"انتحارات الجوع الكافر " تصدم اللبنانيين ...وتطلق موجة غضب ...والدولار ب6500/
رئيس الحكومة يحظى بدعم الحلفاء ...ولن ينفع التهويل لإدخاله بيت الطاعة السعودي /
عجلة التوجه نحو الصين والعراق وقريبا سورية ...دارت ولن تتوقف ...وأول الغيث نفط /
كتب المحرر السياسي
كتب المحرر السياسي
هزت وجدان اللبنانيين المشاهد الصادمة للإنتحارات التي طالت شبابا عجزوا عن تأمين لقمة العيش لأسرهم ، وأخرجهم الجوع الكافر من تمسكهم بالحياة ، وكان المشهد الأشد تاثيرا للشاب الذي حمل سجله العدلي مذيلا بعبارة ، أن مش كافر بس الجوع كافر ، وأطلق النار على نفسه وسط شارع الحمراء في بيروت ، وعمت الشارع موجة غضب إثر الحادثة ترجمت بمطالبات بتسريع المعالجات وملاحقة الفاسدين ، وتأمين المزيد من الدعم للعائلات الكثر فقرا ، في مواجهة أزمة لم يعرف اللبنانيون مثلها حتى في ظل الحرب .
مقابل هذا الخبر الصادم تلقى اللبنانيون خبرا صادما من نوع آخر ، إيجابي هذه المرة ، فقد هبط سعر صرف الدولار إلى 6500 ليرة في نهاية تعاملات السوق السوداء مساء أمس ، أي بإنخفاض 3300 ليرة عن سعر أول أمس ، وهي نسبة قياسية في يوم واحد ، تعادل 30% ، وذلك دون جميل ومنة إجراءات طال إنتظارها من مصرف لبنان ، ولم تتخذ ، فعوضها قدوم اللبنانيين من المغتربات محملين بدلاوراتهم ، التي تكفلت بتصويب مسار السوق بعد إنفلات ، وصلت التوقعات بسقوفه لبلوغ الدولار سعر ال25 ألف ليرة ، بينما توقعت مصادر مالية ان يواصل الدولار الإنخفاض حتى سعر ال4000 ليرة ، وربما أقل ما لم يقم مصرف لبنان والمصارف بشراء الكميات التي ستتدفق هذا الصيف ، الذي سيشهد إبتعاد اللبنانيين عن إعتماد المصارف والصرافين وشركات التحويل المالية لإرسال دولاراتهم بعد تيقنهم من حجم التلاعب فيها جميعا ، وفقدان ثقتهم بالنظام المالي والمصرفي ، فقرروا حملها نقدا والمجيئ بها إلى الوطن ، وهذه المرة لن ينفقوا أموالهم على مشاريع البناء والإستثمار في سندات الخزينة ، بل سيقدمون مساهامتهم للأقارب من المحتاجين من جهة ، ولمشاريع صناعية وزراعية منتجة وتوفر فرص العمل وتغطي حاجات أساسية في الأسواق ، وفقا لما قالته مصادر في جهات وهيئات إغترابية ، تحدثت عن شراكات ستظهر قريبا يقف وراءها المغتربون بحثا عن إستثمارات مجدية تشكل إسهاما في مواجهة الأزمة ، لكن وفق خط أحمر عريض عنوانه ، لا عمل من خلال النظام المصرفي قبل إسترداد الودائع .
على الصعيد السياسي ، إنجلت غيمة الحديث عن تغيير حكومي ، لتظهر مجرد زوبعة في فنجان تجمعت خيوطها من شائعات وتمنيات ، لا أساس لها ولو كفكرة في مداولات القوى الساسية الممثلة في الحكومة ، وقد أكدت مصادر في حركة أمل والتيار الوطني الحر وحزب الله ل"البناء" أن الحكومة باقية ولا بحث ببديل لها ، بل بسبل لتفعيل دورها ورفع مستوى أدائها ، والثقة برئيسها عالية ، والتمسك به قائم ، والعلاقات لا تشوبها شائبة ، لا بين مكونات الحكومة ولا في علاقتها منفردة ومجتمعة برئيس الحكومة .
الأهم في السياسة هو النقلة النوعية التي قادها رئيس الحكومة ، ولاقاه فيها الحلفاء ، وعنوانها أن زمن الإنتظار قد إنتهى ، فالرئيس حسان دياب وفقا لمصادر حكومية متابعة منح الأولوية في العلاقات الخارجية للعلاقة بالسعودية ، ولم يترك سانحة للتعبير عن ذلك إلا وقام بتوظيفها ، وربط كل زياراته للخارج بتلقي إستجابة سعودية لنواياه الصادقة ، وفي العلاقات الدولية فعل الشيئ نفسه مع الأميركيين ، وهو لم يقم بكليهما من موقع التابع ولا من موقع عقائدي أو سياسي بل بحسابات وطني’ ، لكنه لم يلق إلا الصد ومحاولات الإخضاع ، وهو لن تنفع معه محاولات التهويل لإدخاله إلى بيت الطاعة السعودي أو الأميركي ، وقد تحاولت سفارتيهما إلى غرف عمليات لتنظيم الحملات على الحكومة ورئيسها ، وصارت اللقاء العلينة والسرية لها وظيفة واحدة هي الطعن برئيس الحكومة ، ولذلك فقد بدأت مرحلة جديدة عنوانها الإقلاع بخطوات خارجية مؤجلة تلبي الحاجات اللبنانية دون مراعاة محاذير الرضا والغضب هنا وهناك ، فالمعيار هو مصلحة لبنان وليرضى من يرضى وليغضب من يغضب ، وقالت المصادر أن الخطوات التي ترجمتها لقاءات السراي الحكومي مع وفود صينية وعراقية ، ستتواصل وتتزخم وتتوسع ، والتوجه نحو سورية ليس بعيدا ، فالعجلة قد دارت ولن تتوقف ، وأول الغيث نفط عراقي يشكل موضوع تفاوض على نار حامية ، مقابل منتجات زراعية لبنانية وتعاون طبي طلبه العراق في مواجهة كورونا ، استفادة من الخبرة اللبنانية التي أظهرت نجاحا يعتد به ، بينما يعاني العراق من تفشي الوباء وضعف فعالية الإجراءات الحكومية في مواجهته .
2020-07-04 | عدد القراءات 17201