قنديل في ستون دقيقة: المجموعات الإرهابية في محيط دمشق بدأت بالانهيار وطلب النجدة من حلفائها

قال ناصر قنديل رئيس تحرير جريدة البناء في برنامج ستون دقيقة كع ناصر قنديل عن اعدام الشهيد "علي البزال "...

 

متسائلاً لماذا قامت "النصرة" بالإعدام ؟.. وهل هو جزء من العملية التفاوضية ، ام عقاب للجيش على توقيف "سجى الدليمي و زوجة ابوعلي الشيشاني" ؟ مؤكداً ان الذي جرى إشاعته هو أكثر من ذلك ، فوزير الداخلية وصل إلى قول أن الجيش  سرب التوقيف على أنه عملية استعراضية لذلك تم إعدام الشهيد "علي البزال" ،وبدء الحديث عن المسؤولية ، ...

مضيفاً أن التسريب بالوقائع الأكيدة أن عملية التوقيف تمت بناء على اعترافات " سليم ميقاتي " عن الدور الذي تلعبه "سجى الدليمي " في الربط المالي بين " ابو بكر البغدادي " وجماعات "النصرة و داعش " في لبنان ،وبالتالي فالعملية امنية صرفة وليس لها صلة بالانتقام من الزوجات لتحسين الأوراق  التفاوضية كما جرى الترويج ، فالتسريب  قام به الشيخ " سالم الرافعي " ومن خلاله تم النشر بوسائل إعلام تحركها مجموعات تدور بفلك " القاعدة "...

فالمنطق يقول أن "النصرة " إذا كانت تريد الإفراج عن المرأتين فإن الطريق الأمثل هو عدم الإعدام ،خصوصاً بعد توقف الوساطة القطرية ، وتوسط "هيئة علماء المسلمين" التي كانت الجناح السياسي لجبهة النصرة طوال فترة الاشتباك التي كانت تتم في عرسال ، والتي مبادرتها تنص على الإفراج عن المرأتين مقابل وقف عمليات القتل ، وهذا يعني التوظيف السياسي لعملية الإعدام تقوم بها هيئة علماء المسلمين من خلال تقديم معادلة تقول : كي تقوم عملية إيقاف القتل فإنه يتم الإفراج عن المرأتين المتورطتين لحساب التنظيمات الإرهابية ،..

مشيراً إلى أن وضع "داعش والنصرة " في عرسال لا يقول أن الوقت معهم ،وأن التفكير بالتفاوض للتبادل لوقت طويل ليس في صالحهم ، فكل يوم يمر يصبح موسم "الثلوج" أقرب ، لذلك امتداد عملية التفاوض تصبح صعبة بحسب العامل الزمني ، فذهاب "النصرة "للتصعيد مع الاستعانة بالقدرات الإسرائيلية كما في كمين "رأس  بعلبك" لظنها أنها لن تخسر الوقت ، وأن ما تقوم به سيؤدي الى الأنهيار في صفوف الجيش اللبناني وعلى مستوى القرار السياسي والعسكري لا يعد رابحاً، لأن الشروط التي يدور حولها التفاوض لا تناسب النصرة كنهاية لعملية الاختطاف ،منوهاً إلى أن الثمن الذي تطلبه النصرة أعلى من ذلك ، وهو ماصرح به "جنبلاط " من دعم معنوي للنصرة ، وأن لاتعامل في لبنان كمنظمة إرهابية ، مؤكداً أن هذا فوق طاقة الحكومة والجيش حتى لو كان هناك في الحكومة من يرتضي ذلك مثل "اشرف ريفي " الذي يصف النصرة "بالثوار" رغم كل القتل الذي جرى بحق الجيش ، فالنصرة تعتقد بأن لديها اختراق في القرار السياسي  حين التصعيد، ليخرج من يحمَل الجيش المسؤولية ، وأن الحديث عن الحسم هو ما أوصلنا إلى هنا ، ..

لافتاً إلى أن هذا الخطاب تراهن عليه "النصرة " أن يوصل إلى مرحلة تُقبل   فيها الطلبات السياسية الكبرى التي تضعها هي كمشروع لها ،...

جازماً ان كل تبادل لا يضمن مقابل العسكريين حل ما لقضية الحصار في الثلوج يعتبر كاذباً،وطالما أن التفاوض على الضفة اللبنانية ليس جاهزاً للمناقشة والتداول في هذا العنوان غير متاحاً ، ستبقى النصرة ذاهبة للتصعيد وستبقى مراهناتها على بقاء الوضع في عرسال كما هو عليه من حرية التنقل وعدم المساس بها ، وهي ماتريد تكريسه ....

مضيفاً بالقول للمراهنين وهيئة علماء المسلمين أنهم يكذبون على الناس وأهالي العسكريين وعلى أنفسهم ، فالنصرة تقبل تبادلاً عندما تضمن خروجاً امناً لمقاتليها وهناك مخرجين أولهم : تكريس  بقاء الوضع في عرسال كما هو من عدم المساس ،والثاني الوصول بالمساعدة القطرية إلى ميناء طرابلس والذهاب إلى تركيا ...

معتبراً أن صمود لبنان وعدم الرضوخ لبيع السيادة والكرامة وقبول المزلة وتشريع هيئة الإرهاب على القرار السياسي اللبناني ،نسيكون اقتراب للحظة طلب النجدة والقبول بالشروط من النصرة ...

وهنا أهمية ماطرحه اللواء "عباس ابراهيم " من تنفيذ الأحكام القانونية الصادرة بحق الموقوفين الإرهابيين ،والمدعومة من السلطة السياسية في لبنان بتفويض اللواء " عباس ابراهيم" باستعمال هذه الورقة ، لافتاً إلى أن الحكومة اللبنانية ماتزال مترددة في هذا الخيار ، منوهاً إلى أن من يفتح النار على اللواء عباس والجيش وعلى رفض وضع ورقة المحكومين يقف في موقف مبهم ، مطالباً الدولة بحسم عرسال أمنياً ، والتنسيق مابين الجيشين السوري واللبناني بطلب من الحكومتين من اجل وضع خطة للقلمون وحزب الله يكون شريك بالعملية، وان هذا الحل سيوصلنا إلى مرحلة إن جماعة النصرة عندما تداهمها الثلوج وأن الخناق يضيق حولها ، وان لاأمل لها في انتزاع المبادرة ، فأنها سوف تفاوض على الخروج عبر البحر إلى تركيا ..........

أما في القسم الثاني : بعنوان "الغارات الإسرائيلية على محيط دمشق "...

مشيراً إلى خروج الكثير من التحليلات الغير رسمية عبر بعض المواقع الإلكترونية بما فيها بعض الصحف الكبرى ، التي بدأت تتحدث بصلة الأمر عن استهداف لمراكز للأسلحة النوعية كان يريد الجيش السوري تسليمها لحزب  ، مضيفاً إلى أن هذه الغارات لها أسباب أكبر من الذي ذكرته تلك المواقع والصحف ، ....
فالرواية الإسرائيلية  عن وجود سلاح أجاب عليها سيد المقاومة بقوله : " أن إسرائيل كانت تراهن بأن المقاومة بسبب ماتقوم به في سورية قد فقدت الكثير من قدرتها وجهوزيتها وأستعداداتها وبالتالي لم تعد بذات الإمكانية التي كانت عليها بقدرة الحرب والردع أقول لهم : أن المقاومة اليوم أكثر قدرة وجهوزية وعزيمة وإرادة لكنها قد طورت إمكاناتها كماً ونوعاً إضعاف مضاعفة عن الذي كان قبل الأزمة في سورية "  وصدق الإسرائيليون وصادقوا عليه ، والرواية الثانية هي أن المخاطر المترتبة على هذه الغارات تؤدي للأنزلاق إلى حرب ،قد لا تستحق ضرب كمية من السلاح بديله ماقال عنه سماحة السيد من زيادة الكم والنوع ، وهذه ذريعة ضعيفة لتصديق الروايتين ...

فالأسباب المنطقية للتوقيت هي التجاذب " الأمريكي ـ التركي " وخطورة إقامة منطقة عازلة على الحدود السورية باعتراف الجنرال " مارتن ديمبسي" أمام مجلس الخارجية والدفاع في الكونغرس الأمريكي ، وفرضية الشريط الأمن التي كان الجواب السوري عليها هو : عدم شرعية الضربات الجوية العسكرية ورفع الغطاء عنها ، وعدم الجدوى منها بحسب قول الرئيس "الأسد " لصحيفة "باري ماتش " الفرنسية ، فان البديل لإرضاء تركيا تقوية " جبهة النصرة " في الجنوب السوري بدعم من إسرائيل لتسويق نفسها عند الأمريكيين ولبقاء التوتر حاضراً على الحدود الجنوبية السورية ، لحرمان سورية من إعلان النصر .....

مؤكداً أن المجموعات الإرهابية في محيط دمشق بدأت بالانهيار وطلب النجدة من حلفائها ، وهذا ماجعل التوقيت مهماً كرسالة وبداية ، مشيراً  إلى أهمية دلالة الموقع  الجغرافي المستهدف الذي يشكل أقرب نقطة للحدود اللبنانية السورية وهي الوصل بين عرسال شمالاً ومزارع شبعا جنوباً ، فهذا استهداف عملاني وليس كرسالة فقط ...

أما التفسير الثالث فهو تصدير الأزمات الداخلية للحكومة الإسرائيلية إلى الخارج وتحويلها إلى حرب استنزاف مع سورية لإلغاء ألانتخابات ..

جازماً أن الرد سيكون مزدوجاً بالإسراع بالحسم والإسراع بالرد وهو اختصاص أهل الاختصاص ، لافتاً إلى اكتمال الطوق في حلب لجهة الحسم مشيراً إلى أن قرار الرد قد اتخذ ........

أما القسم الثالث وهو بعنوان  " المفاوضات الإيرانية ـ الأمريكية "

تحدث قنديل عن أن التفاهم قد أُنجز في "فيينا" ،وأن كلام الرئيس "روحاني" بالأمس ذو أهمية كبيرة لجهة انتزاع إيران الثقة والمصداقية من خصومها قد تم ، وهذا يعني أن العلاقات الإيرانية الغربية قد تخطت مرحلة متقدمة لتبدأ بإنتاج المعادلات السياسية ، وأن العلاقة الإيرانية التركية التي تشكل سقف التفاهمات والتجاذبات تعيش المزيد من شحن الطاقة الإيجابية نحو بلوغ الإعلان الرسمي عن الوصول إلى الاتفاق ..........

في القسم الرابع بعنوان " أوكرانيا إلى أين ؟ "

مشيراً إلى أن 9/كانون الأول هو موعد وقف إطلاق النار الذي أعلنه الرئيس الأوكراني بعد طول انتظار من اتفاقات " مينسك" والتي ضمت حكومة " كييف " مع مجموعات شرق أوكرانيا بمباركة من روسيا والأتحاد الأوروبي والتي لم تنفذ فيها حكومة "كييف" وهماً ورهاناً على الحسم العسكري ، بعد العجز الغربي والأمريكي على محاصرة روسيا ، وذهاب الرئيس الروسي إلى التصعيد في مقابل العقوبات المفروضة بإعلان العفو عن المخالفات المالية والتهرب الضريبي بغية العودة إلى الاستثمار في روسيا من قبل " رؤساء الأموال " المهاجرة والتي تعتبر" ثورة " مالية تدق أبواب الغرب

مختتماً بالقول  أن المؤشرات  في أوكرانيا تتجه نحو المزيد من التهدئة ، وأن العالم كله محكوم بصعود عناصر قوة جديدة مثل روسيا وإيران وصمود سورية وقوة المقاومة في لبنان وظاهرة الحوثيون في اليمن ، وأن هذه المتغيرات تدق باب العالم ولم يعد ممكناً تجاهلها ، منوهاً إلى أن هذا العالم الذي عرفناه والذي حَكم بمعادلات  لم يعد لها أن تستمر ،قد سقطت في الحروب والضغوط وسقطت في محاولات الإسقاط الإعلامي والمخابراتي في لعبة الربيع العربي فلا تأخذنا لحظات يبدو فيها العدو في حالة مبادرة، في حين الموازيين تنقلب .

 

تحرير: فاديا علي مطر

 

 

 

   

2014-12-09 | عدد القراءات 3847