تكرار الحرائق الغامضة في منشآت حيويّة بين أميركا وإيران يثير أسئلة حول حرب أمنيّة دعوات الراعي لم تكمل أسبوعها فتثير الانقسام الطائفيّ.. وتفشل بإقناع بعبدا / الكهرباء والدولار وكورونا ثلاثيّة الحكم ال

كتب المحرّر السياسيّ

في المشهد الدولي تتحدث مصادر أمنية ذات خبرة في مراحل الحروب الباردة، عن حرب استخبارية متصاعدة بين طهران وواشنطن، تجد ترجمتها في الحرائق الغامضة المتنقلة في كل من إيران والولايات الأميركية، والتي كان أبرزها تفجير في منشأة نطنز النووية الإيرانية، وحريق البارجة الأميركية العملاقة في سان دييغو، وبعد تفجيرات غامضة في شمال طهران في منشأة صحيّة وفي منشأة لتعبئة الغاز، حريقان في ولايتين أميركيتين في معامل الطاقة في شيكاغو وأنديانا. وقالت المصادر إن أغلب الظن أن تكون هذه الأحداث المتلاحقة بصورة تنفي الصدقية للتفسيرات الطبيعية لأحداث مماثلة، تعبيراً عن تجاذب تفاوضيّ غير مباشر يجري حول قواعد اشتباك جديدة لإدارة النزاع في المنطقة لم تنضج بعد.

وقالت المصادر إنها تستبعد وضوح صورة التعامل الأميركي مع لبنان تحت أي سقف محدد قبل أن تتبلور الأطر التي ستحكم المواجهة بين طهران وواشنطن، فليس صحيحاً ما يعتقده الفرنسيون الذين وصل وزير خارجيتهم جان ايف لودريان إلى بيروت، من أن الأميركيين سلموا بنظريتهم بفصل تعافي لبنان عن المواجهة مع إيران، بل الأصح أن الأميركيين زادوا الربط بين الملفين، ولذلك فتحوا نافذة لتجميد يمكن لفرنسا الحضور خلاله، لأن مواصلة الضغط وفقاً للسقوف القديمة سيرتب نتائج سلبية كبيرة والسقوف الجديدة لم تتبلور بعد. وفي هذا الإطار وضعت المصادر، كل الكلام الصادر عن مسؤولي صندوق النقد الدولي حول مصاعب التوصل لتفاهم لمساعدة لبنان وإعلان البقاء في التفاوض، ومثله الكلام العربي عن الإيجابية والحاجة للدرس، ومثلهما ما تتوقعه المصادر من زيارة وزير خارجية فرنسا، تحت شعار لن نترككم وحدكم، لكن عليكم مساعدة أنفسكم كي نساعدكم.

وتحت عنوان مساعدة اللبنانيين لأنفسهم رسمت بكركي ما تعتقد أنه ما يطلبه دعاة هذا الخطاب من اللبنانيين، أي إشهار ابتعادهم عن حزب الله ومطالبة الدولة ورموزها بالفعل نفسه، لإدراك عدم واقعية مطلب الحياد رغم كل ما يتمّ تسويقه من أسباب موجبة لا تقنع أصحابها فكيف ستقنع الآخرين. فالمشكلة كانت وستبقى حول ما تريده واشنطن من المنطقة التي يعيش لبنان في قلبها، وهل يقدر على تلبيتها، وفي المقدمة قضية توطين اللاجئين الفلسطينيين، والحدود البحرية للبنان وثروات الغاز والنفط، فهل يقدر صاحب دعوة الحياد على الحصول على ضمانات في هذين الملفين الوجوديين؟

2020-07-18 | عدد القراءات 18316