الحكومة تقرّر العودة للإقفال… لكن وفقاً لقاعدة 5-2-5…«المستجدة»… ودون المطار دياب يشكو عدم تعاون القضاء والأجهزة... وتفاقم أزمات الكهرباء والمازوت وكورونا / جيش الاحتلال يكرّر الاشتباه الواهم بتسلل حد

الحكومة تقرّر العودة للإقفال… لكن وفقاً لقاعدة 5-2-5…«المستجدة»… ودون المطار
دياب يشكو عدم تعاون القضاء والأجهزة... وتفاقم أزمات الكهرباء والمازوت وكورونا / جيش الاحتلال يكرّر الاشتباه الواهم بتسلل حدودي... والمقاومة تواجه بالصمت القاتل

كتب المحرّر السياسيّ

لم يلملم جيش الاحتلال وقيادته العسكرية والسياسية شظايا مهزلة المواجهة المزعومة مع المقاومة في مزارع شبعا بعد، فيما تسيطر على وسائل التواصل الاجتماعي في الكيان، بعد تدخل الرقابة لمنع المناقشة المفتوحة لأحداث أول أمس على قنوات التلفزة، التعليقات والصور الساخرة من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع بني غينتس، الذي انتشرت صورة مدمجة له مع لعبة أطفال على شكل هاتف بلون أحمر، تذكيراً بإعلانه الاتصال برئيس أركانه على الخط الأحمر المشفّر غداة تبلّغه بالاشتباكات الموهومة. وليل أمس تكرّر المشهد المخزي لجيش الاحتلال المذعور، والواقف على “إجر ونص” كما انتشرت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي في لبنان تصف ما يجري على الحدود، فأعلن الناطق بلسان جيش الاحتلال إطلاق نار على مجموعات متسللة عبر الحدود نحو الجليل في نقطتين واحدة مقابل المطلة وأخرى مقابل رأس الناقورة، بينما كان طيرانه المروحي والحربي والاستطلاعي يملأ سماء بلدات الخيام وكفركلا وعيتا الشعب، ليعود بعد ساعة تقريباً ويعلن أن المعلومات التي بني عليها التحذير من التسلل كانت إنذاراً خاطئاً.

المقاومة واجهت بالصمت القاتل إعلانات جيش الاحتلال، الذي لم تُسعفه لاستعادة توازنه وهيبته التصريحات الأميركية الداعمة، ولا كلام رئيس حكومته عن نجاح تحقق بمنع تسلل عبر الحدود أول أمس، بينما برود المقاومة وثباتها وحسمها لأمر الردّ الآتي لا محالة، وجوابها الجاهز، انتظرونا، زاد إرباك جيش الاحتلال وقيادته السياسية والعسكرية، وبدت حرب الأعصاب التي يعيش تحت وطأتها شديدة التأثير على مهابته التي تخسر يومياً المزيد من رصيدها المتآكل أصلاً.

بانتظار ردّ المقاومة المرتقب، ينزف الداخل اللبناني على جميع المستويات، فالحكومة التي يعترف رئيسها الدكتور حسان دياب بخروج الأمور عن السيطرة عبر شكواه من عدم تعاون الأجهزة الأمنيّة والقضاء خصوصاً في قضايا غلاء الأسعار واحتكار المواد الاستهلاكيّة المستوردة بأسعار مدعومة، لا تبدو في وضع قادر على بث الطمأنينة بين اللبنانيين، في ظل تفاقم أزمات تدخل حدود الكارثة، خصوصاً الكهرباء، مع تهديد كاد يدخل حيز التنفيذ لأصحاب المولدات بالإضراب احتجاجاً على سعر المازوت، الذي كان انتظام حصولهم عليه موضوعاً جرت معالجته سابقاً بإشراف المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الذي عاد وتدخل لتأجيل الإضراب، ومنع العتمة التي تهددت أغلب المناطق في ظل كلام لوزير الطاقة عن عطل كبير في معامل الكهرباء سيحتاج وقتاً، بينما كانت حالة التفشي التي ترافق وباء كورونا تتصدّر الاهتمامات، وجاء القرار الحكومي بصددها غير قادر على الإقناع، مثيراً عاصفة من الانتقادات، فلم يعرف اللبنانيون مغزى عدم الإقفال المتواصل لأسبوعين، طالما هي المدة المتعارف عليها طبياً للحجر الصحي في ظل وباء كورونا، ومن أين جاءت المعادلة المستجدّة التي تحدثت عنها وزيرة الإعلام، إقفال خمسة أيام وفتح يومين ثم إقفال خمسة أيام، وأسمتها معادلة 5-2-5 وهو ما تحوّل لموضوع تندّر على وسائل التواصل بتشبيهها بتشكيلات فرق كرة القدم، ومن أين جاء الاستنتاج غير المقنع أيضاً عن كون التفشي ليس ناتجاً عن فتح المطار، ولماذا لا يشمله الإقفال، والجواب معلوم وهو الحرص على تدفق الدولارات، لكن لماذا فتح المطار والتسبب بالمزيد من التفشي للوباء وتبرير ذلك بحجج واهية، طالما أن البديل لتأمين دخول الدولارات موجود كما في كل بلاد العالم وهو تحرير التحويلات من قبضة مصرف لبنان الذي يصادر تحويلات اللبنانيين ويدفع نصف قيمتها الفعلية لأصحابها بالليرة اللبنانية، بصورة غير قانونية، والتراجع عن هذا التسلط كفيل بتأمين تدفق نقدي بالدولار يزيد عن ذلك الذي يؤمنه فتح المطار؟

2020-07-29 | عدد القراءات 3243