ليل الرياض الطويل حتى مطلع الفجر كان يمنيا ، حيث سيطرت الطائرات اليمنية المسيرة على الأجواء طيلة الليل ، وإخترقت الصواريخ البالستية عتمة هذا الليل ، ودوت الإنفجارات في كل المواقع الحيوية العسكرية والأمنية في العاصمة السعودية ، رغم كل الكلام عن إسقاط طائرات وصواريخ ، وجاء إعتراف السفارة الأميركية بدعوة رعاياها للحذرمن المغادرة إن لم يكن هناك ما يستدعي لابقاء الضروري ، تعبيرا عن حجم الهلع الذي فرضته العملية اليمنية ، كما عبر إفراغ القصور الملكية من ساكنيها علامة موازية .
المعادلة التي تحكم الحرب اليوم ، هي قدرة السعودية والإمارات على قتل المزيد من المدنيين وتخريب المزيد من المنشآت دون تحقيق أي تغيير في الخريطة العسكرية ، وبالمقابل يتقدم أنصار الله والجيش اليمني في جبهات مأرب والجوف ويسيطرون على أمن الرياض ومياه خليج عمان .
عبثية الحرب وفقدانها مبرر الإستمرار لا تحتاج أدلة أكثر ، والعنجهية السعودية في ممانعة ربط وقف النار بفك الحصار لن تفعل شيئا سوى تعريض المزيد من المهابة والأمن السعوديين للسقوط ، بعدما ثبت أن الدفاعات السعودية والأميركية عاجزة عن منع الطائرات المسيرة والصواريخ البالستية الآتية من اليمن من بلوغ أهدافها في الداخل السعودي
أمن السعودية صار يمنيا فهل يستحق من الممسك بالقرار السعودي الإفراج عن مطار صنعاء وميناء الحديدة ليتنفس اليمنيون ؟