منذ عشرة أيام وعملية التفجير التي أصابت جزءا من المنشأة النووية الإيرانية في نطنز ، محور إهتمام ومتابعة في الأوساط الدبلوماسية والأمنية والإعلامية ، فقد جاء التفجير في مناخ تصعيدي تشهده المنطقة مع منظومة العقوبات الأميركية المتشددة على قوى وحكومات محور المقاومة وشعوبها ، ومحاولة الضغط لإيصال القيادة افيرانية لقبول التفاوض على شروط جديدة لملفها النووي من جهة ، ولدورها الإقليمي من جهة أخرى ، مع رفع شعار العودة إلى ما قبل العام 2011 في سورية من قبل المبعوث الأميركي الخاص جيمس جيفري في شرحه لأهداف قانون قيصر للعقوبات على سورية ، عارضا التسليم بنصر الرئيس السوري وجيشه مقابل خروج أميركا وغيران بالتوازي من سورية .
خرج الصحفي ايدي كوهين المعروف بعلاقته بمكتب رئيس الحكومة في كيان الاحتلال بنامين نتنياهو بتغريدة يقول فيها أن مصادر إستخبارية غربية قالت أن طائرات حربية لجيش الاحتلال تولت قصف منشأة نطنز ، ثم نشرت صحيفة نيويورك تايمز تقريرا نسبت المعلومات الواردة فيه لمصادر موثوقة ، لتقول أن جهاز إتسخبارات في الكيان يقف وراء القنبلة التي تسببت بتفجير في منشأة نطنز ، ثم خرج وزير الحرب والخارجية السابق في الكيان أفيغدور ليبرمان ليتحدث عن إتهام لنتنياهو بالوقوف وراء التسريبات للتباهي ، معرضا امن الكيان للخطر .
تلا ذلك بأيام ظهور رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الجنرال محمد باقري في دمشق موقعا إتفاقيات تعاون عسكري أهمها ما يتصل بالدفاعات الجوية السورية ، وما قالت تعليقات صحف الكيان ، أنها نقلة نوعية لوضع حد للغارات التي تشنها طائرات جيش الاحتلال داخل سورية وهي تستهدف بصورة خاصة مواقع إيرانية ، ما يعني إستعدادا لمرحلة أكثر تصعيدا في المواجهة ، من جهة ، وردا شديد اللهجة على قانون قيصر ، وتبشيرا إستباقيا برفع الحظر عن بيع وشراء السلاح المفروض على إيران والذي ينتهي مفعوله خلال شهور قادمة .
أول أمس وقع حريق كبير إنتهى بتدمير البارجة الأميركية يو اس اس ريتشارد ، في مرفأ سان دييغو العسكري ، وسرت تكهنات بإختراق سيبراني تسبب بالتلاعب بمنظومات حرارية في البارجة أدى لنشوب الحريق وتعطيل أنظمة التبريد ، وإتجهت الكثير من أصابع الإتهام نحو إيران ، خصوصا مع حرب سيبرانية تشهدها مواقع ادخل الكيان تؤدي لتعطيل منصات مطارات ووزارات وهيئات حكومية ، تظهر حجم الحضور الإيراني في هذا النوع من الحروب ، في ظل الربط بينها وبين حال التصعيد الشامل الذي تشهده المنطقة .
أمس تحدث الناطق بلسان الخارجية الإيرانية وقال "أنه في حال ثبت ضلوع كيان أو دولة في الحادث، فإن رد إيران سيكون حاسما وهاما وستثبت أن "زمن اضرب واهرب قد ولى"، ونفى المتحدث أن يكون لإيران علاقة بحادث البارجة الأميركية في سان دييغو ، واعدا بإعلان قريب لمجلس الأمن القومي الإيراني لنتائج اتلحقيقات التي يجريها في حادث نطنز .
الترقب سيد الموقف خلال الأيام القليلة القادمة ، وحبس الأنفاس سيستمر حتى تعلن إيران نتائج التحقيقات ، والإتصالات على أعلى المستويات لإستكشاف إتجاه هذه النتائج وما إذا كانت ثمة إحتمالات بتوجيه إتهام مباشر لكيان الاحتلال ، وماهية الدر المقرر ، والعيون شاخصة نحو مفاعل ديمونا كهدف محتمل ، إذا سارت الأمور بهذا الإتجاه ، وهو ما يعني نذر حرب كبرى تخيم على المنطقة ، والوسطاء التقليديون بين إيران والغرب يقولون أن أشد المراحل خطورة تمر على المنطقة ، وأن العروض لتفادي التصعيد الإيراني المرتقب إذا صحت التوقعات ، قيد التداول ، وأن أشياء كثيرة من طروحات كانت على الطاولة قد تغيرت .