أي إنحياز تستهدفه دعوات الحياد ؟ كتب ناصر قنديل

كتب ناصر قنديل

  • عمليا تقوم دعوات الحياد بوجه إنحياز يسبب الأذى للبلد ترتكبه مؤسسات الدولة فهل يمكن لأحد أن يشرح للناس طبيعة الإنحياز الذي تريد دعوات الحياد إستهدافه ؟
  • رئيس الجمهورية الذي يعتبر حليفا لحزب الله يزور الرياض ولا يزور دمشق وطهران ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة رغم أنهما جزء من حلف المقاومة يقفان على مراعاة مواقف الرياض وواشنطن ولا يريدان إزعاجهما بموقف فأين هو الإنحياز ؟
  • الواقع أن لبنان في حياد إيجابي نحو واشنطن والرياض في مضمون العلاقة بين محوري دمشق طهران وواشنطن الرياض ودعوات الحياد تقول أن هذا لايكفي فالمطلوب الإنحياز أكثر لمحور واشنطن الرياض والإنحياز الأكثر هو الضغط على المقاومة لجلبها إلى هذا الإنحياز ، لأن واشنطن لا تقيم إعتبارا لأحد في لبنان غير المقاومة ، طالما أن بيدها قدرة الضغط على زر إطلاق الصواريخ على كيان الاحتلال
  • ما الذي لا يرضي واشنطن بإعتبارها صاحبة القرار وليست الرياض ، وتريد الحصول عليه لتعتبر مراضاتها من الرؤساء والوزراء قد بلغت المدى المطلوب ؟
  • على المدى البعيد تريد واشنطن أن يتأهل لبنان لمفهوم الحياد ببدء تقبل فكرة توطين اللاجئين والنازحين بإعتبارها جزءا من منظومة الحياد ودول الحياد عموما تسمى دول ملجأ ، وقبول لبنان بالتوطين يوفر الفرصة المطلوبة لتقدم مشروع صفقة القرن ، وعلى المدى المتوسط تريد واشنطن تجميد حضور المقاومة المزعج لكيان الاحتلال والمهدد لوجوده خصوصا في ملفي الصواريخ الدقيقة والتواجد في سورية ، وقد قال ذلك جيمس جيفري ومايك بومبيو بوضوح ، وعلى المستوى القريب تريد واشنطن قبولا لبنانيا بخط ترسيم الحدود البحرية المقترح من قبلها لتغليب مصالح كيان الاحتلال على مصالح لبنان في ملف النفط والغاز ، وقد قال ذلك معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد شنكر علنا .
  • لماذا يتهرب دعاة الحياد من الأجوبة المباشرة على هذه النقاط ؟
  • السؤال الأهم هو لماذا لا تمنحهم واشنطن دعمها العلني والدبلوماسي لإعلان حياد لبنان طالما أنها الصديق الذي يريدون كسب وده ليتحنن على لبنان بعد إعلان حياده ، أليس لأنها تريد منهم ما سلف ولا هي تجرؤ على الطلب فتسقطهم وتفضح دعوتهم علنا بعيون اللبنانيين  وهي تريدها خداعا بصريا يتحول إلى حرب نفسية ، ولا هم يجرؤن على القبول لأنهم سيسقطون بقبول التوطين والترسيم بالشروط "الإسرائيلية " ، فكيتفون بإثارة الضجيج وتكراره  بكلمات غامضة تتحرك على القشرة ولا تجيب على الجوهر لتخدم هذه الحرب النفسية  .

2020-07-21 | عدد القراءات 17506