الأميركيون يريدون التفاوض كتب ناصر قنديل

- لم يخف الأميركيون أهدافهم من التصعيد بالعقوبات على سورية ، فهم ولمرتين

متلاحقتين يوضحون بصورة لا لبس فيها ، أن ثمة أمرين غير مطروحين على جدول

الأعمال الأميركي ، من باب التسليم بالوقائع الجديدة ، الأول هو مستقبل الرئاسة

السورية التي كانت هدفا مباشرا للحرب التي قادتها واشنطن على سورية ، والثاني هو

مستقبل الوجود الروسي وطبيعة الدور الذي يؤديه بدعم الدولة السورية .

- تحدث الأميركيون عن أن هدفهم هو تغيير السلوك الروسي والسوري ، وحددوا

العنوان ، وهو مستقبل الدور الإيراني ومعه دور قوى المقاومة في سورية ، معلنين أن

العقوبات الجديدة هي إطار للتفاوض حول مستقبل أمن الحدود الجنوبية لسورية دون

مواربة .

- لو كان الأميركيون قد قرروا البقاء في سورية والمنطقة ، لما كان ثمة حاجة لهذا

التفاوض حول مستقبل الأمن جنوب سورية ، وبالتالي رغم كل الضجيج الذي يثار

حول إنتقال أميركي إلى الهجوم ، يبدو الأميركي واضحا أنه يعرض صيغة للتفاوض

عنوانها ، مقايضة إنسحابه بإنسحاب إيران وقوى المقاومة ، ويستخدم العقوبات كمنصة

لهذا التفاوض مع روسيا كمستهدف رئيسي بالعقوبات ، وعبرها مع سورية .

- الموقفان الروسي والسوري متمسكان بعدم قبول العراض التفاوضي ، لأنه يخفي سعيا

لتمرير ضم الجولان الذي إعترفت به إدارة الرئيس دونالد ترامب بعدما توالت

حكومات كيان الاحتلال على التمسك به ، لأن القضية هي مستقبل الجولان الذي

يفرض إحتلاله وضمه معادلة توازن يمثلها وجود قوى المقاومة وإيران ، والمعادلة

التي يجب أن يفهمها الأميركي أن ما يعادل مطالبته بالإنسحابات ليس وجوده فقط بل

إنسحاب جيش الاحتلال من الجولان ، بالنسبة لسورية ، والتراجع عن قرارات الضم

بالنسبة لروسيا ، والتفاوض الروسي الأميركي يدور هنا ، بينما بعض المنافقين

التابعين الأذلاء للأميركي يهولون ويتوعدون بمفاعيل قانون قيصر .

- بعض المساعي الأوروبية تتحدث عن فرضية حل وسط عنوانها إعادة النظر بقوة

الفصل الأممية في الجولان مع تجديد مهمتها .

- في كل الأحوال والفرضيات تبدو سورية والمقاومة وروسيا في وضع التفوق

الإستراتيجي ، وتصبح العقوبات موضوعا جديا للبحث عند إستهداف شركات روسية

كبرى إنطلاقا من تعاونها مع سورية ، فهل تجرؤ واشنطن ؟

2020-06-23 | عدد القراءات 14900