيها ، ورغم كل العنتريات إضطر الرئيس الأميركي لتخفيض سقف التخاطب مع الرئيسين الروسي والصيني سواء في قضية كورونا او في أسعار النفط والركود الاقتصادي .
راهن الرئيس الأميركي على التهويل بعقوبات جديدة على روسيا من خلال البوابة السورية وقانون قيصر لإشناء توازن مع الرئيس بوتين يتيح الحصول على تعاون أقرب للشروط الأميركية فجاء الرد الروسي بوضع العقوبات الأميركية بندا على جدول اعمال القمة التي دعا إليها بوتين .
كلام الرئيس بوتين أمس عن القمة العالمية يوحي بحسم أمر عقدها ، كما يوحي بتسليم أميركي بسقوط مشاريع الحلو المنفردة ، والحاجة لفتح الباب لتفاوض يقبل الندية التي يشترطها بوتين ، الذي أمر بتحدي العقوبات الأميركية على من يتعاون مع الدولة السورية .
الوقت الفاصل عن الانتخابات الأميركية يضيق ، ووضع ترامب سيئ ، والأمل بتغييرات نوعية بالسياسات القائمة وفق التقديرات الأميركية يحتاج سنوات لا شهورا ، فهل يقدم ترامب على تغيير قواعد اللعبة بقبول القيادة