أشكنازي وبني غانتس ينعيان ضمّ الضفة وصفقة القرن… ‏وأبي نادر رئيساً للدومينيكان /‏ عودة التلاعب بسوق الصرف وحرب ‏الشائعات انتقلت من الحكومة إلى الوزراء ‏‏/‏ نصرالله يطلّ اليوم: السفيرة الأميركيّة ‏والح

أشكنازي وبني غانتس ينعيان ضمّ الضفة وصفقة القرن… ‏وأبي نادر رئيساً للدومينيكان /‏ عودة التلاعب بسوق الصرف وحرب ‏الشائعات انتقلت من الحكومة إلى الوزراء ‏‏/‏ نصرالله يطلّ اليوم: السفيرة الأميركيّة ‏والحملة على حزب الله ومصير الحكومة ‏والغاز /‏

كتب المحرّر السياسيّ

فيما انشغل اللبنانيون بنبأ فوز إبن بسكتنا لويس أبي نادر برئاسة جمهورية الدومينيكان، يتبادلون التعليقات حول الكفاءات اللبنانية في بلاد الاغتراب وقدرتها على تسجيل النجاح، حيث الأبواب غير مقفلة بقوة الوراثة والطائفية أمام الكفاءات كما هو الحال في لبنان، كانت تداعيات تراجع حظوظ قرار ضمّ الضفة الغربية تتزايد، مع إعلان وزير خارجية حكومة الاحتلال غابي أشكنازي من ألمانيا، أن ضمّ الضفة ليس على جدول أعمال الحكومة، بينما أعلن رئيس تحالف أزرق أبيض الشريك في التحالف الحكومي مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، أنه لا يعتقد أن هناك فرصة لتطبيق بنود صفقة القرن إلا دفعة واحدة، ضمن سلة تفاهمات تؤدي لقيام دولة فلسطينيّة.

التطورات الإقليمية وفي طليعتها مستقبل صفقة القرن وضم الضفة الغربية ستكون حاضرة في كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته مساء اليوم، كما ستحضر قضية الاستثمار لحقول الغاز والنفط المتاخمة للمياه الإقليمية اللبنانية التي أطلقتها وزارة الطاقة في حكومة الاحتلال، ومن المنتظر أن يتوقف السيد نصرالله بالتفصيل أمام الحملة التي تستهدف حزب الله وتحاول تقديمه كمسؤول عن الأزمة الاقتصادية، والتي بلغت ذروتها مع تصريحات السفيرة الأميركيّة، وما نتج عنها مع قرار القاضي محمد مازح وتقييم أداء المؤسسات اللبنانية القضائية والحكومية تجاه التدخلات الأميركية في الشؤون الداخلية، وقالت مصادر مقرّبة من حزب الله إن السيد نصرالله سيتولى تظهير دعم حزب الله لحكومة الرئيس حسان دياب وتمسكه ببقائها، وعدم وجود أساس للشائعات التي تتحدث بين حين وآخر عن وجود بحث بتغيير الحكومة، وتشير إلى فرضية تفاهم حزب الله والرئيس السابق سعد الحريري على عودته إلى رئاسة الحكومة.

حرب الشائعات التي كانت قد استهدفت الأسبوع الماضي مصير الحكومة تحولت هذا الأسبوع نحو الوزراء بالمفرق، فبينما تحدث أنباء صحافية عن بحث بتغيير عدد من الوزراء، قال البعض إنهم ثلاثة وقال بعض آخر إنهم خمسة، سرت مساء أمس شائعة عن استقالة وزير التربية طارق المجذوب الذي نفى الخبر، مؤكداً مواصلته في تحمل مسؤولياته الوزارية، بينما نجحت المضاربات في سوق الصرف برفع سعر صرف الدولار الذي سجل يوم السبت الماضي سعر تخطى عتبة الـ 7000 ليرة نزولاً، ليعود ويسجل ارتفاعاً نحو تجاوز عتبة الـ 9000 ليرة صعوداً، في ظل عمليات شراء الدولار سجلت مصادر مالية، وقوع أغلبها خارج احتياجات التصدير، التي يفضل أصحابها انتظار فرصهم بالحصول على دولار مدعوم عبر مصارفهم، بعد وضع آلية دعم الاستيراد الاستهلاكي قيد التنفيذ.

ويطلّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله خلال كلمة له عند الثامنة والنصف مساء. ويستحوذ الملف اللبناني الحيّز الأكبر في كلمته لا سيما الحملة الداخلية والخارجية على الحكومة والحديث عن استقالتها وتسوية جديدة تعيد الرئيس سعد الحريري الى رئاسة الحكومة، الأمر الذي نفته مصادر الحريري لـ«البناء»، مشددة على أن الحريري كرّر موقفه أكثر من مرة بأنه لا يرغب بالعودة الى رئاسة الحكومة فلا الظروف الداخلية ناضجة ولا معطيات إقليمية دولية تؤشر لذلك، وإن عاد فلديه شروط تحدّث عنها أولها حكومة مستقلة محددة الأهداف اهمها معالجة الوضع الاقتصادي وإنقاذ لبنان من أزمته المالية.

ونفت أوساط نيابية في التيار الوطني الحر لـ«البناء» أي حديث جدّي حول تغيير الحكومة، مشيرة الى أنه لا يمكن حصر الموضوع بأشخاص بل هناك أزمة مزمنة لا تتحمّل مسؤوليتها الحكومة لكن لا يُعفيها من تفعيل عملها وإنتاجيتها ووضع الإصلاحات موضع التنفيذ واستكمال التفاوض مع صندوق النقد الدولي».

واذ سيعلن السيد نصرالله دعمه خيار بقاء الحكومة وضرورة التعاون بين الجميع لإنقاذ البلد، ويتطرق الى الازمات الاجتماعية والحياتية والحصار الاميركي المفروض على لبنان وتدخل السفيرة الأميركية في بيروت بالشؤون الداخلية والحملة على حزب الله وسلاح المقاومة وإعلان الكيان الصهيوني البدء بتلزيم بلوكات نفطية قريبة من البلوكات اللبنانية في المياه الإقليمية، كما يتناول سبل الإنقاذ في ضوء المبادرتين الصينية والعراقية وزيارة وفدي البلدين الى لبنان وضرورة الاستفادة من هذه الفرص لكسر الخناق والحصار الخارجي على لبنان. كما يتناول السيد نصرالله التطورات الأمنيّة والأحداث في الشارع وعمليات قطع الطرقات على المواطنين ومخاوف من الاستغلال الخارجي للشارع والتحضير لمخططات أمنية سياسية خارجية برزت معالمها مع كشف وزير الداخلية و​البلديات​ ​محمد فهمي​ عن توقيف أربعة أشخاص من الجنسية التركية والسورية، كانوا على متن طائرة خاصة قدمت من ​تركيا​ وينقلون 4 ملايين دولار، وقد دخلوا على أساس ان لديهم شركة صيرفة. متحدثاً عن تعليمات تصل من تركيا عبر «الواتس أب» لبعض أطراف ​الحراك الشعبي​.

واستمرت الحملة الإعلامية المبرمجة على الحكومة في سياق الحديث عن إقالتها، وأمس أشيعت استقالة وزير التربية طارق المجذوب، الأمر الذي نفته مصادر السرايا الحكومية كما نفاه المكتب الإعلامي لوزير التربية مؤكداً في بيان أن «الوزير يمارس مهامه في الوزارة بكل مسؤولية، وأنه مستمر في هذه المهام بإذن الله لبلوغ الأهداف النبيلة».

إلى ذلك أبدت مصادر سياسية استغرابها لكلام البطريرك الماروني بشارة الراعي حول استرجاع الشرعية، ورد عضو كتلة لبنان القوي النائب ألان عون على الراعي عبر الـ OTV بأن «لا مشكلة شرعية في لبنان إنما إشكاليات مع الخارج والمهم اليوم ان نتحاور ونتفاهم في ما بيننا عليها لكي نتمكن من معالجتها مع الآخرين».

وتتجه الأنظار اليوم الى بعبدا، حيث يعقد مجلس الوزراء جلسة برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بجدول أعمال دسم أبرز بنوده تعيينات مجلس إدارة مؤسسة كهرباء لبنان وتعيين خلف لمدير عام وزارة المالية المستقيل ألان بيفاني وموضوع شركة التدقيق المالي للحسابات والوضع المالي والاقتصادي والنقدي وإعادة النظر بقرار رفع ربطة الخبز الى 2000 ليرة.

وتشير مصادر السرايا الحكومية لـ«البناء» الى أن الحكومة تعمل على عدة جبهات وتبذل أقصى طاقتها لمحاولة معالجة الأزمات المزمنة التي ورثتها عن العهود والحكومات المتعاقبة، وتتحمّل المسؤولية على أكمل وجه رغم الظروف الصعبة التي تعاني منها البلاد والمنطقة والعالم أيضاً، لذلك من غير المنطقي تحميل الحكومة المسؤولية لتبرير فشل الآخرين وتنصّل المتورّطين بخراب لبنان من مسؤولياتهم ورميها على الحكومة»، مشددة على أن «الحكومة وضعت على الطاولة رزمة من الاصلاحات المالية والاقتصادية والاجتماعية ستعمل على إنجازها بأسرع وقت في مقدمها الكهرباء»، موضحة أن «إنجاز التعيينات في الكهرباء ستعزز مطلباً أساسياً لدى صندوق النقد الدولي وبالتالي سيعزّز موقف لبنان في المفاوضات». وإذ نقل زوار رئيس الحكومة حسن دياب لـ«البناء» اهتمامه البالغ بالأوضاع المعيشية والحياتية والتخفيف قدر الإمكان عن كاهل المواطنين رغم التعقيدات الداخلية والخارجية وإمكانات الدولة المتواضعة، داعياً جميع القوى السياسية داخل الحكومة أو من المعارضة للتفكير بمصلحة البلد ومعالجة الأزمات الحياتية بعيداً عن الاعتبارات السياسية».

وبحسب معلومات «البناء» فإن الحكومة ستقر التعيينات في جلسة اليوم وربما تؤجل لمزيد من التشاور، بينما سيتم استبدال شركة كرول بشركة اخرى نظراً لوجود علاقة لهذه الشركة مع العدو الاسرائيلي.

وأفادت معلومات أخرى الى أن الشبهات حول شركة «كرول» لن تطيح بالتدقيق الجنائي. ولفتت إلى أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة حسان دياب يصران على التعاقد مع شركة للتدقيق المالي. كذلك، سيبادران مع الوزراء المؤيدين إلى اقتراح شركات بديلة، مع التشديد على أن لا إصرار على كرول إنما على ضرورة كشف الأسباب الكامنة وراء الوضع المتردي الذي وصل إليه البلد. وطلب وزير المالية غازي وزني في كتاب رسمي موافقة مجلس الوزراء على تفويض وزير المالية التفاوض مع شركة FTI Forensic Technologies International consulting وتوقيع العقد معها من أجل إجراء التدقيق في حسابات مصرف لبنان.

في غضون ذلك تشتدّ وطأة الازمة على المواطنين فما ان تحتجب أزمة حتى تظهر أخرى، وبعد أزمات الكهرباء والمحروقات والدولار وارتفاع الأسعار، أعلنت هيئة «أوجيرو» أمس، أن خدماتها «في بعض المناطق قد تشهد اضطراباً أو انقطاعاً في حال توقف أصحاب المولدات الخاصة عن تزويد بعض محوّلات وغرف الاتصالات بالطاقة، وذلك بسبب زيادة ساعات التقنين ونفاد مادة المازوت».

وطمأن مدير عام هيئة ​أوجيرو​ ​عماد كريدية​ إلى انه «لا توجد مشكلة في الإنترنت»، كاشفاً «أننا إن تمكّنا من رفع كوتا الديزل المخصصة لهيئة أوجيرو ويتم توزيع المازوت في كل سنترالاتنا ويفترض ان تنتهي العملية مساء الغد (اليوم) ونكون بالتالي على جهوزية تامة لتقديم الخدمة على غالبية الأراضي اللبنانية للأشهر الـ3 المقبلة».

وشهدت مراكز ومحطات تعبئة الغاز في مدينة صيدا تهافتاً واقبالاً كثيفاً غير مسبوق للمواطنين والتجار على تعبئة قوارير الغاز.

وفيما انخفض سعر صرف الدولار في عطلة نهاية الأسبوع، عاد وسجل ارتفاعاً ملحوظاً وصل الى 9300 ليرة للدولار الواحد ما فسّره خبراء على أنها لعبة جديدة من قبل محتكرين ومافيات لخفض سعر الصرف ثم شرائه وإعادة بيعه على معدلات مرتفعة لتحقيق أرباح اضافية.

وأعلن مصرف لبنان أنه سيقوم بتأمين المبالغ اللازمة بالعملات الأجنبية تلبية لحاجات مستوردي ومصنّعي المواد الغذائية الأساسية والمواد الأولية التي تدخل في الصناعات الغذائية (أي بما يعرف بـ»سلّة الاحتياجات الأساسية»)، على أساس سعر صرف ثابت 3900 ل.ل. للدولار، على أن يتم تقديم الطلبات للمصارف وتسديد قيمتها نقداً بالليرة اللبنانية إلى المصرف الذي سيسلمها بدوره إلى مصرف لبنان ويقوم هذا الأخير بتحويل قيمتها بالدولار إلى حساب المصرف المعني لدى المصرف المراسل المعتمد لديه.

الى ذلك واصل وزير الخارجية والمغتربين ناصيف حتي لقاءاته في العاصمة الإيطالية روما حيث التقى وزير الدفاع الإيطالي لورينزو غويريني. وأفاد بيان لوزارة الخارجية بأنه «تم تأكيد خلال اللقاء ضرورة استقرار لبنان واستمرار المساعدات العسكرية الإيطالية للجيش اللبناني، كذلك عدم المساس بمهام وعديد قوات الطوارئ الدولية العاملة في جنوب لبنان – اليونيفيل». كما اجتمع حتي مع السفراء العرب المعتمدين في روما. وكان حتي أنهى زيارته الى الأردن وعقد لقاءات مع المسؤولين فيها.

نوَّه الرئيس ميشال عون، «بانتفاضة الحياة ليلة أمس (الاحد) داخل معبد باخوس في قلعة بعلبك، حيث عاش اللبنانيون ومعهم العالم، أجواء موسيقية وفنية راقية وصاخبة بالفن والشعر والعزف والشغف، في مبادرة تحمل عنوان الصمود الذي يخوضه الشعب اللبناني اليوم». ووصف الأمسيّة الموسيقية بأنها «أبلغ تعبير عن روح التحدّي والمواجهة التي تحرّك إرادة اللبنانيين في وجه وباء كورونا من جهة، والأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة في تاريخ وطننا الذي يحيي المئوية الأولى لولادة لبنان الكبير من جهة أخرى». ودعا اللبنانيين إلى «التمسّك بالأمل وشحذ الهمم والإبداع وعدم الاستسلام أمام المعوقات والصعوبات، لتخطي الواقع الراهن والعبور إلى ضفة النهوض والاستقرار التي نتطلع إليها».

2020-07-07 | عدد القراءات 7183