خطر الفوضى أم خطر الحرب ؟ كتب ناصر قنديل

  • في ظل إنسداد فرص التوصل لتفاهمات في منتصف الطريق بين المشروع الأميركي التفاوضي تحت سيف العقوبات ، ومشروع محور المقاومة الإستقلالي المشفوع بالتلويح بفرضية الحرب الكبرى ، يتسابق خيار الفوضى وخيار الحرب ، ويشكل لبنان ساحة للسباق ، فطريق الحرب المفتوح في سورية يلاقي طريقا مغلقا لخطر الفوضى ، وطريق الفوضى المفتوح في العراق يلاقي ضعفا في إحتمالات خيار الحرب ، بينما يتلاقى الخياران في لبنان ويتسابقان .
  • لا يحتاج المرء إلى دليل ليستنتج أنه إذا كان الإنسداد يفتح طريق الخيارين ، فإن ربط الأميركي للتفاوض بشروط لبنانية وسورية ترتبط بأمن كيان الاحتلال ، سواء بترسيم حدود الغاز عند مصالح الكيان أو بربط أمن جنوب سورية بطلب إنسحاب قوى المقاومة منه بقرار ضم الجولان ، يجعل خيار الحرب هو الأقرب ليكون خيار قوى المقاومة ، وخيار الفوضى ليكون الخيار الأميركي .
  • ضغط الأزمات المالية يخرج الشارع الغاضب ، والسيولة الشعبية بيئة مناسبة للفوضى ، وتراجع القدرة الشرائية لليرة اللبنانية سيصيب الجهزة الأمنية بالضعف ، وغياب مرجعية سياسية ممسكة بمنطقة الشمال قياسا بسائر المناطق ، سيعني ظهور الفراغات الأمنية فيه تباعا ، والأميركي الذي يمارس العناد تمسكا بمصالح كيان الاحتلال ، يفتح الباب بقرار أو بدون قرار لما تحدث عنه وزير الداخلية بصيغة المعلومات والتي يعتقد أن مصدرها فرنسي ، لمشروع تركي بإرسال الجماعات المسلحة في إدلب ومنها تنظيم داعش بمراكب صيد بحرية نحو الشمال اللبناني .
  • قوى المقاومة التي تستعد للحرب تربطها بخطوات حمقاء يرتكبها كيان الاحتلال خصوصا بإعلان ضم أجزاء أساسية من الضفة الغربية ، ستكون إنتفاضة شعبية فلسطينية تؤازرها قوى المقاومة في فلسطين بخطوات نوعية في الميدان ، ربما تكون هي شرارة إشعال الحرب ، وفي حال الإستدراك الأميركي للخطر ، سيكون خطر الفوضى اقرب ، وتكون أوروبا الخاسر الأكبر ، ليس لجهة تهديد أمنها من ساحل لبنان الشمالي فقط ، بل من موجات عشرات آلاف النازحين التي ستتوجه نحو السواحل الأوروبية .

2020-06-27 | عدد القراءات 3455